دروب العشق بقلم ندي محمود
المحتويات
في طريقها تسير مباشرة دون أن تتلفت حولها استمعت إلى من ينده عليها كأنها قطة بالبسبسة ! فالقت نظرة بطرف عيناها لتجدها سيارة ولكنها لم ترى وجه من يقودها فظنت أنه شاب منحل من الشباب الذين يغازلن الفتيات في الشوارع لتسرع في سيرها حتى تتفاده ولكنها توقفت حين سمعته يهتف باغتياظ
بت يارفيف !!
قطبت حاجبيها واحست بأن الصوت مألوف عليها وفورا التفتت تنظر له وأذا بها تصدر تأففا قوي
ابتسم ثم مد يده وفتح باب السيارة هاتفا
اركبي ياختي
استقلت بجواره واغلقت الباب لينطلق هو بالسيارة ويهتف مستنكرا
عرفتيني اول ما قولت يابت صحيح مبتجيش غير بالتهزيق !
امسكت بالكتاب الذي في يدها ورفعته في وجهه قائلة في تحذير باغتياظ
علاء اتلم بدل ما تلاقي الكتاب ده نازل على دماغك واخليك تدخل في غيبوبة
ده يفتح راسي مش يدخلني في غيبوبة اعوذ بالله بيتذاكر إزاي ده !!
اشاحت بوجهه للجهة الأخرى تخفي ابتسامتها ثم عادت له وقالت في استهزاء
طبعا هتعرف بيتذاكر ازاي ما تلاقيك مكنتش بتفتح كتاب في الكلية
طاب وليه الإحراج ده يابنت عمي بس !!
اطلقت ضحكة بسيطة لتجده يكمل في جدية بخفوت
الحمدلله كويسة لقيت شغل وحاولت اقنع ماما وزين بس رافضين
هتف في صوت رجولي قوي
شغل إيه دلوقتي بس يارفيف مش لما تخلصي كليتك الأول على الأقل
اعتدلت في جلستها وهتفت محاولة اقناعه
أنا زهقت من قعدة البيت ياعلاء وخلاص أنا فاضلي ترم وأخلص وهاخد الشهادة وهشتغل بيها وماما كل اللي عليها تشتغلي ليه وفين وزين إنت عارفه دماغه قفل مفيش شغل طيب
اطلق ضحكة قوية وأجابها ببساطة
يسر بتشتغل ليها خمس في الشركة معانا وبعدين دي قدام عينا يعني مع ابوها ومعايا
قالتها وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها باحتجاج ليجيبها ضاحكا برزانة
خلاص هكلم بابا وأقوله اخليه يقنع زين واخواتك وتشرفي معانا في الشركة
اشرق وجهها بابتسامة عريضة وأردفت بسعادة
بجد ياعلاء هتقول لعمي !
أممممم وهو احنا عندما كام رفيف في العيلة
رجعت بظهرها على المقعد وهي تقول بتحمس
مع إني مش حابة الشركة بس يلا أهو امري لله هبدأ منها
القي نظرة عليها مبتسما ثم عاد بنظره للطريق يقود السيارة متجها
إلى منزل عمه بينما هي فأخرجت هاتفها واخذت تعبث به تارة وتارة تتابع الطريق في صمت !!
جاثية أمام قبر والدتها تتلمس بيدها التراب المدفونة اسفله ودموعها لا تتوقف للحظة عن البكاء تذرف الدموع كأنها دماء من شدة ألمها وحزنها بقيت بلا أب ولا أم ولا أخ لم يعد هناك شيء يدعى أهل ستحرم من الدفء والحنان والعناية والسعادة وكل شيء ستكون حبيسة شجونها والآمها إلى الأبد وستظل تعاني ألم الفراق حتى تخرج روحها وتذهب لهم !!
كان الحارس الخاص بها يقف على مسافة بعيدة قليلا عنها ليترك لها حريتها في إفراغ ما يخنق نفسها فشعر بيد توضع على كتفه ليلتفت ويجده كرم فيبتسم في هدوء ويبادله هو الإبتسامة مربتا على كتفه يسمح له بالذهاب فأماء له بالموافقة واستدار وسار مبتعدا مغادرا المكان بأكمله أما هو فحمل دلو الماء الصغير واقترب ناحيتها ثم وقف خلفها بمسافة قصيرة واسنده على الأرض ورفع كفيه لأعلى يبدأ في قراءة سورة الفاتحة بصوت منخفض ثم حمله مجددا واتجه به نحو زرعة الصبار الصغيرة بجانب قپرها وقام بسقيها بالماء لتنتبه هي له وتنتفض واقفة لتنفض عن ملابسها السوداء الأتربة هاتفة باستعجاب
عرفت إزاي إني هنا !
وضع الدلو على الأرض بعد أن فرغ من الماء وغمغم في خفوت جميل
مسعد اتصل بيا وقالي وحتى لو مكنش قالي أنا باجي كل يوم هنا بزور سيف وأروى
نسيت أن ذلك الحارس لا يتأخر في إخباره بأي مكان تذهب له ولكن لم تعد تهتم فليخبره كما يشاء وليؤدي مهتمه على أكمل وجه فبؤسها الآن أشد
من أن تنشغل بأمره
لاحت ابتسامة شبه خفية على شفتيها وعادت تحدق بقبر والدتها تدعو لها في صوت لا يسمع بأدعية خاصة بالمټوفي ودموعها تسقط من حفنيها في صمت ولتمر دقائق قصيرة وكل منهم يستخدم طريقة مختلفة في الدعاء وعندما وجدت نفسها ستنهار في البكاء أمامه ففضلت الرحيل وطلبت منه أن يذهبوا فلم يبدي أي اعتراض ورافقها حتى وصلوا لسيارته واستقلت بالمقعد المجاور له
خرج همسها بعد دقيقيتن وهي مستندة برأسها على زجاج السيارة وعيناها معلقة على
متابعة القراءة