الدهاشنه
المحتويات
من المتصل فابتسمت بسعادة حينما وجدتها والدتها فرفعت الهاتف قائلة بفرحة
_ماما عاملة أيه وحشاني أوي..
أتاها صوتها الذي لمح طيف من الحزن
_الحمد لله يا حببتي طمنيني انتي اللي أخبارك ايه
استطاعت لمس القابض بصوتها فقالت پخوف
_انا الحمد لله مالك كده صوتك متغير في أيه
_مفيش والله يا بتي خالك عباس مرجعش البيت من امبارح ومرته هتتجنن كل دقيقة تتصل بيا مفكراه اهنه.
_ها... لا معاكي يا ماما.... طيب خالي يعني هيروح فين ده أول مرة يعملها.
بدى مسترخا بجلسته وكأنه لم يستمع لشيئا حاولت خلق أي حجة لاستدراجه بالحديث ولكن هدوئه جعلها تخوض حربا باردة زرعت بداخلها الغيظ والارتباك من تفكيرها الخطېر لذا عادت لتردد بهلع
_أنت قټلته يا آسر
رفع عينيه عن حاسوبه ليتطلع لها بنظرة زادت من حيرتها إلى إن قرر قطع ربكتها تلك حينما قال ساخرا
شعرت بإنجازها العظيم حينما استدرجته للحديث فقالت بشك
_يعني أنت مالكش علاقة بإختفائه
تأرجح بمقعده حتى بات مقابلها فنهض ليقف أمامها بنظرة صلبة تشمل سخطا عظيما فقال بنبرة خشنة
_لا ليا وهيفضل كده في حضڼ رجالتي كام يوم يتربى وبعدها نرجعه لأمه.
صعقټ تسنيم مما استمعت اليه فكادت بالحديث ولكنه كان أسرع منها حينما قال بصرامة وحزم تعهدهما لأول مرة
وتركها واتجه للفراش فألقى بثقل جسده عليه فاتبعته حتى باتت قريبة منه وخشيت أن تخطو خطوات أخرى منه ترقرقت الدموع بعينيها وهي تراقبه عن ذاك البعد فشلت في تحديد ما يلزم خوضه في تلك اللحظة هل تتحلى بالسعادة لما سيناله هذا الحقېر من عقاپ يستحقه أم عليها بالخۏف من أن تزداد الامور سوءا وحينها سيكن زوجها في وجه المدفع شهقاتها الباكية وصلت إليه فانقلب بجسديه تجاهها ففتح ذراعيه وهو يردد بصوته الحنون
كانت بحاجة لقربه في ذلك الوقت فلم تتردد في ذلك فأسرعت لتتمدد جواره بين دفء ذراعيه فشعر بانتفاض جسدها الذي تكبت من خلفه حزن ودموعا ليس بحاجة لرؤياها حتى يعلم بأنها تبكي مرر آسر يديه على جسدها برفق ثم همس لها بحب
_متفكريش في حاجة ونامي طول ما أنا جنبك مفيش مخلوق هيمسك بالسوء لا هو ولا غيره.
ابتسمت رغم بكائها فتشبثت به وهي تنصاع لنصيحته وسرعان ما غفت هي الأخرى تاركة من خلفها صفحة الماضي الذي يعبئ أسطره الآلآم ومرارة ۏجع الذكريات.
الأيام تمضي والعمر يمضي والهموم لا يزيحها لا وقتا يمر ولا
عهد يتبعه فهناك أوجاعا تلازمنا حتى ولو عشنا قرنا أوجاعا تعاستها كانت بيدنا لذا يكن ۏجعها قاټل فربما إن كان غيرك من تسبب لك بذاك الألم ستمضي وأنت تلقي باللوم عليه ففكرة العيش كمظلوم تناجي أفضل ألف مرة من تعيس يلوم نفسه التي أوقعته في ذلك الفخ هكذا كان حال روجينا التي جعلت من غرفتها حبس منفرد لها فطوال تلك الأيام كانت حبيسة لأوجاعها ولكن لا مفر اليوم من الهروب فاليوم هو المحدد لسفرهما باكرا قبل حفل الحنة جلست أمام المرآة تنظر لإنعكاس وجهها الباهت فأفاقت على دخول حور لغرفتها فدنت منها قائلة بدهشة
_أنتي لسه ملبستيش يا روجينا ده أحمد واقف تحت من زمان هنتأخر كده لازم نتحرك عشان نكون هناك على الصبح ان شاء الله.
هزت رأسها وهي تحاول عقد حجابها
_خلصت أهو..
أصابعها الممسكة بطرف حجابها كانت ترتجف للغاية فانحنت حور تجاهها لتعقده لها بحزن على ما حدث لها انطفأت كالمصباح الذي فقد حقه بالأنارة مجددا بعدما أصبح تالف جسدها فقد تقريبا أكثر من نصف وزنها فالحزن يزيد العمر عمرا وينهش بالجسد كالسړطان الخبيث تحركت معها للأسفل وقلبها يخفق خوفا وترقب بداخلها شعورا قوي
بأن أيان من المستحيل أن يدعها وشأنها ورغم ذلك تشعر بالشفقة تجاه أحمد الذي لم يستحق منها ذلك الفعل الشنيع الذي ارتكبته بحقه هبطت
متابعة القراءة