الدهاشنه
المحتويات
بس من بعيد..
اقترب بخيله منها ثم قال بصوته الرخيم
_مش هتندمي صدقيني.
تراجعت خطوتين للخلف وهي تشير له بانفعال
_قولتلك لا..
ضم شفتيه معا بخبث ثم أشار لها بعدم مبالاة مصطنع
_براحتك بس متلوميش الا نفسك.
لما تفهم ما قال الا حينما تحرك بالخيل تجاهها فركضت تسنيم وقد ظنت بأنها ستحظى بالفرار فوجدته ينتشلها بذراعيه التي اجبرتها على الصعود أمامه تعلقت برقبتها وهي توزع نظراتها بينه وبين الأرض بعدم استيعاب لما فعله وحينما استعابت صړخت بړعب
واحتضنته بقوة كادت بقطع التيشرت الخاص به فابتسم وهو يردد بمكر
_أنزلك أيه بس أنا حبيت الخيل أكتر من الأول.
ابتعدت عنه بحرج فصاح بمكر
_هتوقعي كده وهتتعقدي من الخيل.
عادت لتتشبث به من جديد فابتسم بانتصار وضمھا بيديه المتمسكة بلجام الفرس فتلك اللحظات تمنحه سکينة لم يشعر بها سوى بقربها منه.
نومه الثقيل جعله لا يشعر بما حوله فظل نائما حتى الساعة الرابعة عصرا مما جعلها في حالة من الضيق والتذمر لعدم جلوسه للتحدث معها فاقتربت منه رؤى بملل بعد أن قامت بمحاولة ايقاظه للمرة التي تعدت الخامسة فهزته تلك المرة پعنف وهي تصرخ بصوت مرتفع للغاية
_بدر.
ظنه أحمد كالمعتاد فلف ذراعيه ليطرحه على الفراش ثم كور يديه بلكمة قوية كادت باستهداف وجهها لولا أن تأكدت عينيه بمن يرى فارتخت عضلات جسده ليردد باستغراب
أخفت وجهها بين يدها وهي تردد پخوف
_أنت هتضربني من أول يوم ولا أيه!
عاونها على الجلوس ثم قال بنظرات عاشقة
_تنقطع إيدي لو تتمد عليكي يا روحي أنا بس لسه متأقلمتش على الوضع الجميل ده.. كنت فاكرك أحمد.
همست پخوف من خلف حاجزها الخاص
_يعني أمان أشيل إيدي ولا
أيه
ضحك بصوت مسموع ليقربها من صدره
ابعدت يدها عن وجهها ثم دفعته بعيدا عنها لتبتلع ريقها پخوف
_بعد اللي شوفته لازم أسال مرة وإتنين وعشرة.
منحها نظرة خبيثة قبل أن ينحني تجاهها
_لا أنا مقدرش على زعلك.
زحفت للخلف وهي تشير اليه بتوتر
_بتعمل أيه
قال وهو يقترب منها بمكر
وجدت خۏفها يتبدد أمامه لتنغمس بين أحضانه مثل الأمس تعالت ضحكاتها حينما أخبرها بما كان يحدث له من وراء نومه الثقيل فكانت تلك من الصفات التي لم تعرفها عنه قط ولكن راق لها تودده إليها ليصطحبها في رحلة لا تخص سواهما..
بالمندارة
كان يجتمعفهد بعدد من الرجال ليشكو من ابن عم والده الاغلب يشكو من سيطرته على أراضي الفلاحين وتأخره بدفع إيجار الأرض ومن يطالبه بذلك يهدده بمركزه فيهابه الضعيف والقوي فمنحهم فهد وعدا قاطع بالتداخل في حل الأمر واعادة الحقوق لأهلها فما أن غادر التجمع الغفير حتى اجتمع رجال المنزل فقال سليم باستياء لما يحدث
أضاف عمر بضيق شديد مما استمع إليه من شكاوي غير مرضية بالمرة
_اللي خلاه مستقوي على الناس كده لأنه مفكرنا هنسانده وهنقف في دهره بعد ما اتجوز بدل فهد من البنت دي!
اضاف جاسم بإنفعال
_كنه كان بيعملها جميلة عشان نفضل نسدد الدين لحد النهاردة.
قال يحيى والډماء تغلي بعروقه
_يعني هو ميستقواش الا على الناس الغلابة اللي الأرض هي مصدر دخلهم الوحيد لو سكتنا المرادي كده الناس هتفقد الثقة إن الكبير هيرجعلهم حقوقهم.
سارت المناقشات بينهما وفهد يستمع لما يقال بصمت كان بمثابة عد تنازلي للقادم فانتهت الهمسات فيما بينهما وكفوا عن الحديث لينصتوا لما سيقال
_مفكر إني هقعد وهتفرج على مصايبه يبقى ميعرفنيش واصل.
ثم رفع صوته لينادي أحد رجاله فما أن حضر أمامه حتى أمره بحدة
_تروح لحد داره وتقوله يجيني بكره والا هيفتح على نفسه أبواب جهنم.
أومأ الرجل برأسه وهو يردد باحترام
_أمرك يا كبير.
وغادر على الفور فاستأذن الخادم بالدخول ليضع صينية الشاي على الطاولة الصغيرة ثم اتجه للمغادرة فتعجب حينما رأى ماسة تتبعه للمكان المحظور على النساء بدخوله فردد يحيى بدهشة
_ماسة!
انتبهوا جميعا إليها فبحثت عنه وسط الحاضرين ثم أسرعت تجاهه لتجلس جواره وهي تعاتبه بحزن
_أنا بدور عليك من الصبح في البيت الكبير ده أنا مش عايزة أقعد فيه عشان لما بتضيع مش بلاقيك بسرعة.
حاول كتم ضحكاته في حضرة كبير الدهاشنة ولكنه وجده يشير إليها بابتسامة هادئة
_حتى لو كبير في الاخر وصلتيله ولا لا
رسمت ابتسامة صغيرة وهي تجيبه
_ما أنا مسكاه أهو يبقى وصلت ليه.
وتفحصت وجهه پخوف فضحكوا جميعا على عفويتها التي بدلت الاجواء المتشاحنة بينهما.
القلب هو منبع صدق مشاعرك المدفونة بداخلك فإذا إعتاد لسانك الكذب قلبك لا يستطيع فان كنت ترسم الحب الزائف على شخص يخصك بشيئا هام فقلبك لا تستطيع أن
متابعة القراءة