الدهاشنه
المحتويات
نظراته ثم تطلع للطبيب ليقول بلهفة
_أنا جاهز للاجراءات اللي حضرتك تطلبها يا دكتور.
حانت من الطبيب نظرة جانبية لأيان الذي همس بصوت مرهق
_أخوها.
جذب الطبيب الملف الموضوع على سطح مكتبه ثم اشار لهما بتتبعه وهو يردد بعملية
_كويس انكم اتحركتوا بسرعة لان الحالة غير مستقرة وللاسف الفحوصات والاشعات اللي هنعملها بتاخد وقت مش أقل من خمس أيام فكل ما اتحركنا بسرعة كل ما كان أفضل للحالة..
_أستاذ آسر حضرتك بتعاني
من اي أمراض مزمنة.
أشار له بالنفي فقال بابتسامة مصطنعة
وأشار للممرضة قائلا
_اتفضل مع الممرضة عشان نبدأ الفحوصات.
ظل آسر محله وقبل أن يتبعها اقترب من أيان وهو يحذرة بنبرة شرسة
_متقربش من الأوضة طول ما أمي جواها فاهم!
منحه أيان نظرة متبلدة تعكس ما يشعر به في تلك اللحظة فربت بدر على كتفيه وهو يشير إليه بتأهب
أومأ برأسه ثم غادر بهدوء رغم اشتعال نظراته التي تراقبان ذلك النذل الكريه إليه.
طرق أحمد على باب الغرفة ثم ولج يبحث بعينيه عن يحيى فوجده يجلس على المقعد المجاور لفراشها وعينيه متورمة من فرط الإجهاد فاقترب وانحنى بجسده
_مفيش أي جديد يا يحيى!
_لا لسه زي ما هي..
شفق عليه فهو الوحيد بينهما الذي يملك حربا دائمة مع الابتلاءات لذا يتمنوا ان تطرق السعادة بابه دنا أحمد منه ثم عاتبه قائلا
_كده تخبي عني اللي حصل هي دي مش أختي برضه وأمرها يهمني..
اتجهت نظراته المحطة اليه ليجيبه بابتسامة يجاهد لرسمها
_مكنش ينفع أقلقك في يوم زي ده يا عريس.
_عريس! أنا اختي عندي اهم من الدنيا كلها يا يحيى انا فعلا زعلان منك ولولا حالتك دي أنا كنت عرفت أخد حقي منك وقتي.
ضحك وهو يعني بمقصده فابتسم أحمد هو الأخر وهو يخفي حزنه وتمزق قلبه على ما يحدث له فجذب جاكيته الملقي على الفراش ثم قدمه له قائلا
_طب يلا ارجع البيت كده غير هدومك وريحيلك ساعتين..
_لا مش هتنقل من هنا ارجع انت يا احمد لعروستك ميصحش تسبها لوحدها من الاول كده..
رد عليه بتصميم
_يحيى انت مش هتقدر تقعد جنبها وأنت بالحالة دي لازم على الاقل تاكلك لقمة...
ثم ربت على يديه
_يلا اسمع الكلام وانا هفضل هنا مكانك لحد لما ترتاح وترجع.
منحها يحيى ابتسامة ممتنة ثم انتصب بوقفته ليمنحها نظرة اخيرة تختم معالمها بداخله قبل أن يغادر..
ظلت رواية لجوارها حتى خيم الليل بجلبابه الأسود المعتم مازالت تجلس على سجادة الصلاة تدعو وتتوسل لله أن ينجد ابنتها مما تمر به..
بالخارج.. أشار آسر لبدر بأن يدلف للداخل ليخبرها بأن عليهم الرحيل الآن فما فعلته روجينا مازال يؤثر عليه فمنع نفسه من الدخول خشى أن يرأها في تلك الحالة فيجن جنونه وېقتل ذلك الأرعن في محله فمازالت هناك حلقة مفقودة حول حاډثها المخيف هذا ولكن ما يجعله حائرا حالة الحزن الغير مصطنعة على وجهه..
عادوا جميعا للسرايا فرفضت رواية الصعود لجناحها الذي يجمعها بزوجها القاسې ذو القلب الحجري من وجهة نظرها لذا قطنت بأحدى غرف الضيوف ابتعدت عنه لأول مرة منذ زواجهم لعله يشعر بسوء ما ارتكب ولكنها لا تعلم بأنه ينازع ألم لا يحتمله رجلين ألما ېمزق جسده لأشلاء وكل جزء يكبت صراخاته خلف قناع البرود الزائف فاكتفى بتحركاته السرية التي ظنها مخفية عن الجميع!
بجناح بدر
دنت من باب الجناح بخطوات مترددة حتى أنها فكرت كثيرا قبل أن تطرق ولكنها وجدته الأنسب لما تود قوله طرقت عدة مرات حتى فتحت رؤى الباب فابتسمت قائلة بترحاب
_تالين! اتفضلي يا قلبي..
وجهها التعيس فشل برسم بسمة صغيرة فقالت بجفاء
_بدر لسه صاحي يا رؤى
رغم دهشتها من تلك الحالة الغريبة التي تسيطر عليها الا أنها أشارت بيدها للداخل
_أيوه يا حبيبتي ادخلي.
ولجت تالين للداخل فاستقام بدر بجلسته فور رؤياها واستقبالها بابتسامة هادئة
_يا أهلا بعروستنا ده أنا قولت انك نسيتنا..
جلست رؤى جواره لتمازحها قائلة
_هي نسيتنا بس دي نست الدنيا مهو خلاص عبد الرحمن أكل دماغها.
بدت اليهما غير مرحبة بالمرة بالحديث وخاصة عنه فقالت بجدية تامة
_ممكن أتكلم معاك شوية يا بدر.
شعر بأنها تود الحديث معه على انفراد لذا كان ذكيا في إبعاد زوجته عن المجلس حينما قال
_معقولة تالين
متابعة القراءة