اسير قلبها

موقع أيام نيوز


دي اللي متقبلش بيك 
هدرت زينة بمشاكسة غامزة له بلؤم 
_ ميغركمش شكله ده مش ساهل .. ممكن يكون متجوز من ورانا في المانيا والله 
رغم جملتها السخيفة إلا أنه ضحك وبادلها مشاكستها يجيب بسخرية 
_ طيب أنا راضي ذمتك ده منظر واحد متجوز !! 
إجابته ضاحكة 
_ الحقيقة لا 
قطع حديثهم صوت رنين الباب فهمت ميرفت بالنهوض لكن سبقتها زينة التي استقامت وقالت بعينان مشرقة 

_ خليكي ياماما ده أكيد رائد هروح أنا افتحله 
_ طيب ياحبيبتي روحي 
أسرعت زينة تجاه الباب وسط نظرات هشام التي بدأت تظلم تدريجيا ورفع يده يمسح على وجهه پعنف يجاهد في تمالك أعصابه من قبل أن يراه حتى .. لاحظت شقيقته الجالسة بجواره تبدل ملامح وجهه فعضت على شفاها بتوتر حتى سمعته ينحنى على أذنها ويهمس بغيظ مكتوم 
_ إنتوا كنتوا عارفين إن خطيبها جاي !! 
نفت الاء مسرعة بصدق 
_ أكيد لا يعني .. وأنا لو كنت اعرف كنت أول واحدة هقولك
بعد ثلاث دقائق تقريبا رآه يقترب منهم وهو يبتسم بلطف وتسير خلفه زينة ثم بدأ يلقى التحية على الجميع وعندما وصل إليه وبسط كفه أمامه .. فنقل هشام نظراته المريبة بين وجهه وكفه ثم رفع يده وصافحه بقوة .
احس رائد بأنه يعتصر كفه من فرط ضغطه عليه فسحب كفه بهدوء وقد اشتدت نظراته تجاه هشام كذلك وبعد أن كانت طبيعية أصبحت مشحونة بطاقات سلبية .
اقترب وجلس بجوار زينة ثم عادوا جميعهم لتبادل أطراف الحديث بمرح معادا هشام الذي مهما حاول ابعاد عينيه عنهم لا يتمكن .. رؤيتها تجلس بجواره هكذا وتضحك معه ثم يهمس هو بأذنها بشيء فتضحك بخفة وتجيب عليه بعفويتها الساحرة .. تؤلم قلبه بشدة بل وتمزقه أربا .. ويزيد ألمه غيرته المشټعلة بصدره التي تأكله بالبطء .
بين كل آن وآن يمسح على ذقنه مصدرا تأففا ساخنا ينفث عن نيران صدره ويجاهد بالبقاء ثابتا .. لاحظ رائد نظرات هشام الڼارية لهم وبفطرتهم كرجال استطاع فهمه من نظراته المتأججة بالغيرة .. فاحتدمت عينيه ومد يده عن عمد ليمسك بكف زينة في تملك رامقا هشام بحدة وشيء من التحذير .
رغم الأجواء المتوترة التي تسيطر على الوضع إلا أنه ابتسم باستهزاء بعد نظرة رائد وبالضبط بعد دقيقة كان يستقيم واقفا عندما انهمزم أمام قلبه
وفشل في تحمل رؤيته يمسك بيدها هكذا أمامه ليقول بخشونة 
_ طيب عن أذنكم عشان ورايا مشوار ومش عايز أتأخر عليه 
هدرت ميرفت مسرعة برفض 
_لا مشوار إيه اقعد ياهشام احنا لحقنا نقعد معاك 
انحرفت عيناه على رائد يرمقه شزرا قبل أن يجيب بطبيعية متصنعة 
_ معلش يامرات خالي مرة تاني 
ثم تابع يوجه حديثه لأمه 
_ شوية كدا وهعدي أخدكم 
هزت رأسها بالإيجاب في نظرات مشفقة على ابنها المسكين وعندما استدار وغادر همت ميرفت بأن تلحق به فأوقفتها أمه هامسة بابتسامة منطفئة 
_ سبيه متطغيش عليه خلاص ياميرفت 
لم تفهم ميرفت ما تقصده أمه لكنها هدأت وبقت بمقعدها كما طلبت منها.. بينما زينة فهمت بالوقوف لتلحق به قبل أن يغادر تماما لكن يد رائد منعتها هامسا لها بحزم 
_ رايحة فين ! 
سحبت يدها ببطء من يده وغمغمت بجدية تامة لا تقبل النقاش 
_ لحظة يا رائد وراجعة 
ثم أسرعت مهرولة نحو الباب وفتحته لتخرج إلى درج البناية وتراه قد وصل للطابق الذي اسفلهم فصاحت عليه حتى توقفه 
_ هشام استنى 
توقف ورفع رأسه لأعلى يتطلع لها وباللحظة التالية فورا كانت تنزل إليه مسرعة حتى وقفت أمامه وهتفت باستغراب 
_ في إيه مالك مشوار إيه اللي ظهر فجأة ده !! 
هشام بجمود مشاعر 
_ مفيش حاجة يازينة اطلعي فوق 
ثم استدار وهم بالرحيل لكنها أسرعت وقبضت على ذراعه تمنعه من التقدم هادرة بحزم 
_ مالك ياهشام !!! 
نزع قبضتها عن ذراعه بلطف وهتف في نبرة صلبة وأعين حادة 
_ مليش قولتلك .. اطلعي لخطيبك يلا 
ولم يمهلها الفرصة لتحاول منعه من جديد حيث اندفع إلى الدرج يكمل طريقه للأسفل وقد عاد الألم والبؤس يعلو ملامحه من جديد .. بينما هي فظلت مكانها تتابعه وهو يتوارى عن أنظارها بحيرة وقلق ! .
كانت جلنار تجلس بحديقة المنزل تتصفح هاتفها وتجلس بجوارها ابنتها التي تلعب بألعابها في اندماج .. فانتبهت على صوت هنا وهي تهتف برقة تليق بصوتها الطفولي 
_ مامي أنا هروح اشرب مايه 
جلنار بابتسامة دافئة 
_ ماشي ياحبيبتي روحي 
نزلت الصغيرة من فوق الأريكة وهرولت راكضة داخل المنزل حتى تشرب كما قالت لوالدتها وبتلك الأثناء انتبهت جلنار على أثر صوت الخطوات التي تقترب منها فدارت برأسها للجانب لترى أسمهان تسير نحوها بتعجرف وقوة كعادتها .. فتبتسم وتستقيم واقفة تستقبلها بصوتها العذب المحمل بلهجة السخرية 
_ أهلا يا أسمهان هانم .. ياترى إيه سبب الزيارة المرة دي !!!
أسمهان بقرف 
_ ده بيت ابني ووقت ما أحب هاجي يابنت نشأت مش هتمنعيني اجي ازور ابني وأشوف حفيدتي 
ضحكت جلنار بتهكم على آخر كلماتها قبل أن تميل عليها وتهتف في قوة جديدة عليها 
_ لعلمك أنا
 

تم نسخ الرابط