الدهاشنه
المحتويات
بالنسبة لها!
ربما قيدتها الفرحة أو ازداد ارتباكها فور رؤياه فبالنهاية ما مرت به ليس سهلا بالمرة لذا كان على يحيى أن يقدم مساعدة أخرى صغيرة محببة لقلبه لذا حمله وقربه من أحضانها ومازالت يديه أسفله فوزعت نظراتها بينه وبين الصغير ثم همست بصوت باكي
_ابني!.. ربنا عوضنا يا يحيى.
لف ذراعيه حولها فضمھا اليه وهو يجيبها بحب
اشتاقت لسماع كلمته المفضلة لها فكان على الدوام يخبرها بأنها ماسته الخاصة ألقت بثقل رأسها على كتفيه ثم ذهبت بسبات بعد ارهاق وشقاء وإي راحة ستشعر بها وابنها بين احضانها وزوجها لجوارها!
صف آيان السيارة باهمال متعمدا تجاهل البواب الذي أسرع تجاهه بالترحاب بقدومه بعد فترة من الغياب الملحوظ اندفع بخطواته السريعة للداخل باحثا بعينيه عنها وبالفعل اهتدت نظراته على ركنها المحبب لقلبها والذي بات
ظلمته بغيابه تجلد روحها بلا رحمة اقترب ليقف خلفها وبصوت مخټنق بالعواصف قال
فتحت عينيها على مصراعها حينما استمعت لصوته فنهضت عن مقعدها ثم أسرعت إليه لتلقي نظرة متفحصة على جسده بأكمله وهي تردد بقلق
_آيان حبيبي أنت كويس طمني
لمستها لوجهه جعلته يشعر بالنفور منها فتراجع للخلف بضعة خطوات وهو يصيح پغضب
_متلمسنيش.. كان لازم من أخر مرة اتكلمنا فيها افهم أنتي بتفكري ازاي وبالرغم من اني كلمتك بمنتهى الاحترام الا أن مفهوم كلامي موصلكيش ويمكن دلوقتي يوصلك كويس..
_نسيتي انك متملكيش حاجة وكل اللي الخير اللي أنتي عايشة فيه ده ملكي أنا اعتبرتك زي أمي وسلمتك كل حاجة ولحد النهاردة كنت في صفك وبدعمك في كل خطوة بتخطيها حتى وأنا عارف إنها غلط بس خلاص مش هسمحلك تدمري كل اللي أنا بنيته سامعاني مش هسمحلك تدمري العلاقة اللي تعبت عشان أقويها.. ومن النهاردة إنتي بره كل حاجة وأولهم السرايا دي.
_أنت كده عاقبتها ولا بتعاقب نفسك على الأقل اديها فرصة تدافع عن نفسها وتتكلم!
_هتدافع وتقول أيه مبقاش عندها اللي تقوله.
رد عليه آسر بثبات وتصميم بأن ما يقول هو الصائب
_مش صحيح اللي بيلعب ده بيلعب على تقيل ومستحيل تكون هي وقولتلك قبل كده اجابتك مش عند خالتك لأنها هتتستر على اللي عمل كده لأنه بالنهاية من ډمها.
توترت نظرات فاتن المعلقة عليه فسماعها لما قاله آسر كان مربك وكأنه يفكك ما تخفيه حتى لا تزداد أمور عائلتها سوءا فأتاه الرد يزف من أعلى الدرج حينما هبطت ناهد ابنتها تخبره بدموع تسبق حديثها
_كلام آسر مظبوط يا آيان ماما هي اللي طلبت مني أكلم آسر وأنبهه ميركبش عربيته لانها عرفت بالمخطط اللي آآ..
بترت كلماتها حينما صعدت فاتن أول درجات الدرج وهي تصيح بها بتحذير
_ناهد.
اكملت حديثها متجاهلة نظرات والدتها الغاضبة
_مش هسكت وأسيبك تدفعي التمن يا ماما..
ثم الټفت برأسها تجاه آيان لتستكمل بكره لكناية الشخص الذي ستخبره عنه
_خالو هاشم هو اللي ورا اللي حصل ده يا آيان..
عقد حاجبيه بدهشة
_خالي!!... طب ليه
جلست فاتن على الدرج ووضعت يدها معا فوق رأسها لتدافع عما يمزقها من صداع يستنزف طاقتها الهزيلة فدنا منها آيان ثم ردد بعدم استيعاب
_صدقيني لو كنتي تعرفي حاجة أو بتداري عليه هتخسريني وللأبد.. احكيلي اللي تعرفيه.
مضمون رسالته كان لأثره ۏجعا خفق داخل صدرها فقررت التشبث بأخر فرصة منحها لها ربما لأن خسارتها تلك المرة ليست هينة فخسارة فلذة كبدها موجعة كتمني مۏتة رحيمة في وسط صحراء قاحلة لا زرع بها ولا مياه لذا شرعت بقص لقائها بأخيها في صباح هذا اليوم لتلقي على مسمعه كل حرفا خرج على لسانه وكأنه مازال يجلس أمامها..
كانت تجلس على الأريكة الخشبية القريبة من الشرفة الجانبية تتابع قهوتها باهتمام حتى لا تفور على السبرتاية الصغيرة فانتبهت للخادم الذي يدنو منها ليخبرها بوصول أخيها هاشم فنهضت تهندم جلبابها سريعا وهي ترحب به بابتسامة واسعة
_يا مرحب ياخوي.. اتفضل اقعد..
جلسهاشم على المقعد المقابل لها ثم استند بنصف جسده العلوي على عصاه الخشبية وعينيه ترمقها بنظرة محتقنة تفهمتها فاتن جيدا فأجلت أحبالها المقطوعة حينما قالت
_بقالك كتير مبتجيش اهنه زعلان مني في
متابعة القراءة