الدهاشنه

موقع أيام نيوز

كان لو العصبية واكلة قلبك تعالى اقعد ورا وأنا أسوق عايزين نربي العيال اللي لسه جاية دي الله يحرقك.. 
أوقف بدر الجرار مرة واحدة فانكفئ الجميع على وجوههم ثم صعد للخلف ليجلس جوارهما مشيرا بيديه بعصبية بالغة 
_أنا غلطان إني بريحكم اطلع سوق يابو لسان طويل... 
ووزع نظراته القاتمة بينهما جميعا ثم قال بضيق 
_خلاص بقيتوا كلكم من حزب ابن المغازي أكل بعقلكم حلاوة الفترة اللي قاعدها معاكم في الغيط! 
ابتسمأيان ساخرا ثم قال باستنكارا 
_ياريتني أفهم العقول يا بدر على الأقل كنت قدرت أفهم دماغ فهد وأعرف أيه اللي بيفكر فيه. 
لكزه آسر بقوة ثم قال بعينين ملتهبة 
_قولتلك عود لسانك يقول الكبير مش هطيق أسمعك بتقلل منه وأنت بتناديه باسمه كده.. 
قال بنفس الابتسامة 
_بحاول بس أنا أخدت على كده.. 
أتاهم صوت أحمد من الأمام يخبرهما 
_وصلنا يا رجالة.. 
دخل الجرار للجراج الخاص بالسرايا فصفه أحمد بعناية ثم هبط ليلحق بالشباب للداخل فوجدوا فهد يقف على الدرج الصغير المؤدي للباب الداخلي في انتظارهما فحانت منه نظرة متفحصة تجاه آيان الذي يوشك على الصعود لغرفته فأشار له بعصاه ليهم بالاقتراب منه قائلا بأستغراب 
_في حاجة يا فهد 
ابتسم وهو يتطلع لهيئته المشعثة وملابسه التي يملأها الۏسخ ثم قال بثبات 
_غير خلجاتك وانزل عشان تأكل معانا.. 
أومأ برأسه في طاعة 
_أوكي. 
ثم استدار ليغادر فأوقفه صوت الكبير حينما اخبره 
_عندك ضيوف فوق متتأخرش كتير.. 
استدار تجاهه ثم تساءل بذهول 
_ضيوف مين دول 
رفع فهد عينيه تجاه شرفة غرفته فتطلع آيان لما يتطلع إليه فوجد خالته في
انتظاره فصعد على الفور للأعلى وما أن

ولج للداخل حتى ألقت نظرة متفحصة على حاله والذهول ينال منها كانت تحاول تستوعب أن من يقف أمامها هو نفسه ابنها المغرور التي حرصت على زرع به كبرياء لا يتنازل لأحدا قط فتحرر لسانها أخيرا وهي تشير له پصدمة 
_أيه اللي أنت عامله في نفسك ده يا ولدي ده أني مصدقتش عمك لما قالي إنك اهنه في بيت فهد ومشغلك كيف الخدامين ازاي تسمحله يعمل فيك اكده 
لاح على وجهه الرجولي ابتسامة ساخطة واتبعها صوته المستهزأ من حديثها 
_عملت اللي حسيته صح لأول مرة في حياتي.. 
رفعت حاجبيها باستنكار 
_الصوح إنك تخليه يزلك ويكسرك! 
في ذلك الوقت كان بدر يؤدي مهامه المكلف به من قبل عمه كل يوما حتى بات يكره ذاته وكأن فهد يعلم بمدى كره بدر اليه لذا كانت مهام استدعائه لتناول الغداء من نصيب بدر فكاد بطرق باب الغرفة ولكنه توقف حينما استمع لصوتها الذي يخبره بأن عمه يتعمد أن يكسره ويزله فترقب سماع ما سيقول آيان وبالفعل أتاه صوته يجيبها 
_بالعكس أنا اللي زلته وكسرته وبالرغم من كل ده ومعاه الف فرصة يعمل فيا زي ما عملت فيه بس معملش لانه أصيل واتربى وربى عياله بنفس الطريقة اللي اتربى فيها انا مشوفتش أي اهانة منه ولا من عياله بالعكس كلهم بيحاولوا يحتوني كلهم عندهم شفقة عليا من التربية اللي أنت ربتيهالي والكره اللي زرعتيه في قلبي.. 
جحظت عينيها في صدمة ليتبعها قولها المشتت 
_مالها التربية اللي ربتهالك ربيتك عزيز وغالي وتعرف كيف تاخد تارك من اللي ظلموك.. 
ابتسم وهو يجيبها بسخط 
_من الحريم! انتي معلمتنيش ازاي أكون راجل حتى وأنا بأخد حقي انتي خلتيني أستحقر نفسي في كل خطوة كنت بخطيها وفي الاخر مطلعش فهد ولا عيلته اللي ورا اللي حصل لأمي.. 
عارضته بصوته الصارم الذي مازال يحمل الكراهية تجاه نسل الدهاشنة 
_بس برضك اللي عمل اكده من عيلتهم ونسلهم انت مغلطتش يا ولدي.. 
ضحك بهسترية وسرعان ما ثبتت انفعالاته فتحولت عينيه لسواد كاد بابتلاع من تقف أمامه فداهمته نبرته الخشنة
_أنتي أيه قلبك ده مخلوق من القسۏة والحقد حتى بعد ما آسر ابنه انقذ بنتك من اللي كان هيحصلها على إيد الكلب ده! 
توترت معالمها وهي تجيبه بغلظة 
_وشكرته هو وأبوه مرتين بس ده ميمنعش ان التار اللي بينا لسه مآآ... 
قاطعها صوته الصارم الذي انطلق ليصمم آذنها 
_انتهت العداوة اللي بينا انتهت ومش هسمحلك تزرعي الكره تاني بين العيلتين ولو قادرة وريني هتعمليها ازاي وأنا موجود متنسيش اني الكبير على المغازية كلها وأي حد هيتجرأ ويأذي حد من عيلة فهد أو نسل الدهاشنة كلها أنا اللي هنسفه من على وش الدنيا حتى لو كان أنتي... 
ثم استدار ليخرج من خزانته ما سيرتديه قائلا دون التطلع لها
_لو خلصتي كلامك اتفضلي.. 
كزت على أسنانها بغيظ فجذبت حقيبتها ثم أسرعت بالخروج فما أن فتحت الباب حتى وجدت بدر يقف أمامها ويرمقها بنظرة استحقار استكملت طريقها للخارج بينما ولج بدر للداخل ليمنحه نظرة متفحصة وهو يرتدي قميصه الأسود والحزن يعتلي معالمه فلم يشعر بوجوده بالبداية وحينما استدار
تم نسخ الرابط