غرام المغرور بقلم نسمة مالك

موقع أيام نيوز

 


ظبوطي ايه غلطت أنا ولا كل حاجه عندك شغل وبس وانا وولادك ركنتنا على الرفات وبقي علينا تربات..
لهنا ولم يستطيع كتم ضحكاته أكثر.. فنفجر بالضحك بقوة مرددا بصوته المزلزل لكيانها.. 
يا فرحة قلب غفران.. 
نظر لعينيها نظرة تعلمها هي جيدا وغمز لها بإحدى عينيه وحرك لسانه على وجنتيه بإيحاء جعلها ضحكت بستحياء وهي تقول.. 

تصدق غفران الوزير المتحرش واحشني أوي..
انتى اللي واحشتيني أكتر.. 
بس خليني أروح لصاحبي أقضي معاه مشوار مهم وارجعلك على طول..
لو اتأخرت هكدرك يا حضرة المقدم.. 
إسراء.. 
تسير حول نفسها ذهابا وايابا.. يتأكل القلق قلبها.. تفرك يدها بتوتر مردفه.. 
هو اتأخر أوي ليه كده بس!..
أنا رنيت عليه أكتر من مره لقيته أنتظار وبعد كده كنسل عليا.. اطمني متقلقيش يا حبيبتي.. خير إن شاء الله.. 
قالتها خديجه الجالسة بجوار إلهام.. بصوتها الناعم الرقيق..
إسراء.. ببوادر بكاء.. مش هطمن إلا لما اخد بنتي في حضڼي..
إلهام .. بحب شديد.. ربنا يطمن قلبك يا ضنايا.. أشارت لها على الفراش جوارها مكمله بحنو.. 
تعالي اقعدي يابنتي بدل ما أنتي رايحة جاية كده واستهدي بالله وهتلاقيه داخل دلوقتي وشايل إسراء على إيده وهتخديها في حضنك لحد ما تشبعي منها..
وقفت إسراء بجوار نافذه تطل على الطريق.. تنتظر ظهور سيارة مغرورها وبدأت عبراتها تهبط على وجنتيها حين همست لنفسها.. 
نفسي.. هتجنن واضمها في حضڼي.. 
.. الصديقان.. 
فارس غفران..
بعد السلام الحار.. ارتجلفارس السيارة برفقة غفران الذي يقود بنفسه وخلفهما تسير سيارات الحراسه الخاصة بهما ويتحدث بذهول مردفا.. 
اتجوزت!.. فارس الدمنهوري اللي مافيش ست تملي عينه ويوم ما خطب خد بنت رئيس الوزراء بعد ما أبوها هو اللي طلب إيدك كمانوفي الاخر تروح تتجوز عليها!..
فارس.. بتنهيده عاشقه.. وانت مين قالك ان إسراء ملت عيني بس يا غفران!.. 
أخذ نفس عميق وزفره على مهل.. 
دي ملت قلبي

