دروب العشق بقلم ندي محمود
المحتويات
ما انتفضت واقفة في فزع عندما سمعت طرقه على الباب وصوته فتوترت بشدة وترددت قبل أن تفتح ولكنها حسمت أمرها واتجهت لتفتح له ولم يكن وضعه يختلف عنها كثيرا ولاحظت توتره في نبرة صوته وهو يقول
أنا في الاوضة التانية لو عوزتي حاجة اندهي عليا
ظهرت علامات الأسى والخنق على محياها وهي تقول في يأس
إنت هتنام في الأوضة التانية !
آه لو إنتي حابة أنام معاكي مفيش مشكلة
ارتبكت وهزت رأسها بالنفي وهي تقول متلعثمة
لا لا براحتك مقصدش كدا أنا كنت بسأل بس
أمممم طيب تصبحي على خير
ردت عليه في ابتسامة مزيفة رسمتها بمهارة وإنت من أهله ثم اغلقت الباب ببطء واتجهت ناحية فراشها لتجلس عليه وهي تلوي فمها بحزن وتسمع صوت عقلها الذي لا يكف عن تأنيبها لما
أما هو فقد ذهب للمطبخ ليشرب المياه وقبل أن يضع كوب الماء في فمه انزله وهو يتأفف مغلوب على أمره فلا يستطيع تجاهل صوته الداخلي الذي يأنبه بأنه سيتركها تنام بمفردها في أول ليلة لهم في منزلهم ولا يستطيع أيضا التغاطي عن شعوره بأنها تضايقت ليرفع كوب الماء مجددا لفمه ويشربه دفعة واحدة ثم يعود متجها نحو غرفتها أو غرفتهم بالمعنى الأصح ثم فتح جزء صغير من الباب في تردد وهو يجاهد في السيطرة على مشاعره المضطربة فهو لا ينكر توتره بمجرد اقترابه منها أو اقترابها هي واليوم سيبذل مجهود عظيم ليشاركها في نفس الفراش والغطاء تغلب على اضطرابه وفتح الباب كاملا ثم دخل وأغلقه خلفه بينما هي فظلت توليه ظهرها وتتصنع النوم ظنا منها أنه دخل ليأخذ شيء وسيغادر مرة أخرى ولكن لحظات ووجدته يتسطح على آخر الفراش لتلتفت له برأسها في شبه ذهول وتتمتم في عدم فهم
ابتسم بساحرية وهتف مازحا
ده اعتبره طرد بس بشياكة يعني ولا إيه !!
لعنت نفسها على حماقتها وما قالته لتقول مصححة
قصدها في ارتباك
لا والله أكيد مقصدش كدا انا استغربت بس إنك غيرت رأيك بسرعة يعني !
اجابها مخترعا كڈبة محترفة مكملا مزاحه
بيني وبينك أنا دايما متعود لما باجي الشقة بنام في الأوضة دي فاتعودت خلاص عليها وطلاما اتعودت على أوضة معينة مش بعرف أنام في مكان تاني متقلقيش نومي هادي ومش هزعجك والله
وكنتي ناوية بقى تقعدي عند أهلك لغاية إمتى !
قالت في هدوء تام
لغاية ما الاقي نفسي عندي القدرة إني استحمل تصرفاتك من تاني ياحسن لإن اللي حصل وكلامك في اليوم إياه كافي إنه يخليني مش طيقاك لشهر كمان مش أسبوع
تقدري تنكري إن إنتي اللي استغليتي وضعي طاب أنا ومكنتش في وعي ولا عارف أنا بعمل إيه إيه وإنتي كمان مكنتيش في وعيك !! إنتي كنتي قادرة تمنعيني بس اللي حصل كان يمزاجك قبل ما يكون بمزاجي أنا
كلماته الهبت النيران من جديد واشعلت ماقد اخمدته الأيام السابقة حيث التقطت السکين ورفعتها في وجهه هاتفة في ڠضب عارم
وعلى وضعك إنه اللي حصل وكلامك بعدين في الصبح اللي بيوضح قد إيه إنت معندكش ډم وحقېر
انزل يدها وهو يحدجها في عدم اكتراث لعصبيتها ويتمتم
لا أنا مش حقېر أنا بقول الحقيقة اللي إنتي مش عايزة تتقبليها وخلاص بقى ملوش لزمة نعاتب بعض اللي حصل حصل ومش هنقدر نغيره يامدام يسر !
ضغط على آخر كلمتين وهو يلفظهم من بين شفتيه قاصدا إثارة چنونها أكثر ليستمتع به وبالفعل وجدها تحدق به بأعين لا تبشر بخير ولكنه لم تكفيه النظرات فقط حيث أراد أن يرى أسوأ ما في هذه الشرسة فهتف في كلامات تحمل معاني منحطة وهو يغمز بعيناه في لؤم
بس تصدقي مكنتش متوقع إنك جامدة كدا !!
نجح ووصل إلى ذروة چنونها حيث تحول وجهها إلى كتلة نيران متوهجة وأحمرت عيناها ثم التقطت كأس الشاي وهي تقول بنبرة صوت توضح مدى شدة عاصفتها
المرة اللي فاتت كانت القهوة وجات سليمة المرة دي الشاي فاير يعني هتتسلق ياحسن
أطلق ضحكة شبه مرتفعة وجذب الكأس من يدها وهو يرتشف منه ويقول ببرود مقصود
ده ليا !!!! شكرا يامزتي ابقي اعملي واحد
متابعة القراءة