الدهاشنه

موقع أيام نيوز

لرجاله الذين اسرعوا لحمل جثمانه ومن ثم قال وهو يهم بالخروج 
_وجودنا اهنه مبقاش له عازة... 
لأول مرة يشعر بالملل من زيارته للصعيد كان ينتظر زيارته تلك بفارغ الصبر لعشقه أدق التفاصيل المتعلقة بجمال الطبيعة ولقاء عمه وأسرته وخاصة جدته هو الآن يشعر بوحدة قاټلة لا يسدها لقاء صديق أو قريب ربما لانه اشتاق لرؤياها! 
مل عبد الرحمن من الجلوس بالخارج فنهض عن الأريكة ثم كاد بالولوج للثرايا الى أن استوقفه يحيى حينما سأله باستغراب 
_أيه يا ابني مالك كده 
أجابه في سئم 
_حاسس اني مش مرتاح هنا يا يحيى.. 
ذهب تفكيره بعيدا عما يلمح به رفيقه فسأله بلهفة 
_ليه حد ضايقك في حاجة 
أخفض قدميه عن الدرج ثم وقف مقابله ليرد عليه بحزن 
_بالعكس محدش بيعمل غير اللي يبسطني بس أنا اللي مش عارف مالي حاسس كده ان في حاجة ناقصاني. 
علم ما أصابه وخاصة بعد نطقه تلك الكلمات الڤاضحة تعالت ضحكاته الرجولية وجذبه اليه ليحيطه بذراعيه ثم قال ساخرا 
_أمممم.. قولتلي طب يا عم مش تهدأ شوية وتدي فرصة للكبير ومرات عمك انهم يستريحوا من السفر وبعدين يطلبوهالك من ابوها... 
لوى فمه بتهكم 
_يا هنا عما ابوها يفكر ويرد عليهم... مهو لو هما قدامه كان استعجل بالرد لكن شغلة التليفونات دي مش بتأكل عيش.. 
غمز له بمشاكسة 
_أمال بتأكل ايه يا عبده.. عموما متزعلش ربك حس بيك وبعتلك الراجل لحد عندك.. 
لكزه پغضب 
_فايق للهزار وأنا خلقي في مناخيري... 
ضحك على كلماته الاخيرة ثم حاول الثبات بقوله الجدي 
_أنا بتكلم جد على فكرة والد تالين هنا في مصر... 
تفاجئ بما استمع اليه فهمس يحيى مستهزءا 
_متخلف ده ولا أيه! 
ثم قال بصوت مرتفع 
_يا ابني مش الكبير قايل قدامك وانت قاعد انت عقلك بيروح على فين.. 
اتكأ بجسده على درابزين الدرج الذهبي وهو يهمس بعشق 
_عقلي وقلبي معاها.. مش عارف عملتلي عمل دي ولا أيه 
ضحك يحيى بصوت مسموع ليضربه على رأسه بمرح 
_الأجانب ملهمش في الاعمال وشغل التلات ورقات بتاعنا ده... فوق وإرجع لهيبتك كده بدل ما عمك يرجعهالك بالتي أحسن...
وجذبه من تلباب قميصه وهو يستطرد 
_ها... هتفوق ولا نخليه يفوقك 
صاح پخوف 
_فوقت فوقت. 
تركه وهو يشير له بتعجرف 
_تعجبني وأنت بتوزن الامور صح يا عبده.. 
وتركه وصعد للأعلى فأبتسم الاخير وهام بذاكرها فانتفض بجلسته فجأة حينما لمح الساعة الموضوعة بمنتصف

الحائط العملاق من أمامه فصاح بانفعال
_الدوا....ازاي نسيت معاده..
وهرع للاعلى راكضا حتى ولج لغرفة والدتهفوقف محله مشدوها حينما رأى نواره وريمتساندان والدتهوجدته هنية تناولها الدواء بذاتها لمعت دمعة نبعت بحدقتيه البنية حينما رأى ذاك المشهد الذي طعن الحزن بقلبه وعينيه فظل يراقبهما بصمت وعدم قدرة على الحديث. 
انتهت هنية مما تفعله فأشارت لها قائلة 
_بالشفا يا حبيبتي... نامي وارتاحي.. 
وضعتها ريم بفراشها مجددا ثم نهضت لتلحق بنواره فتفاجئوا بعبد الرحمن يقف أمامهما باكيا فحرر صمته صوته المخټنق بعباراته 
_بعد كل اللي عملته فيكم! 
لمعت عين ريم ذات القلب الأبيض بالدموع فاقتربت منه لتتمسح بيدها على كتفيه وبابتسامة رقيقة قالت 
_دي مهما كانت تبقى مرات أخوي وأمك... الدفر عمره ما يطلع من اللحم يا ولدي.. 
منحها ابتسامة صافية بينما احتضنته نواره وهي تشير له بحنان 
_بتعتبرنا أغراب اياك... 
ثم مسحت دمعاتها وهي تحذره بضيق 
_اوعاك تقول الكلام الماسخ ده تاني.. سامعني! 
هز رأسه ببسمة زرعت من نبع الۏجع الذي يحيطه فأشارت لهما هنية بالخروج ثم قالت بصوت واهن 
_تعالى يا ولدي اقعد جنبي.. 
دنا منها عبد الرحمن ثم جلس لجوارهة لينصت لحديثها 
_أنت واحد منينا يا ولدي ومعزتك كيف آسر وولاد عمك بالظبط أنت ملكش ذنب في اللي عملته امك وابوك زمان.. 
وبدموع تلألأت بعينيها استكملت 
_تعرف لما أبوك ماټ جلبي اتوجع فؤاد كان له معزة خاصة عندي يمكن لانه الصغير ولما عرفت انه كان متجوز ومخلف من غير علمي زعلت بس لما حسبتها زين لقيت ان اللي حصل من رحمة ربنا بيا لاجل ما يسبلي حتة منه تفكرني بيه.. 
وقالت وهي توزع نظراتها بينه وبين مروج الباكية دون صوت 
_يعني أنت بالنسبالي ولدي وحفيدي وكل حاجة في الدنيا.. 
احتضنهاعبد الرحمن بحب واحترام يزداد لتلك العائلة الذي يفخر كونه فرد منها... 
ولج يحيى لغرفته فتفاجئ بعمر بالداخل يجلس جوار ابنته التي تحتضن عروستها الصغيرة بين يدها بعد أن غلبها النوم فور سماعها للقصة التي قصها عليها أبيها مسد عمر على رأسها بحنان وابتسامة كاذبة ترسم على شفتيه رغم دمعته الخائبة التي تهبط في صمت على حالها وفور شعوره بوجود يحيى لف وجهه للاتجاه الأخر ليزيح دموعها بيديه ثم تطلع له بابتسامة هادئة 
_أخيرا جيت..ماسة كانت بتستناك.. 
دنا من الفراش ثم جلس لجوارها وهو يجيبه بتأثر على حاله
تم نسخ الرابط