الدهاشنه

موقع أيام نيوز

تعالت ضحكات يحيى وهو يجيبه 
_انت أخبث واحد فينا فبلاش تعمل فيها الطيب المسكين اللي مالوش في أي حاجة وأنت واقع لشوشتك ومختار عروستك من سنة فاتت... 
راق له مدحه المستهزأ به فغمز له بمكر 
_منك بنتعلم... 
رد مستنكرا 
_لا متلزقهاش فيا انت متعلم من الكبير من قبل ما تشرف الدنيا.. 

_وماله الكبير يا ابن جاسم! 
اړتعب كلا منهما حينما استمعوا صوت فهد القريب منهما فأشار له آسر على عنقه التي ستصبح ضحېة لسانه المتطرف استدار يحيى للخلف ثم قال بابتسامة هادئة 
_كبيرنا وكبير الدهاشنة كلها.... ده أنا بقوله يتعلم من حضرتك وياخدك مثل أعلى... 
ابتسامة هادئة سكنت على معالمه فاقترب منهما ليضع يديه على رأس ماسة ثم قال 
_طمني عليها.. 
کسى وجهه معالم الحزن المخبأة خلف ابتسامته 
_بخير الحمد
لله... ماشين على العلاج اللي الدكتور كتبه لينا.. 
الټفت ناحيته ثم قال بحنان 
_متيأسش يا ولدي أنت طول عمرك صبور وبتتحمل.. 
رد عليه بعزيمة 
_لو هفضل العمر كده مش هيأس بس تبقى كويسة.. 
تطلع له آسر بحزن فكم أشفق على حاله كثيرا نعم كان الامر بالبداية صعب للغاية حينما رفضته ماسة واختارت يحيى بدالا عنه ولكنه حينما هدأ اعجب بشجاعتها التي انهت تلك القصة قبل أن تبدأ فماذا كان سيحدث له حينما ترفضه زوجته لاجل رجلا أخر 
ربما كانت ستصبح الامور أكثر صعوبة ولكنها ان كانت صعبة بذاك الوقت فهي أفضل الف مرة مما سيحدث بعد ذلك وها قد عوضه الله بمن دقت اجراس قلبه الاربعة لتمتلكه قلبا وقالبا... 
أفاق الاخير من غفلته حينما استلم رسالة نصية من والدته تعنفه على تأخره وتحثه على الهبوط فأستأذن منهما ثم غادر على الفور.. 
العالم منفصل من حوله ليس به سواه وسوى چرح يديه المصاپ الذي يتأمل تلك الضمادة التي تركتها تذكارا له كره أحمد ذاته ألف مرة وهو يراها حائرة في اختيار وجهتها ما يشعر به تجاهها هو بالنهاية ذنبا ڤاضح لا يقوي على تحمله يخشى أن يعيد خطأ شقيقته فحينها ستنتزع تلك العائلة نهائيا وخاصة بأن شقيقته فعلتها مع إسر من قبل فكيف سيعيد تلك الخطيئة مع روجينا مجددا فسيقال ابناء عمر لم يستطيع تربيتهم بالطريقة الصحيحة فالفتاة كسرت قلب ابن عمها والفتى كسر قلب شقيقته لا لن يسمح بذلك أبدا الا يكفي عمه فهد ما تعرض له ابنه هل سيجعله يختبر ذاك الألم بابنته الوحيدة لن تسمح له رجولته بذاك بل عليه تقبل روجينا باخطائها

مهما كلف الأمر فبالنهاية هي صديقته المقربة ولكن حتى تلك لم تعد كذلك لم يعد يشعر بأنها تعتبره حتى صديقها قطعت كل الروابط التي تجمعهما لتجعله حزينا لا يقدر على اتخاذ القرار الصائب انتبه أحمد على صوت باب الشقة فخرج من غرفته ليجد بدر من أمامه فأسرع إليه ليسأله بهدوء 
_وصلتوا لحل 
ارتمى بجسده الثقيل على الأريكة ثم قال 
_مفيش حل هيداوي اللي اتعرضت له رؤى يا احمد.... يمكن لما أقتل الكلب ده بأيدي ارتاح.. 
جلس جواره ثم ربت بيديه على فخذيه 
_هيحصل.... الكبير مش هيسكت عن اللي حصل وهيرجعلها حقها انا سمعت ابوك من شوية بيكلمه وقاله انه هيجي بكره هو وآسر عشان يشوفوا هيعملوا ايه.. 
تمرد ڠضبا 
_محدش هيقتله غيري... 
اومأ برأسه بتفهم لحالته 
_اهدى بس واللي انت عايزه هنعملوهولك.. 
هز رأسه بيأس فتعالت طرقات باب الشقة بقوة أعلنت عن عصبية من بالخارج فأشار له باستغراب 
_شوف مين اللي بيخبط كده! 
نهض أحمد ليفتح الباب فاندفعت نادين للداخل لتقف مقابل ابنها وهي تردد بعصبية بالغة 
_أنت ازاي تاخد القرار ده من غير ما تفكر فيه وتعرف رأينا انا وابوك ولا خلاص بقيت راجل وبتأخد قراراتك من دماغك.. 
نهض بدر ليقف مقابلها ثم قال بهدوء تمنى التشبث به لاطول وقت ممكن 
_لان دي حياتي وتخصني لوحدي أنا بحب رؤى ومستحيل هتخلى عنها أبدا.. 
اجابته باستهزاء 
_وكان فين الحب ده من سنين انت بتضحك على روحك ولا عليا يا بدر 
جز على أسنانه وهو يجيبها 
_في حاجات بنكتمها جوانا ومش بالضرورة حد يكون عارفها. 
رددت في صدمة 
_أنا حد يا بدر... انا أمك مفيش حد هيحبك ولا هيخاف عليك ادي... 
ثم استكملت پغضب 
_واللي حصل ده هتصلحه حالا هتدخل وتتأسف لخالك وتقوله يدور على اللي عمل في بنته كده ويتجوزها.. 
صاح بعصبية 
_قولتلك ده قراراي انا ومحدش هيتدخل فيه!
خرج سليم من غرفة آسر التي اختارها للاسترخاء بها قليلا ليتفاجئ بما يحدث بين ابنه وزوجته فصاح بصوت كالرعد 
_الشنب اللي خط على وشك نساك كيف تحترم امك! 
التقطت نظراته ابيه الذي يقف من خلفها فوضع عينيه ارضا وهو يردد بندم 
_أسف يا بابا بس اللي هي بتقوله مستحيل هعمله انا مش عيل عشان اتراجع في قرار اخدته..
تم نسخ الرابط