الدهاشنه
المحتويات
ايمانه وعقيدته كانت أقوى من حبه
لها والآن قد نال صبره لسنوات طويلة دنا منها بدر ليرفع عنها الطرحة البيضاء ليجدها تمنحه نظرة يسكن فيها حبه وإحتراما كبير له فمنحها إبتسامة جذابة تتبعها قوله
_خلاص بقبتي ليا قولا وفعلا.
ضحكت على مرحه بالحديث ثم قالت بجدية
_عارف يا بدر انت الحاجة الوحيدة اللي اختارتها صح في حياتي كلها.
_بأحبك..
همست هي الاخرى وافصحت عما تدفنه بداخلها
_وأنا بمۏت فيك.
كلماتها كانت كافيلة بمنحه الآذن لاقټحام عالمها الذي تأثر بما فعله ذاك اللعېن فأمسك محبوبها يدها ليجعلها تتخطى أول عقبة بقټله والاخرى حينما أذاقها عشق جعلها تثق بأن الحب يلين الصخر اذا أراد دعته يصطحبها لعالمه وكانت مرحبة بذلك لتصبح الآن زوجة له وهو حصن لها...
يعلم جيدا كم هي خجولة رقيقة بطباعها لذا منحها مساحة خاصة بها حتى لا يزعجها فأبدل ملابسه لبنطال أسود وتيشرت أبيض ضيق يبرز جسده الرياضي بوضوح ثم خرج لشرفة جناحه الخاص لأكثر من نصف ساعة فما أن استمع لباب الحمام يفتح حتى استدار تجاهها فوجد حورية تطل من أمامه تتخفى خلف مئذرها الأبيض وشعرها الأسود مفروض من خلفها عينيها
وابتسم وهو يشاكسها قائلا
_يمكن ربنا انعم عليا لانه عارف أد أيه بحب أبص للخضرة والطبيعة..
ثم انحنى ليهمس بمكر
_بس يارب متمليش من نظراتي ليكي.
ابتلعت تسنيم ريقها بارتباك فحاولت رسم ابتسامة بدت شبه باهتة لم يكن يشعر بالضجر لما تجتازه من توتر وخجل مبالغ به بل كان يقدرها ويقدر حياءها للغاية لانه يعلم بأنها مختلفة ويروق له اختلافها الا يكفيها الضغط والعناء الذي خاضته منذ الصباح حتى تلك اللحظة!
رفعت رأسها تجاهه بتوتر وهي تستكشف حيلته تخشى أن يخدعها بسماحه الراقي لها ولكنه تفاجأت به يهمس وهو يضمها بقوة لصدره
دثت رأسها بصدره وتشبثت به فابتسم على طفوليتها ثم تصنع النوم حتى غفت بين احضانه من فرط تعبها النفسي والجسدي ففتح عينيه على مهل ثم أخذ يتأمله ببسمة تنبع بعشق خالد قلة ما تجده بين عالمنا فسحب نظراته ليسلطها على يدها المتشبثة بالتيشرت الخاص به فانحنى ليطبع قبلة رقيقة على أصابعها ثم أغلق عينيه ليستسلم لنوم هنيئا جوارها.... جوار من أحبها بصدق ومن النظرة الاولى!
وصلت السيارة للقاهرة بعد ساعات معدودة فما ان صعدوا للشقة ورتبوا اغراضهم حتى دقت الساعة التاسعة صباحا فاسرعت روجينا لخزانتها لتبدل ثيابها ثم هرعت سريعا لمكتبه الخاص فظلت ساعة كاملة بالخارج حتى سمح لها السكرتير بمقابلته فما أن ولجت للداخل حتى صاحت به بإنفعال تحملته طوال الطريق
_أنا بحاول اكلمك من امبارح موبيلك مقفول وانت عارف اللي بمر بيه!!
أجابها ببرود وعينيه مازالت تنظر لحاسوبه
_أكلمك بتاع أيه!
جحظت عينيه في صدمة كادت بابتلاعها بطياتها وكأنها وحش كاسر فرددت بصعوبة بالحديث
_قصدك أيه!
رفع رأسه تجاهها ثم قال بنظرة استحقار تراها لأول مرة
_إنتي عارفة أنا مع كام بنت! ... تفتكري لو كنت اتجوزت كل بنت حملت مني كنت هوافق بينهم ازاي!
شعرت بدوار حاد يهاجمها فجلست على المقعد القريب منها ويدها موضوعة على صدرها تحاول التقاط نفسها لتهمس بصوت شاحب
_انت بتقول ايه يا أيان!...
قال بجفاء
_اللي سمعتيه.
صړخت پجنون وكأنها فقدت عقلها
_لا مستحيييل مستحيل تعمل فيا كده أنت عارف انا عملت ايه عشانك حرام عليك أنا مش عارفة هعمل ايه دلوقتي لو بابا عرف!
أجابها بمنتهى القسۏة
_تقدري ببساطة تخرجي من هنا وتروحي لكبير الدهاشنة فهد بيه أبوكي المحترم وتقوليله بنتك المصون غلطت مع أكبر عدو ليك وحامل منه يمكن يلاقيلك حل وأهو يفكه من مشاكل الصعيد وناسها ويركز مع عياله شوية..
انسدل الدمع على وجنتها فرددت بصوت شاحب كحالها
_أنت بتقول ايه أنت عارف بابا ممكن يعمل فيا ايه
متابعة القراءة