الدهاشنه

موقع أيام نيوز

ولدي اللي مجبتوش.. 
ربتت رواية على كتفها بحنان 
_تسلمي يا غالية.. 
غادر فهد بصحبتهن ففرغت الغرفة بهما ترك آسر مقعده ليجلس على المقعد المجاور لها ليتابعها بنظرة مهتمة لحقها قوله 
_اللون ده جميل أوي عليكي.. 
احمرت وجنتها وباستحياء قالت 
_وأنت كمان.. 
ابتسم وهو يلقي نظرة متفحصة على قميصه الأسود فرفع حاجبيه بمرح 
_قولي بقا أن أنتي قلدتيني ولبستي نفس اللون.. 
أخفت بيدها ضحكتها ثم قالت 
_وليه متقولش ان انت اللي قلدتني! أنا لبسة من أربع ساعات فاتوا على فكرة.. 
انعقد لسانها فقرصته بخجل حينما باحت بذاتها عن تلهفها للقاء به فأخفضت عينيها أرضا باستحياء تحرر صوته الرخيم بعد لحظة من الصمت 
_أنا كنت بعد الدقايق عشان أشوفك يا تسنيم.. 
ثم تابع بقول 
_في حاجات كتير نفسي أحكيلك عنها بس مع أول فرصة هنقعد ونتكلم براحتنا عشان تعرفيني أكتر.. 
أومأت برأسها له بخفة ثم قالت بارتباك ملحوظ 
_وأنا كمان عايزة اتكلم معاك في حاجة مهمة.. 
اعتدل آسر بجلسته وهو يتساءل باهتمام 
_حاجة أيه دي يا تسنيم اتكلمي. 
اطبقت على أصابعها بقوة علها تتماسك قليلا فراقبها بحرص وآذنيه تنصت لما ستقول باهتمام يشعر بأنه على وشك التأكد من شكوكه التي روادته منذ استلام تلك الرسالة الوضيعة ولكنه ليس بالأحمق الذي يصدق شيئا سيء هكذا بحق الفتاة التي أغرم بها وبأخلاقها لذا شك على الفور بأن هناك من يحبها ويود الارتباط بها لذا حينما علم بأمر خطبتها ود أن يوقعه في فخ من صنعه وبات كشف أمر هذا المجهول يشغله بحدا كبير لذا ظن بأنها ستخبره به.. 
عبثت بحجابها كمحاولة منها للفرار من نظراته المهتمة بها فتوتر قولها 
_مش دلوقتي في الوقت المناسب.. 
لم يريد أن يضغط عليها بالحديث وخاصة حينما حملت كوب العصير وقدمتها له بابتسامة أفتكت به 
_اتفضل.. 
تناوله منها وبدأ بارتشافه وهو يبحث عن طريقة تحثها عن الحديث بذاك الامر دون أن تستاء من ذلك لذا قال بخبث 
_أكيد حور قالتلك ان أنا وماسةكنا هنرتبط ومحصلش نصيب.. 
مجرد الحديث عن فتاة أخرى أمامها أحزنها ولكنها تماسكت وأجابته بصدق 
_أيوه فعلا كانت قالتلي حاجة زي دي.. 
هز رأسه بهدوء وهو يردف 
_كنت بحبها من وأنا صغير وهي كمان كانت متعلقة بيا ويمكن ده اللي خلاني أفهم الامور بشكل غلط وأفتكر انها بتبادلني نفس الشعور.. 
وضعت كوب العصير عن يدها ثم سألته بلهفة 
_أكيد اتوجعت! 
ابتسم لرغبتها الصريحة بمعرفة ما يحمله قلبه بتلك اللحظة فأجابها بذكاء استخدمه باجابته الصريحة 
_لو قولتلك لا هبقى بكدب عليكي وده مش طبعي يا تسنيم... 
والتقط نفسا مطولا قبل أن يستطرد 
_ايوه اتوجعت وأخدت فترة عشان أقدر استوعب ان اللي حصل ده كان خير ليا.. 
وبدأ بشرح الامور من وجهة نظره الخاصة 
_يعني اني عرفت الحقيقة في التوقيت ده أفضل الف مرة من لما أتجوزها واتفاجئ انها بتحب شخص تاني بعد الجواز..والشخص ده يبقى أخويا ومن أقرب اصدقائي.. 
سعدت لقوله الصريح فأيدته قائلة 
_معاك حق ۏجع أهون من ۏجع تاني أكبر.. 
تنحنح آسر قبل أن يضيف سؤاله الماكر بغمزة عينيه البنية 
_طب وأنت يا ريس مكنش ليك سكة في الحب ولا أيه 
ابتسمت على طريقته بطرح السؤال ولكن سرعان ما اجابته بجدية تامة 
_لا عمري ما أعجبت بحد عشان أوصل لمرحلة الحب..
ثم أضافت قائلة 
_يمكن لأني ملقتش الانسان اللي كنت بحلم بيه لأن في الأخر المواصفات دي بتبقى في فارس الاحلام اللي عمر ما أي بنت هتلاقيه في الحقيقة لاننا بني آدمين والبني آدم مليان عيوب.. 
اقترب بوجهه منها وعينيه تستهدفها لا محالة 
_لا هتلاقيه يا تسنيم وقدامك.. 
وتابع بهمسه الساهم لرغباتها دون جهدا منه 
_يمكن فيا عيوب بس صدقيني عمري ما هسمح للعيوب دي أنها تطولك او
تأثر عليكي.. 
ڠرقت الكلمات فلم تعد تحمل ما ينفعها بتلك اللحظة آسرها وآسر قلبها بات قريبا منها بدرجة لم تتوقعها يوما مازالت تتذكر ذاك اليوم الذي قابلته به وبالرغم من أن موقفه يتمثل بالشهامة والرجولة الا أنها لم تستريح له ببداية الامر وها هو يتملك مشاعرها وأحاسيسها وفوقهما قلبها 

تمنت لو تمكن بحبه من كسر ظلاما سئمت من العيش به ودت لو انتشالها من أوجاع ذكرياتها البائسة تطلعت له بنظرة لمعت بدمعة الخذلان والانكسار فمنحها نظرة شغف وحب طوفها كالرداء الثقيل في برد قارص انقطعت تلك اللحظات الثمينة حينما ولجت والدتها بصحبة خالها الذي وصل من الخارج للتو فما أن رأته حتى احتدت حدقتيها بازدراء وخاصة حينما جلس مقابلهما ليبدأ بالحديث بصوته الكريه 
_أمك قالتلي انكم هتكتبوا الكتاب بعد يومين متسربعين على أيه القيامة هتقوم! 
طريقته بالحديث أثارت ڠضبها فقالت والدتها بالنيابة عنها 
_ومنستعجلش ليه عريسها بيحبها ومستعجل.. 
نقلت نظراته تجاه آسر الذي يتابع ما يقول ببرود وصمت لحق
تم نسخ الرابط