الدهاشنه
المحتويات
درب الصواب ذلك الشخص لطالما تحمل أعباءك وخطاياك فإن كان تحملك حينما كنت ضعيفا تتعلم الخطى كيف سيتخلى عنك الآن!
انظر الآن جوارك وأخبرني من التي تتمسك بيدك حينما يقهرك الزمان أجل أنت على صواب فهي الأم.. نبع الحنان وطاقة صبر لأخطاءك كذلك كان حال رواية لن يدرى بها أحدا سوى سيدات منزلها
لذا لم تتخلى عنها ريم ولا نادين بالرغم من الموقف الحساس الذي تختبره هي وعائلتها بعدما أصبحت ابنتها زوجة لأحمد بين ليلة وضحاها ساعات ظلوا بها لجوارها إلى أن خرجت عن نطاق صمتها حينما قالت بصوتها الشاحب
ردت عليها ريم وهي تمسد على ظهرها
_ليه يا راوية أحنا عايزين نكون جارك.
أطبقت بجفنيها على تلك الدموع الحاړقة التي تبتلعها بينهما ثم قالت
_أنا محتاجة أكون لوحدي شوية يا ريم عشان خاطري اطلعوا.
تدخلت نادين سريعا لحفظها لطباع ابنة عمها جيدا
_تعالى يا ريم هي لما هتفضل لوحدها هتبقى أحسن متقلقيش.
بهدوء عكس تعصب نبرتها
_افتح الباب ده يا فهد أنا عايزة أتكلم معاك في حاجة مهمة.
كان يعلم بأنها تلجئ لأي حجة حتى يفتح بابه الموصود فبالنهاية لن يكون هناك ما تتحدث عنه الا ما حدث اليوم ومهما هرب ستكون مواجهتها أمرا أساسي لذا فتح الباب ثم تحرك ليقف بمنتصف الغرفة وظهره يقابلها اتبعته رواية للداخل بعدما أغلقت الباب من خلفها وحينما استدار وجدها تقفت خلفه تفرك أصابعها في توتر وكأنها ذات الفتاة التي ولجت لمنزله حينما كان عمرها لا يتعدى الثالثة والعشرون لم يتغير بها شيئا من طباعها ربما تغير شكلها ولكنها مازالت كما هي فقرر قطع حيرتها بما تبحث عنه لقوله حينما قال بلهجتها
دنت منه خطوة وهي تردد پبكاء حارق
_دي بنتك يا فهد معقول هتتخلى عنها بالبساطة دي!
ابتسم بسخرية يخفي من خلفها ألما عظيم
_بنتي كسرتني ولطخت شرفي مع كلب ولا يسوى.
دنت خطوة أخرى وهي تذكره پبكاء
أظلمت عينيه وكأنها بيدها أبادت سكنة هدوئه
_ده عذر أقبح من اللي هي عملته هي لو كانت متربية كويس مكنش قدر يطول منها نظرة واحدة مش يتجوزها ويخلف منها!
جحظت عينيها في صدمة
_قصدك أيه انا معرفتش أربيها!
تطلع لها بحزن قبل أن يرد عليها
انهمرت دمعاتها تباعا وهي تخبره
_أخوها وولاد عمها كانوا جنبها طول الوقت هو اللي لعب عليها ووقعها يا فهد ودلوقتي لازم تطلعها من اللي هي فيه.
هز رأسه بيأس ثم قال
_مبقاش في مبرر هيغفرلها اللي عملته ثم إنها اللي إختارت يبقى تتحمل نتيجة اختيارها ده..
واستدار بجسده تجاه الشرفة وهو يخبرها بقسۏة
_هي بالنسبالي مېتة والمېت مبيرجعاش للحياة تاني أنا سمحتلك تدخلي عشان تسمعي النهاية بالموضوع ده وتبطلي تفتحيه تاني إحنا معندناش بنات..
قذفتها الدموع بألسنة من النيران التي حړقت خدها فاتجهت إليه ثم انحنت وجلست أرضا وأمسكت بيديه قائلة من وسط بكائها
_متعملش فيها كده يا فهد أنت عمرك ما هيجيلك قلب تعيش وأنت عارف ان بنتك بتتهان في البيت ده.
مازال يقف شامخا أمامها لا يستجيب لتواسلاتها فعادت لتسترسل بدموع
_أنت وعدتني انك هتحمي ولادنا من التار ده ولازم ټوفي بوعدك يا فهد.
انحنى بجسده تجاهها ثم رفع وجهها بيديه معا ليزيح عنها دمعاتها ونظراته تتطالعها لدقائق قبل أن يقطعها نبرته الصارمة
_هي تستحق ده لازم تتعلم إن القرار اللي هتاخده من غير ما ترجعلنا فيه هتتحمل عواقبه لوحدها زي ما اختارته بارداتها.
أغلق عينيها پألم ثم فتحتهما على مهل وهي تجاهد ۏجع صدرها الذي استدرجها
_أنا مش هقدر أتحمل كل ده دي مهما كانت بنتي يا فهد!
شدد من ضغطه على وجهها وهو يخبرها
_لا هتستحملي وهتنسيها.
بكت بصوت مسموع فأبعدت يديه عنها فعاد ليحتضن وجهها من جديد فدفعته تلك المرة بقوة وهي تصيح بشراسة
_أنت ازاي بالبرود ده!
متابعة القراءة