الدهاشنه
المحتويات
بتقولي انسيها وكأنها واحدة صاحبتي وغلطت فيا!
وپصراخ عڼيف صاحت بوجهه
_دي بنتي عارف يعني بنتي!
تمرد عن هدوئه تلك المرة ليفرغ ما كبته خلف قناعه البارد
_عايزاني أقولك أيه! بنتك اللي بتدافعي عنها دي كسرتني وحطت رأسي في الأرض قدام البلد كلها خلتني ولأول مرة عاجز اني أرفع عيني في عينهم بنتي اللي المفروض تعززني وتعزز شرفي خلتني مهزوم قدام عيل من دور عيالي وفي الأخر منتظرة مني أيه!
قرب يديه منها ليضمها لصدره فډفن أوجاعه بينهما كان بحاجة لها بذلك الوقت قبل أن تكون هي بحاجة له فما حدث كسر كبريائه حتى وإن ظل متماسكا أمام الجميع..
ظلت محلها لأكثر من ساعة كاملة لا تعلم إلى أين تذهب اسندت روجينا رأسها على المقعد المجاور لها ودموعها تهبط في صمت والأصعب من ذلك استسلامها لما يحدث فباتت تعترف لنفسها بأنها تستحق كل ذلك هي من جنت على نفسها حينما سمحتله بالاقتراب حاولت الاسترخاء قليلا فبطنها تعتصرها ألما من فرط أعصابها المشدودة منذ الصباح.
دعت الله بأن لا تكون تلك السمينة الحاقدة فتفاجئت بفتاة تقترب منها وعلى ما يبدو بأنها باواخر العقد الثاني من عمرها شعرها أسود مموج وتتطلع إليها بعينيها السوداء البريئة رأت بعينيها شفقة وحنان غريب غير مسبوق لها بالاحساس به داخل هذا المنزل المقبض اقتربت منها ناهد ثم انحنت تجاهها وقالت بابتسامة رقيقة
رفعت حاجبيها وهي تتساءل بدهشة
_انتي مين
أجابتها بهدوء
_أنا بنت خالة أيان واسميناهد.
رددت بتعجب
_ناهد!
ابتسمت وهي توضح لها
_أيوه ماما سمتني على اسم خالتي الله يرحمها.
هزت رأسها ببطء فلم يعنيها الامر كثيرا كل ما تحتاج إليه هو بعض الراحة التي ستهون عليها مشقة هذا اليوم الذي لن تنساه أبدا اتكأتروجينا بيدها على المقعد ثم حاولت النهوض فهاجمها دوار حاد كاد بأن يطرحها أرضا أسرعت ناهد بمسك يدها ثم قالت بلهفة
تطلعت لها روجينا بتشتت لا تعلم ان كانت تستحق
أن تثق بها فتخشى أن ټخدعها مثلما فعل أيان من قبل صعدت معها للأعلى والاخيرة متشبثة بيدها وتساندها حتى وصلت لغرفتها.
كانت غرفة عصرية للغاية لا تشبه للسرايا ذات الأساس التقليدي وكأنها صنعت لنفسها عالم غربي خاص بها اتبعت خطاها حتى جلست على طرف الفراش فتركتها واتجهت للخزانة لتجذب بيجامة من الستان الابيض ثم قدمتها لها وهي تشير على الباب الجانبي
التقطت منها الملابس ثم تطلعت لها بحيرة انتصرت عليها حينما اخرجت ما تكبته من فضول
_مش خاېفة مامتك تعاقبك على مساعدتك ليا
منحتها ابتسامة صافية ثم جلست جوارها وهي تخبرها بحزن التمسته روجينا
_ماما زمان هي اللي كانت بتعلمني أساعد أي حد محتاج لمساعدتي.
ردت عليها روجينا ساخرة من قولها
_أي حد الا أنا وعيلتي طبعا.
سكن الحزن بحدقتيها فجاهدت تلك الغصة التي هاجمتها حتى تحرر صوتها أخيرا
_مش عارفة ألوم مين في كل اللي بيحصل ده أنا عمري ما شوفت ماما تعيسة ولا مقهورة كده غير بعد ۏفاة خالتي...
والتقطت نفسا مطولا قبل أن تخبرها
_خالتي كانت بالنسبة لماما كل حاجة اختها وبنتها وصاحبتها وكل حاجة الفرق بينهم كان كبير لما جدتي توفت ماما كانت لسه متجوزة جديد أخدت خالتي وربتها هنا في السرايا دي ولما كبرت جوزتها سلفها عشان تكون معاها في بيت واحد ومتفرقهاش.
وابتسمت وهي تستطرد
_تخيلي ناس كتيرة عيرت ماما بالخلف لانها اتجوزت 15سنة ومكنش معاها اولاد بس فرحتها بحمل خالتي نساها كل ده لان الناس لما كانت بتشوف حبها لايان كانوا بيفكروه ابنها هي مش ابن اختها....
وزفرت ما علق بصدرها وهي تخبرها پألم
_انا اتولدت لقيت أمي بتحب خالتي أكتر من نفسها لدرجة انها لما كانت بتتعب كان هي اللي پتتوجع وحياتنا كلها اتقلبت في اليوم اللي رجعت فيه البيت بالشكل ده كله كان مټشوه ومقتولة بشكل بشع ماما اټقتلت معاها في نفس اليوم مبقتش اشوف
متابعة القراءة