فرحة بقلم سلوي عليية

موقع أيام نيوز


الله منهم 
بدأت فى ضب الأغراض وتنظيف المنزل حتى تذهب لعملها فهى تمتلك محلا للملابس الجاهزة ذات سمعة طيبة ويدر عليها ربحا وفيرا تنفق منه على إخوتها فهى قد تحملت مسئوليتهم منذ نعومة أظفارهم وتشعر بالراحة والفخر عندما تجدهم أمامها كل يشق طريقة كما يريد 
فزياد أخيها الأصغر منها ب تسعة أعوام قد تحمل معها مسئولية إخوتها عماد وفاتن حيث أن والدتهم قد أنجبتهم بعد فترة كبيرة فهى كانت تمتلك مشاكل فى الحمل ولهذا كانت تنجب على فترات متباعدة وذلك لضعف رحمها 

فعماد أصغر من فرحه ب ثمانية عشر عاما وكذلك فاتن تصغرها ب ستة عشر عاما وعندما ټوفيت والدتهم كانت فاتن فى
الرابعة من عمرها وعماد فى الثانية فتحملت بطيب خاطر مسئوليتهم الثقيلة وضحت بالغالى والنفيس من أجلهم فقط ليس إلا 
أنهت ما تفعله وتوجهت لكى تفتح محل الملابس خاصتها حيث تعمل معها صديقتها حورية ولكنها تأتى متأخرة قليلا وذلك لظروف زوجها وأطفالها 
فتحت فرحة المحل وبدأت فى تنظيم بضائعها حتى تعرضها للجميع بعد أن تعب وجهها من كثرة الإبتسام لجميع المارة والتى يلقون عليها السلام ويسألوها عن أحوالها وأحوال أخواتها فالجميع يحبونها ويعلمون مامرت به ولهذا لا ينفكون فى السؤال عليها دائما 
بدأت فى عملها مع دخول أول زبائنها واندمجت معهم وبدأ يوما آخر من التعب والجهد والرزق الحلال ولكنها أبدا لم تغضب ولم تثر ولم ټلعن الظروف بل إن نفسها راضية تمام الرضا وتعلم أن عوض الله دائما جميل بالنهاية حتى لو تأخر لسبب لا يعلمه أيضا غير الله 
أهلا بك حبيبتى فى قلبى قبل بيتى فلقد سكنتيه وطردتى جميع ساكنيه حتى لم تتركى مكانا به وشغلتيه بعشقك الدافئ وقلبك الجميل 
ظل إياد ينظر لفاتن من مراية السيارة الأمامية فزياد قد جلس بجواره وركبت فاتن بالخلف فلم يزحزح عيناه عنها طوال الطريق لايصدق أن الحلم قد أصبح حقيقة وأنها بعد شهرين فقط ستكون معه وبين يديه 
فهو يعشقها منذ صغرها وكيف لا وهو كان يدرسها بالثانوية العامة وهو مازال حديث التخرج ولكنه متمكن بمادة الجغرافيا ولهذا فتح سنترا للدروس مع أصدقائه كل فى مادته وجاءت هى وهلت عليه كشمس ساطعة أضاءت أيامه فدق قلبه منذ أول نظرة ولكنه تحكم به حتى لا يفتضح أمره وظل كاتما عشقه لها حتى دخلت جامعتها فكان يتابعها عن بعد حتى يشبع عيناه منها وأيضا لكى يطمئن حاله أنها مازالت لم ترتبط بأحد غيره فهو علم ظروفها بالكامل ولهذا فكان يعمل بكل قوة حتى يحصل على شقته ويجهز بها كل شئ لكى تأتى لها كملكة متوجة ولم يكن يعلم أنها الأخرى قد دق قلبها له ولكنها كانت تعتقد أنه من طرفها هى فقط وذلك لإحترام إياد الشديد معها بل إنه لم يكن يرفع عيناه بها عندما تحدثه على العكس من باقى زميلاتها والذى يحدثهم بأريحيه ولم تكن تعلم أنه يفعل هذا لأنه لايستطيع الصمود أمام عيناها لأنها من إحتلت قلبه على العكس من الأخريات 
ذهبوا جميعا للشقة ورأوا تجهيزاتها والتى أعجبتهم بشدة ولم يلقوا أىملاحظة سلبية على أى شئ 
إقترب زياد من فاتن وقال إيه رأيك ياعروسه فى الشقة 
خجلت فاتن وهى تقول جميله يا زياد ربنا مايحرمنى منك أبدا 
قهقه زياد تحت نظرات الڠضب والغيرة من إياد وهو يقول هو أنا ياختى اللى عاملها لو عايزة تشكرى حد فاشكرى إياد ثم غمز له بمرح 
شعرت فاتن وكأن هناك نيران تخرج من
وجنتيها وأن قلبها قد وصل صوت دقاته لإياد 
إبتسم إياد لخجلها الشديد وقال بعشق ظاهر تونه تؤمر وأنا أنفذ ولو مش عاجبها حاجه هغيرها فورا 
ضحك زياد وقال بمرح تونه وقدامى كده أمال من ورايا بتقولها إيه 
إبتسم إياد بقلة حيلة وقال هو أنا بلحق أقول حاجه دانا كتبت كتابى مخصوووص عشان أتكلم معاها براحتى بس زى مانت عارف أبله فرحة عامله عليا حصار ولا أكنى هخطفها وأجرى 
تحدث زياد بإمتنان إنت عارف يا إياد إن فرحة پتخاف على فاتن أكتر من فاتن نفسها وكمان فرحة هى اللى مربياها وعمرها ضاع عليهم ولا اتجوزت ولا عاشت حياتها وكمان ياسيدى كلها شهرين وانت اللى هتزهق منها وتقول تعالوا خدوها 
إبتسم إياد بفرحة وقال عمرها ما تطلع منى دى فاتن هى قلبى وروحى وكمان أنا عارف إن أبله فرحة پتخاف على فاتن وأنا مقدر ده جدا بالعكس بقه أنا بحب ده منها جداا بتحسسنى إن الدنيا لسه بخير وإن فيه ناس لسه ماشيه على الدين والأصول 
رن هاتف زيا فذهب للرد عليه وهنا إقترب إياد من فاتن 
قهقه بشدة عليها وتمنى لو يضمها لقلبه ولكنه لم يفعلها إحتراما وتقديرا لفرحة ولوعده لها أنه لن يقربها إلا فى منزله وهى زوجته أمام الجميع 
يجلس بعمله
 

تم نسخ الرابط