ونورت حياتي وطلعت من جوايا واحد تاني انا نفسي ماكنتش أعرف أنه موجود..
أبتسم غفران وهو يري حاله يشبهه مع عشق قلبه عهد..
عايش أنا في اللي بتحكي عنه دا بفضل ربنا اللي رزقني بأم زين..
ربت على كتفه برفق مكملا.. 
ربنا يسعدك يا صاحبي..
مرت وقت قليل حتي وصلو لمنزل تامر.. 
استمعت إيمان لصوت وقوف السيارات أمام منزلها.. فضمت الصغيرة لحضنها وبكت بنحيب وهي تقبلها بحب شديد مردده بصعوبة.. 
هتوحشيني يا حبيبتي أوي..
ليه يا إيمان دموعك دي كلها.. هتزعليني منكوهلغي المفاجأه اللي عاملهالك..
نظرت له بأعين تملئها العبرات وهمست بلهفه قائله.. 
مفاجأة أيه يا تامر..
لو قولتلك مش هتبقي مفاجأة.. 
قالها تامر وهو يزيل عبراتها بأنامله بحنان بالغ وهب واقفا حين استمع لطرقات على باب شقته.. 
يله اغسلي وشك..
حركت رأسها بالايجاب وحملت الصغيرة معها وسارت نحو الحمام..
بينما فتح تامر باب المنزل..ليتفاجئ بوقوف فارس وغفران وخلفهما الكثير من الحرس والعساكر.. فابتسم لهما وتحدث بترحاب وهو يبتعد عن الباب ليفسح لهما المجال.. 
يامرحب يا بشوات.. اتفضلوا..
فارس.. انت عارف احنا لازم نتحرك على طول يا تامر!..
صمت عن الحديث فجأه حين خرجت الصغيرة تركض وهي تضحك بصوتها الطفولي العذب الذي يخطف القلب..
ظهرت على ملامحه الذهول والدهشه حين تمعن النظر لها جيدا.. أول مرة يراها عن قرب.. رغم أن الكثير من صوارها معه منذ كانت بعمر الخمسة أشهر..
نسخة هي مصغرة من ساحرته.. تمتلك ملامحها عينيها شعرهاوحتي ضحكتها التي تسلب
أنفاسه..
اقترب منها وهو فاتح ذراعيه لها مرددا بابتسامة..
تعالي يا إسراء..
نظرت له الصغيرة لبرهه ومن ثم ابتسمت له وركضت لداخل حضنه بعدما استشعرت حبه لها..فالأطفال كائنات مرهفة المشاعر.. تشعر بحب االأشخاص لها..
استقبالها هو بترحاب شديد وحملها عن الأرض وقد زرع حبها بقلبه.. حب أبوي لم يشعر به من قبل.. 
............................ 
.. بمكان اخر..
عماد.. يا ساعدة البيه بلغ الباشا الكبير ان فارس باشا جاي مع الحكومة وهياخد البنت الصغيرة..
إجابة الطرف الأخر.. خليك معايا.. 
اخرج هاتف أخر وأرسل رسالة نصية باللغه الفرنسيه.. 
مارفيل إبنك سيأخذ الصغيرة..
إجابته برسالة.. 
دعه يأخذ الصغيرة.. فقد مر وقت كبير على وجود تلك الفتاه برفقة ابني ولم يحدث شئ.. إذا كانت أخبرت فارس بمعلومة واحدة عننا.. كنا في عداد الأموات الآن.. لكنها يبدو أن زوجها لم يحكي لها عننا اي شئ وأنا سأتي عن قريب لاراها واتأكد بنفسي..
.................................. 
.. بالقصر.. 
ساد الصمت أرجاء المكان.. نظرت
إلهام ل خديجه وقد أجبرها فضولها ان تسألها عن فارس الذي أصبح زوج ابنتها وهي لم تعلم حتي كم يبلغ عمره..
تنحنحت بحرج وتحدثت مستفسره.. 
إلا عدم لامؤاخذه يا ست خديجه يا أختي.. فارس بيه عنده كام سنه!..
ابتسمت لها خديجه وهي تجيبها.. 
33 سنه..
انتبهت إسراء لحديثهما ولكنها لم تبدي اي إهتمام وظلت واقفه بمكانها ولكن اذنها أصبحت بينهما..
رفعت إلهام يدها وبدأت تعد على أصابعها حتي انتهتوهمست محدثه نفسها.. 
يعني اكبر من بنتي ب 11سنه.. 
تابعت إلهام اسألتها قائله.. 
ومعاه شهادة ايه!..
خديجه.. فارس خريج إدارة أعمال من الجامعة الأمريكيه..
إلهام.. ما شاء الله عليه ربنا يحرسه ..
ظهرت الشفقه على وجهها وتابعت قائله!.. 
قولتي انك اللي مربياه.. هو والده ووالدته متوفين وهو صغير!..
تنهدت
 

 

تم نسخ الرابط