الدهاشنه

موقع أيام نيوز

مش كنتي داخلة تلبسي أيه اللي حصل فجأة 
أجابته بتسرع وكأنها كانت تنتظر سؤاله 
_الهدوم اللي أخدتها جوه مدخلتش فيا أنا كنت بقول هخس بعد الولادة لكن دي كانت حجة ساذجة بصبر بيها نفسي.. لاني تخنت الضعف بالشهرين اللي فاتوا باظ خالص. 
كبت ضحكاته بصعوبة بالغة فذلك الموضوع يعد حساس وهاما بالنسبة للنساء وإن تلاعب بانفعالات وجهه ربما تتلاعب هي بروحه لذا بدى ثابتا للغاية وهو يدنو منها فجلس لجوارها على طرف الفراش ومن ثم جذب القميص الذي تضعه على قدميها ليلقيه أرضا وهو يردد باستنكار 
_مبحبش القميص ده وحش! 
ثم استرسل بابتسامة هادئة 
_وبعدين مالك كده انتي في كل حالاتك قمر وأنا مبسوط بيكي كده يا ستي.. 
ثم غمز لها بمشاكسة تغمدها المرح 
_يعني بقالي ساعتين بثبت الواد عشان ينام

وفي الاخر تطالعيلي وانتي بتقوليلي تخنت وبتاع ده بالذمة ده كلام! 
أزاحت دمعاتها اللامعة بحدقتيها ثم تساءلت بجدية 
_بجد يا يحيى يعني أنت مش فارق معاك اني تخنت أقصد لسه شايفني جميلة يعني 
اختطف ورقة من ربيع رحيقها النادر وهز يجيبها بغرام يشد على حروفه 
_كل يوم بيعدي وانتي فيه جنبي بشوفك أجمل وأحلى من اليوم اللي قبله... بأحبك... 
ازاح الغبار عن روحها المعذبة وأخذت تشدو من خلفه ليذقيها فنون عشقه التي منحتها الثقة التي فقدتها بذاتها كأنثى لم يكن جلادا لروحها بل أعاد لها البهجة لتعود للحلم من جديد وربما ستود من ذاتها أن تسترجع جسدها الرشيق لأجله هو ولكن بنهاية الأمر سيكون قرارا بيدها هي.. 
بغرفة بدر.. 
لفبدر من حولهما غطاء سميك ثم جلسوا سويا لجوار المدفأة فألقت رؤى بثقل رأسها على صدره وعينيها شاردة بالتطلع للنيران مرر يديه على طول شعرها المفرود على ذراعيه وهو يحاول اكتشاف سبب حزنها العميق هذا فلأول مرة يشعر بأنها ليست معه قلب وقالبا فعلاقة حبهما تلك لم تكتمل بما ود لذا سألها بشكل صريح 
_أنتي في حاجة مزعلاكي مني حاسس إنك متغيره ومش طبيعية! 
من منا حينما تهاجمه الأوجاع يشتاق لأن يخرج ما يضيق به صدره للقريب من ذاك القلب.. ما بك.. فكأنما ننتظر سماع تلك الكلمة بفارغ الصبر حتى نفصح لها ما بداخلنا وهو لها أقرب من أي شخصا التفتت رؤىبجسدها إليه فتمكن من رؤية دموعها المختبئة خلف حدقتيها فرفع يديه ليزحهما عنها وهو يردد پصدمة 
_أنني بټعيطي! .. في أيه إتكلمي 
خرج صوتها متقطع من فرط بكائها 
_هو أنا ليه محملتش لحد دلوقتي! 
تفاجئ من سؤالها الغريب وخاصة حينما استرسلت بدموع 
_أنا متجوزة قبلهم وتسنيم وحور وروجينا كلهم حوامل. 
تحرك لسانه الثابت لينطق بعدم استيعاب 
_أول مرة أشوفك بتقارني نفسك بحد والأكيد أن ربنا له سبب في التأخير ده.. 
هزت رأسها بحزن ثم عادت لتردد بارتباك 
_بس على الأقل ندور أنا مثلا أروح أكشف وأنت كمان. 
ليس أحمقا حتى لا يفهم ما تخبئه بعينيها وتحاول إلقائه عليه عبر كلماتها المرتبكة تلك فاعتدل بجلسته ثم قال بشك 
_أنتي روحتي لدكتور يا رؤى 
بلعت ريقها الجاف بصعوبة بالغة فحاولت استجماع شجاعتها المهدورة وهي تبرر له پخوف 
_ لما كنت مع حور كشفت عند الدكتورة بتاعتها. 
بنفس النظرات الثابتة التي لا تفشي الكثير تساءل 
_وقالتلك أيه 
فركت أصابعها بقسۏة كادت باضرامهما وهي تجاهد خۏفها الذي سيقتلها لا محالة 
_آآ... قالتلي اني كويسة وإن آآ... 
انقطع حديثها وهي تراقب ردة فعله بتوتر فقال بهدوء غير متوقع لها 
_ولزمته أيه اللف والدوران ده كله ما تقوليلي روح اكشف! 
ردت عليه پانكسار لمسه بنبرتها 
_أقولك ازاي وأنا عارفة أن الموضوع ده بيبقى حساس وخصوصا هنا في الصعيد.. 
ابتسم بسخرية وهو يتأمل خۏفها المبالغ به ثم قال 
_كل أفكاركم عننا غلط إحنا بشړ زيكم عادي عندنا الدكتور والمهندس والغني والفقير وأغلبنا ناس متحضرة ومفيش عندهم الجهل ده زي ما برضه هتلاقي الجهل في كل مكان حتى لو كانت دولة متحضرة مش مصر بس كل مكان فيه الحلو والۏحش.. 
قوست حاجبيها بضيق 
_أنا بكلمك عن الحمل وانت بتتكلم في مصير دول! 
ضحك بصوت مسموع ثم قال بسخرية 
_أعملك أيه ما أنتي معاشراني وعارفني انا وأهلي على أيه وجاية تقوليلي عندكم بالصعيد!! 
ثم استكمل حديثه بجدية تامة 
_وعموما يا ستي بكره الصبح هروح أكشف مع اني شايف اننا لسه متجوزين قريب وكل ده مالوش أي لزمة بس هريحك حاضر. 
ارتسمت ابتسامة رقيقة على وجهها فاقتربت منه وهي تتساءل 
_يعني أنت مش زعلان مني. 
قال باستغراب 
_هزعل ليه.. 
ثم اقترب منها وهو يردد بمكر 
_المفروض أفرح لانك بتحبيني وعايزة تخلفي مني أيه اللي يزعل في كده.. 
تراجعت للخلف وهي تشير له بتحذير 
_أبعد أنا بقولك أهو! 
قربها إليه وهو يخبرها بخبث 
_في حاجات مينفعش تتحكي.. 
تعالت ضحكاتها التي
تم نسخ الرابط