الثلاثة يحبونها بقلم شاهنده سمير
المحتويات
يده وسحب المنديل يمسح به فمه..ثم نظر إلى شروق التى تتأمله مبتسمة
تسلم إيديكى ياشروق.
إتسعت إبتسامة شروق قائلة
تسلملى ياحبيبى.
نظر إلى طبقها الذى لم ينقص منه إلا القليل قائلا
بس إنتى مكلتيش ياشروق.
نظرت شروق إلى طبقها بإرتباك قائلة
لأ إزاي ..أنا كلت..بس كنت بنأنأ كدة وأنا بطبخ وعشان كدة مكلتش أوى..لما هجوع هبقى أكمل.
رايح فين
ليظهر الحزن بملامحها وهي تستطرد قائلة
إوعى تكون هتمشى بسرعة كدة
إبتسم قائلا
لأ أمشى فين..أنا كنت هروح البلكونة على ماتعمليلى فنجان قهوة من إيديكى الحلوين دول..أنا قاعد معاكى النهاردة وهبات كمان.
إنتفضت شروق واقفة بسعادة وهي قائلة
بجد يا مراد..بجد هتعمل كدة
بجد ياشوشو..
ويمكن لو عجبتنى القعدة ..أقضى يومين معاكى كمان.
إتسعت عيناها من الفرحة لتصفق بجذل ثم..
أنا ...أنا...
رفع هامسا أمامها قائلا
إنتى تتاكلى أكل ياشروق.
هكون بأعمل إيه بس..ما أنا قلتلك..رايح أكلك ياشوشو.
إحمر وجهها خجلا لتقول بإرتباك خجول
طب إستنى لما ألم السفرة وأعملك القهوة.
ليدلف إلى الحجرة ويغلق بابها بقدمه وعلى وجهه إرتسمت ملامح جديدة دون أن يدرى..لم يدركها وإنما رأتها شروق بكل وضوح..فهي ملامح لا يراها سوى قلب أحب بصدق... ملامح عاشق.
الفصل التاسع.
إقتربت رحمة من حجرة الصغير وكادت أن تدلف إليها لولا أن إستمعت لصوت يحيي وهو يداعب هاشم بحنو..لتقف على عتبة الباب المفتوح وتراه مانحا إياها ظهره يمرغ وجهه فى عنق هاشم فتتعالى ضحكات هاشم..وتبتسم رحمة بدورها رغما عنها وعيناها تتقابلان مع عينا الصغير الذى أشار لها مرحبا قائلا
تجمدت الإبتسامة على وهي ترى يحيي يلتفت إليها وتتواجه عيناه العسليتان مع رماديتيها..لتبتلع رحمة ريقها بصعوبة وهي تراه يرفع حاجبه الأيسر متسائلا ربما عن سبب وقوفها بجوار الباب وعدم دلوفها اإلى الحجرة..تقدمت بإتجاهه بخطوات مترددة قائلة
صباح الخير.
تأمل فستانها البسيط الذى منحها مظهر برئ.. كفتاة صغيرة فى السادسة عشرة من عمرها..ليعود إلى عينيها قائلا بإعجاب ظهر فى عينيه ونبرات صوته المرحبة بها رغما عنه
مدت يدها تلامس يد الصغير الذى مد يده إليها لتقول بخفوت
تسمحلى
ناولها يحيي الصبي الذى إبتسم على الفور لها .
را..را.
ده الإسم اللى كان بينادى بيه مامته الله يرحمها..أكيد حس إن فيكى حاجة منها.
تأملت رحمة وجه الصغير بحزن وهي تقول
الله يرحمها..راوية مفيش حد زيها.
قال يحيي ببرود
فى دى معاكى حق..بس إنتى فهمتينى غلط على فكرة..أنا قلت فيكى حاجة واحدة منها..يمكن ملامحها..لكن طبعها فمخدتيش منه حاجة أبدا.
قال يحيي بسخرية
ده معناه إنك هتنفذى وصية راوية.
نظرت إلى عيونه مباشرة وهي تقول فى برود
أنا مستعدة أعمل أي حاجة عشان خاطر هاشم..حتى لو الحاجة دى هي الجواز منك يا يحيي.
إتسعت إبتسامة يحيي الساخرة وهو يقول
لا والله كتر خيرك بجد..مش عارفين نشكر أفضالك علينا..بتضحى أنا عارف.
.. ترجعهما لذكريات مضت..حين كانت خصلاتها تطير مع الرياح..فيمد يحيي يده ويرجعهم إلى خلف أذنها ملامسا إياها بحنو كما يفعل هكذا الآن ..بالضبط . وتغيم عينيه بنظرة عاشق راغب وبالفعل كان يترجم حبه لها برقة وحنو.
تركها فجأة وقبض على يده بقوة وهو يشيح بوجهه عنها..مانحا إياها ظهره لثوان وتاركا إياها وسط فوضى من المشاعر والحيرة..قبل أن يتجه بخطوات بطيئة للخارج..ولكنه توقف قبل أن يغادر تماما..ليلتفت إليها بجانب وجهه قائلا
ياريت تبقى تلمى شعرك وانتى مع هاشم لإنه بيحب شد الشعر أوى..ومش كل مرة هكون موجود.
سمعت بشرى طرقات على باب حجرتها لتزفر بملل ثم تقول
إتفضل.
دلفت سيدة فى العقد الخامس من عمرها تبدو الطيبة على ملامحها تحمل صينية وضع عليها طعاما لتنزل الصينية على الطاولة القريبة منها وهي تبتسم فى وجه بشرى
التى رسمت إبتسامة مزيفة على وتلك السيدة تقترب منها وتجلس على السرير بجوارها قائلة فى طيبة
إزيك يابنتى دلوقتى..بقيتى أحسن.
أومأت بشرى برأسها قائلة
الحمد لله ياست آمال..جو الريف جميل أوى وفعلا حاسانى من يوم ما جيت هنا.. إتحسنت كتير .
ربتت السيدة آمال على يد بشرى قائلة
ولسة كمان لما تاكلى أكلنا..وتقعدى معانا أكتر هتتحسنى يابنتى..ده انتى كنتى جاية وشك أصفر ..لون اللمونة بالظبط..الحمد لله.. الدموية ردت فى وشك وبقيتى زي الفل.
كادت بشرى أن تصرخ من كثرة كلام تلك السيدة..تقول فى نفسها ..يالها من سيدة ثرثارة.. كيف أصمتها
لتكتفى بإيماءة بسيطة برأسها كإجابة وبإبتسامة باهتة حتى تمل آمال وترحل وبالفعل نهضت السيدة آمال وكادت أن تغادر ولكنها توقفت وإستدرات إلى بشرى قائلة
إنتى كشفتى يابنتى
عقدت بشرى حاجبيها قائلة
كشفت
أومأت آمال برأسها قائلة
أيوة ..فى البندر عند الدكتورة..لتكونى حبلى.
جزت بشرى على أسنانها وتمالكت أعصابها وهي تقول
ايوة كشفت ومفيش حاجة من الكلام ده خالص..هم شوية برد وأنيميا وبالعلاج هبقى تمام..وبعدين أنا مش قلتلكم ان مراد مأجل موضوع الخلفة ده شوية.
قالت آمال بإستنكار
وليه بس يأجله..مش يفرح بضناه وهو فى عز شبابه ولا هيستنى لما يكبر وإنتى تكبرى ويبقى خطړ عليكى الخلفة..ساعتها بقى
متابعة القراءة