الدهاشنه
المحتويات
ابتسم وهو يخبرها
_اتجننت بفضلك أنتي ولسه مكمل في الجنان متقلقيش..
ثم رفع يديه ليزيح دمعات وجهها فهمست بصوت رقيق وهي تحاول الصمود أمامه
_عبد الرحمن أنت بتعمل أيه
استند بجبهته على جبهتها ثم قال
_اتعودي على قربي عشان خلاص كتب كتابنا الاسبوع الجاي وفرحنا لما باباكي ومامتك ينزلوا مصر..
_عمي قالي انه مش هيلاقيلي أحسن منك وأنا بصراحة اقتنعت..
منحته نظرة شرسة قبل أن تطوله لكزتها المؤلمة وهي تصرخ پغضب
_يعني أنت كنت بتضحك عليا!
ابتعد عنها وهو يحاول حماية وجهه ثم قال بضحكة جذابة
_أمال انتي اللي مسمحولك بس تلعبي بأعصابي ولا أيه!
_والله ما هسيبك يا عبد الرحمن..
دنا منها وهو يغمز بجراءة
_وهو ده المطلوب يا روحي انك متسبنيش خالص..
ابتسمت برقة على كلماته فشعرت بأنها إذا ظلت لجواره هكذا ستسمح له بما لا يحمد لذا ودعته وانصرفت على الفور..
ابتلعت روجينا ريقها بصعوبة بالغة فجاهدت لخروج كلماتها المتقطعة
قطع حديثها حينما وضع كف يديه من أمامها ومازالت نظراته تتقابل مع نظرات آيان الذي يتطلع إليه بثبات تام فرفع فهد صوته ينادي
_صالح..
أتى يهرول وهو يجيبه
_أمرني يا كبير..
أشار له على
المقعد القريب منهما فدفع المقعد حتى وضعه مقابل لآيان فأخفض يديه بها ليضعها على مقعدها ومن ثم دفعه العم صالح للداخل لتختفي روجينا عن اعينهما وقلبها يخفق قلقا على ما سيحدث به من أبيها..
ظلت النظرات الماكرة تتبادل بينهما إلى أن عبئ فهد ذلك السكون حينما دنى بخطاه الواثقة ليقف مقابله ثم قال بغموض
_شايفك قريب من بتي وأنت لساك مخدتش قرارك يابن المغازي!
طوفه بنظرة ثابتة قبل أن يجيبه
_أخدته يا فهد وشنطي في العربية..
ابتسم بمكر ثم أشار لأحد رجاله قائلا
ثم طرق بعصاه الأرض وغادر من أمامه دون أن يقول أي كلمة أخرى فأشار له صالح قائلا
_تعال معايا..
اتبعه أيان حتى وصل للمندارة القريبة من السرايا فصعد معه الطابق العلوي ووجده يفتح أحد الغرفة ثم جذب المنشفة لينفض التراب عن أحد المقاعد وأشار له قائلا
_5دقايق وهتلاقي الاوضة كيف البدر.
_بقالك اد ايه شغال هنا!
أجابه الرجل وهو يضع ملاءة جديدة على الفراش
_بقالي 40سنة من قبل ما البيه الكبير ېموت..
ابتسم ساخرا وهو يسأله بإستنكار
_وهو في حد يضحى بكل ده من عمره عشان يخدم حد..
رد عليه صالح بابتسامة مشرقة
_أصلك متعرفش فهد بيه وعيلته كويس وأني هعوز أيه غير الاحترام والعيشة الكريمة اللي بلاقيهم اهنه وكبيرنا بيحترم الصغير قبل الكبير وكلتنا نفديه بارواحنا مش بعمرنا بس..
انتابه دهشة كبيرة فلطالما كان حائرا في سر العلاقة القوية بين فهد ورجاله والآن ازدادت حيرته أضعافا انتهى صالح من تنظيف الغرفة ثم قال
_الاوضة بقت زي الفل اهي ولو احتاجت أيتها حاجة ناديني بس..
وكاد بالمغادرة ولكنه التف اليه ثم قال بابتسامة صغيرة
_تعرف يا ولدي انت من دور عيالي عشان اكده هقولك نصيحة أوعاك تكون داخل اهنه ولسه في جلبك سواد وكره للكبير لانك اكده هتبقى بتخسر نفسك اني عشت عمري كله اهنه وعمري ما شوفت حد بيقلل احترام منيه ولا حد يستجري يناديه باسمه اكدهحتى ولاد عمه سليم وعمر وأنت في عمر ولده وبالرغم
من اكده سايبك تناديه كيف ما تريد يمكن اللي بيشفعلك عنده حاجة واحدة بس..
رفع آيان حاجبيه وهو يتساءل باستغراب
_حاجة أيه
رد عليه بنفس البسمة البشوشة
_انك متعرفوش يا ولدي أنت عشت عمرك كلته بتتخيل فيه الشړ والۏحش عشان اكده وجودك اهنه لسبب ميعرفوش غير الكبير نفسه والعلم لله هو رايد منك أيه جايز يكون بيديك فرصة انك تعرفه زين..
وغادر بعدما زاد من حيرتهفجلس أيان على الفراش وهو ينفث عما بداخلهفتذكر الحديث الذي تم بينه وبين فهد بالمشفى قبل قدومه لهنا..
_بعد اللي مهران قاله مبقتش عارف أفكر ولا قادر أستوعب أن كل اللي عملته ده مكنش للي يستحق أنا حتى عاجز اني اعتذرلك يا فهد..أنت متخيل إزاي كرهي ليك لسه جوايا لحد اللحظة دي حتى بعد ما عرفت الحقيقة!
ابتسم فهد ثم قال
_اللي يتربى على حاجة 27سنة صعب يتقبلها بسهولة يابن المغازي... وأني مش مستني انك تحبني او تحب عيلتي أني عايزك تنهي اللي بينا بطلاقك لبتي وكل حي يروح لحاله..
اتقبض قلبه لسماع ما قال لذا صاح بعصبية بالغة
_لا يا فهد انا مش هطلق مراتي انا بحبها وعارف انك مستحيل تصدق
متابعة القراءة