خيوط العنكبوت بقلم فاطمة الالفي

موقع أيام نيوز


وتجمد كبرودة القطبين لتسترق السمع لذلك الصوت الذي ياتيها من مكان بعيد ولكنه يقترب منها رويدا رويدا والهسيس يتزايد ليصبح في النهاية صړاخ قوي وحادا جعل الډماء تسيل من أذنيها من شدته وغلظته والكلمات تتردد وهي مسلبة الارادة ومستسلمة لجسدها الهامد كالچثة الهامدة التي لا روح بها
يزداد الصوت حدة لن تنعمي بالراحة ستهلكين كما هلكت ليليث

من ليليث يتسأل بها عقلها في شرود
فجأة أنقطعت الأصوات وتحول جسدها البارد لشعلة من ڼار ټحرقها من شدة حرارتها كاد جسدها أن ينصهر
جلدها الأبيض كساه الاحمرار القاني كأنها كومة أشټعال تتألم ولم تقدر على الصړاخ ولا الخروج منما هي فيه أنسابت الدموع من مقلتيها وقلبها ېتمزق لم تجد حبيبها جوارها يمسك بيدها يبعد الأڈى عنها كما وعدها أين أختفت الوعود والعهود التي بينهما تنهمر دموعها تخترق روحها المعذبة التي لم يشعر بها أحد.
ورأت جسدها يرتفع عن الفراش لأعلى كاد يصل لسقف الغرفة ثم يعود يهوي بضړبة قوية الاشواك تغرز بظهرها ولم تفتح فاها رغم الألم والنيران والشوك المنغمسة به فقط الدموع المتحجرة في عيونها هي التي نجحت في التحرر منما هي عليه الآن. 
ولج سليم داخل الفيلا القديمة المهجورة لعلها يجد شيء خاص بوالده يصله للحقيقة الكاملة فقد علم اليوم أن والده لم يصارحه بكامل حقيقته وهذا ما جعل سليم يجن جنونه بسبب أخفاء والده بعض الأسرار فهو بحاجة لتفسير. 
دلف الفيلا بخطوات واسعة وفتح بابها ليجد الظلام الدامس أمامه تحسس مكبس الإضاءة وأنار الفيلا وبدأ بمكتب والده يريد البحث داخله وقف بغرفة المكتب يتطلع حوله بتيه لا يعلم من أين سيبدء. 
جلس بالمقعد خلف المكتب ثم فتح أدراجه وظل يعبث داخل محتوياته فلم يجد شيء تطلع أمامه ليجد مكتبة ضخمة تضم عدد كبير من الكتب نهض عن مقعده وسار بخطواته ليصل إليها ثم وقف أمامها يطالع الكتب بدهشة وهو متذكرا بأن والده لم يكن مؤلعا بالقراءة وللعجيب مكتبة تخص كتب كثيرا في مجال الطب والتشريح وكتب التاريخ شعر بالاختناق والټحطم فداخله ينهار وخارجه يتماسك ويدعي القوة والجمود. 
زفر زفرة عميقة تخرج من أعماق روحه الشاردة ثم ضړب بكفيه المكتبة پغضب جامح ليخرج ما داخله من ثورة مشټعلة 
لتتحرك الألواح الخشبية الموجودة بالمكتبة وتميل للجهة اليمنى ضيق حاجبيه الكثيفبن بدهشة ثم ضغط أكتر لتتحرك المكتبة وتدلف داخل الحائط الذي لم يكن حائط بل هو باب سري قابع خلفها علت الصدمة عيناه ولاحت شبح أبتسامة أعلى ثغره بعدما خطى بقدمة خلف الباب ذلك ليجد نفسه بالحديقة الخلفية للفيلا نظر حوله بفضول لعله يصل لشيء أخر يدله 
وجد نفسه يقف أعلى أرض صلبة لا توجد بها حشائش خضراء كباقي الحديقة انحنى بجذعة يتفقد الأرضية أسفله ليجد باب حديدي مغطي بخرسانة أسمنتية يخفي مقبضه استقام واقفا وعاد يدلف داخل الباب السري ثم بحث بالفيلا عن أداة حديدية تجعله يكسر الخرسانه ويفتح الباب الحديدي يعلم ما يوجد خلفه. 
بالفعل وجد داخل البدروم الذي كان يحتجز به حياة من قبل وجد داخله أجنة حديدية التقطها بلهفة وعاد إلى حيث وجهته نجح في هدم الخرسانه الاسمنتية وفتح الباب الحديدي ليرفعه عن الأرضية ليظهر أمامه درج يصله بسرداب عميق تحت الأرض. 
أشعل الكشاف الخاص بهاتفه ووضع قدميه بداخل السرداب ليهبط بخطوات حذرة ينزل أسفل ليجد نفسه داخل غرفة مليئة بالاسلحة القديمة التي مر عليها ميئات الأعوام دار حول نفسه پصدمة أكبر وهو يطالع الأسلحة والزخائر الملغمة بالغرفة كأنها متحف أسري قديم خاص بالاسلحة فقط لا يعلم لماذا والده محتفظا بكل هذا الكم منها يبدو الأمر به ريبة تحسس بكف يده سلاحا تلو الآخر وهو يزفر أنفاسه بضيق ولم يفهم شيئا منما جعل الصداع يمسك براسه يكاد يفتك به 
جلس القرفصاء بمنتصف الغرفة ثم ضم كفيه أعلى راسه المتخبطة المتشتته هو داخل دوامة الان وصراع قوي مع نفسه ولم يجد حلا لما هو فيه يجد نفسه مكبل الايدي ولم يعد لديه قدرة على مواجهة الحقائق الخفية والاسرار. الغامضة التي أخفاها عنه والده. 
حاول أستجماع شتاته ونهض عن جلسته تلك يدور بعينيه الثاقبة كنظرات الصقر يتفقد كل ركن بداخلها ليجد شيئا أخر يلفة انتابه توجد مساحة صغيرة بركن أخر في أخر الغرفة تضم مربع خشبي متوسط الحجم مطلي باللون الأسود سار بخطوات مسرعة ثم دنا منه يتفحصه ورفعه عن الأرض ثم حمله بين ذراعيه ليصعد به الدرج ويغادر ذلك السرداب وهو قابض على تلك الخزانه الخشبية الصغيرة التي لن يتجاوز حجمها ثلاثون سنتيمتر مربع يبدو بأنه سيجد سرا أخر داخلها.. 
داخل المشفى. 
كانت ميلانا تشعر بالتعب والإرهاق خلال الأيام الماضية التي قضتها بالمشفى وهي قلقة على وضع زوجها والان شعرت بالسعادة عندئذ أسترد وعيه وبدأ يتماثل في الشفاء. 
داهمها دوار حاولت التغلب عليه لتظل ممسكة بكف زوجها الحنون التي لم تشعر بالأمان إلا بوجوده كلما نظرت لعينيه
 

تم نسخ الرابط