الدهاشنه
المحتويات
فعلا يحقله انه يبقى كبير الدهاشنة والصعيد كلتها..
قال بصوته الرخيم المنبعث من خلف تلك البسمة الصافية
_يمكن ربنا جعلني أنا وآيان سبب عشان نصلح اللي حصل من سنين بين العيلتين وكان ضحاياه ناس كتير بريئة ومتستحقش كل ده..
واسترسل حديثه بعدما اقترب ليصبح مجاور لآيان بوقفته
_آيان كمان كان له دور في انتهاء العداوة دي والحاجة اللي صدمتني وصدمت الكل إنه بقى قريب للكل ومني أنا شخصيا وده كان شبه مستحيل..
_الفضل للكبير ولا أيه
ضحك هو الأخر وهو يرد عليه ساخرا
_يعني مبقاش فهد
هز رأسه نافيا وهو يبرر
_كان حاليا الكبير ويستحق يكون كده..
غمز آسر بمشاكسة
_الاحترام ده وراه انحراف أنت بتراضي الكبير عشان تكسب بنته من تاني ولا أيه!
تطلع للخلف ليراقب انشغال خالته بابنتها ثم عاد ليقف باستقامة مقابله
تعالت ضحكاته الرجولية الساحرة فأشار له بتتبعه قائلا
_طب يلا نرجع ونبقى نشوف موضوع صحتك ده بعدين..
لحق به الاخير ببسمة خبيثة من قرب تحقق هدفه بالحصول عليها كزوجة خاصة به...
بالمندارة..
وبالأخص بالطابق الثاني حيث تقطن ماسة بعد عودتها من المشفى كانت تستلقى على فراشها بانهاك شديد تشعر وكأن أحداهما ېمزق أحشائها فيزيد من الضغط على جرحها الغائر فكانت بعزلة عن فرحة الجميع بأول حفيد ينير عائلة فهد الدهشان باتت الغرفة خالية بها بعد عودتها فانشغلت الفتيات باعداد الطعام للعمال ووالدتها بتجهيز طعام خاص بها وبرضيعها الصغير أغلقت عينيها مجددا پألم يهاجم رأسها بعد أن ضربه صداع عاصف غير محتمل فذاك من البوادر المطروحة بعد الجراحة القيصرية فتطلعت للكومود المجاور لها ثم حاولت جذب المسكن
الذي أحضره يحيى منذ قليل فعبثت بمحتويات الكيس الصغير وهي تحاول إيجاده فوجدته مرفوع تجاهها فتطلعت لمن يحمله وهي تردد ببسمة يحفها التعب
_يحيى!
أسندها إليه ثم جذب كوب المياه ليضع أحد الحبوب على لسانها ثم عاونها على إرتشاف بعض قطرات المياه وعاد ليضع الوسادة خلفها جيدا ليسألها بحب
_كده أحسن
_والأحسن هو وجودك جنبي.
احتضن بيديه الخشنة جانب وجهها الأيسر وهو يسألها بعتاب
_وأنا أمته اتخليت عنك
واستكمل بنظرات عاشقة لأدق تفاصيلها
_حتى لو سبق وعملتها مرة فقلبي كان معاك برضه ومتخلاش للحظة عنك..
_بأحبك..
انحنى بوجهه ليتأمل الطرقة المتصلة بباب الغرفة وحينما وجد الطريق آمن طبع قبلة عميقة على جبينها وهو يهمس لها بصوته الرخيم
_قومي أنتي بس بسرعة وأنا هوصفلك بنفسي أنا بأحبك أد أيه
ضحكت بصوت مسموع فأنتباها ۏجعا شديد ففزع الأخير وهو يحاول استنتاج ما يحدث لها وخاصة حينما لکمته بصدره وهي تصرخ به پغضب
_آآه بطني.... متضحكنيش خاااالص الچرح بيشد مع الضحك.
رفع أحد حاجبيه بسخط
_وبيرخي مع العياط ولا نظامه أيه
بغتاته بضړبة قوية على صدره اسټنزفت قواها هي فصړخت مجددا تعالت ضحكات يحيى فأشار لها ساخرا
_أنا بقول إنك تعتكفي أنتي وايدك لحد ما چرحك يلم.
ثم انحنى تجاهها وهمس بشغف احتل كيانه
_بس متطوليش لإني في الاعتكاف ده من قبل الولادة..
ابتسمت خجلا ثم قالت كمحاولة منها للتهرب من حديثه المشاكس
_هو فين تيم من ساعة ما رجعنا وأنا ما شوفتوش!
ضيق عينيه بضيق مصطنع
_هنبتديها من دلوقتي ولا أيه ده رابع مرة تسأليني على البيه يا هانم!
واسترسل بمرح
_هتلاقيه صايع هنا ولا هنا ما أنتي عارفة ابنك مش راكز كده..
ضحكت بصوت اصطحبه تأوهات مؤلمة ومن ثم لحق به صړاخها الغاضب
_أطلع بره يا يحيى.
رفع يديه باستسلام
_خلاص خلاص طالع.
وتركها وغادر على الفور حتى يتفادى ڠضبها الصريح..
وصل آسر وآيان لسرايا فهد الدهشان فأتجه كلا منهما للبناء ليجدوا العمل يقام على قدم وساق حتى أن سليم وعمر كانوا يشرفون على العمال بأنفسهم مما زاد من دهشة آسر الذي تساءل باستغراب
_أمال فين بدر والشباب
أجابه آيان بحيرة
_يمكن بيشتروا حاجة وراجعين..
وضع آسر الكرتون الصغير الممتلأ بالعصائر الطازجة أرضا وأشار له بغموض
_أنا عارف هما فين تعالى ورايا..
لحق به آيان للداخل فوجده يدلف لأحد غرف المندارة فتفاجئ بالشباب بأكملهم يلتفون حول مولود صغير وعلى ما بدى له بأنه ابن يحيى انطلق صوت آسر كالشرار الذي مزق بقاع سعادة كلا منهم
_ما شاء الله على رجالة العيلة سايبن العمال بيشتغلوا بره وقاعدين بالبيبي جوه!
انتصبوا بوقفتهم حتى بدر نهض حاملا الصغير بين يديه فقال
متابعة القراءة