الدهاشنه

موقع أيام نيوز

صغيرة غواها أحد الرجال الطالحين لم يتجاهل نظراتهن قط بل العالم الذي توقف من حوله بأكمله ليستيقظ على صوت الممرضة التي تشير له لتلفت انتباهه 
_مدام ماسة اتفضلي .. 
انتصب بوقفته ثم جذبها وهو يردد بابتسامة صغيرة 
_يلا يا حبيبتي.. 
اتابعته للداخل وعينيها تطوف بالمكان بتعجب حتى حينما ولجت للداخل وفحصتها الطبيبة اتبعت تعليماتها على وعد منه بإنه سيأخذها للحديقة فور الانتهاء مما تفعله وبالفعل بعد فحص دقيق اتضح شكوك الطبيبة فجلست على مقعدها ثم خلعت نظاراتها الطبية لتلقي حديث غير مهندم بطريقة مقززة تحمل شكوك تجاهه 
_البنت حامل ولو حضرتك فاكر انك جيت هنا عشان تحل الموضوع ده فتبقى غلطان انت في مكان محترم.. 
شكوكها ربما بمحلها فماسة تبدو كالطفلة الصغيرة وخاصة حينما خسړت من نصف وزنها تقريبا والحلوى التي تتناولها وطريقتها بالحديث أضافت لها طفولة بعد بلوغها فظنت تلك الطبيبة ومن بالخارج بأنه يستغل مرض تلك الفتاة وبالطبع الحديث المسيء التي القته على مسمعه لم يكن من السهل على رجل شرقي صعيدي تقبله بمنتهى البساطة لذا ثارت حدقتيه في زقاق مروع

فنهض عن مقعده قائلا بحدة 
_اللي قاعدة قدامك دي تبقى مراتي على سنة الله ورسوله.. 
وألقى بملفها الذي يحمل تفصيل دقيق لحالتها بوجه الطبيبة ثم استطرد بلهجة خشنة 
_لولا انك واحدة ست انا كنت ندمتك على الكلام اللي قولتيه ده. 
وجذب يدها برفق 
_يالا يا ماسة.. 
خرج من تلك العيادة وعقله مازال حبيس لتلك الكلمة التي كسرت شكوكه بالبداية كانت مجرد شكوك ولكنها الان واقع بائس فكيف لطفلة أن تحمل بطفل أخر 
لا يعلم كيف قاد السيارة تجاه الحديقة فجلس على الاريكة المقابلة للارجيحة التي اعتلتها ماسة نظراته مسلطة عليها ولكنه شارد باتجاه أخر فأخرج هاتفه ثم طلب أحد الأرقام ورفع الهاتف اليه ينتظر سماع صوت المتصل به فما ان اتاه صوتآسر حتى قال بصوت واهن 
_شكوكي كانت بمحلها يا آسر ماسة حامل! 
وضع أحمد الأكياس الممتلئة بالمؤكلات الطازجة بالمطبخ ثم قال بابتسامة هادئة 
_جبتلك كل الطلبات اللي حضرتك قولتي عليها.. 
تناولت منه نادين الأكياس وببسمة ممتنة قالت 
_تسلم يا أحمد انت عارف بدر راجع من اسكندرية تعبان ومش قادر يقف.. 
عاتبها بقوله 
_مفيش فرق بينا هروح أشوف عمي لو محتاج حاجه عن أذن حضرتك.. 
رددت في ود 
_إذنك معاك يا حبيبي.. 
وكاد بالخروج فتوقف محله حينما وجدها تقترب من المطبخ بالأكواب الفارغة التي تحملها فما أن رأته حتى امتعضت معالمها بضيق شديد وكأنها لم تود رؤيته فشعر أحمد بذاك جيدا ولكنه تجاوز احساسه الدائم نحوها ثم قال بلهجة شبه ساخرة 
_حمدلله على السلامة.. 
أجابته روجينا ببرود رغم لمساتها لسخريته الظاهرة 
_الله يسلمك شكرا.. 
منحها نظرة جافة وكأنما يعاتبها على جراءتها بالرد عليه وعدم اعترافها بأنها ارتكبت خطأ حينما سافرت دون إخباره سئم معاتباتها الدائمة التي جعلته يمل من ذاته قبل أن يمل منها لذا أكمل طريقه بالخروج دون أن يضيف حرفا واحدا بينما ولجت هي للداخل لتضع الاكواب فاستوقفتها من راقبت الوضع بينهما بصمت فتساءلت بشك 
_هو في حاجه بينكم يا بنتي أحسن أحمد باين عليه انه متضايق من حاجة! 
زفرت بتأفف شديد ثم قالت بعصبية 
_هو دايما كده أنا كرهته بسبب تحكماته. 
بحكمة ووعي تساءلت 
_طب بس قوليلي ايه اللي حصل 
قالت بايجاز شديد 
_متضايق عشان سافرت اسكندرية من غير ما اقوله عايز يفرض عليا تحكمات من دلوقتي! 
ذهلت من تفكيرها الخاطئ تجاهه فاستجمعت هدوائها أولا ثم قالت 
_بس هو مش غلطان يا روجين أحمد معاه حق لانه لازم يعرف كل حاجه عنك مش كلها كام شهر وهيبقى جوزك يا بنتي! 
سماعها لتلك الحقيقة الملموسة جعلها تستشيط ڠضبا فتهربت من هذا الحديث الذي سيفيقها من حلمها الذي يجمعها بفارس أحلامها الغامض وكأنها ارتشفت كأس من النبذ لا تريد الافاقة منه فاستأذنت منها قائلة 
_ورايا محاضرات كتير بكرة تصبحي على خير. 
وتركتها وغادرت لغرفتها سريعا والاخرى تراقبها بنظرات ساهمه تحاول بها التسلل لرأسها علها تفهم ما أصابها.. 
بغرفة حور.. 
كانت ممددة على الفراش المجاور لها تستمع اليها بحرص شديد
وما أن انتهت حور من الحديث عن مشاعرها تجاه أحمد حتى قالت تسنيم 
_بس كل ده غلط يا حور لانه في الاول والأخر مش هيكون ليكي واديكي نطقتي بلسانك ان فرحهم متحدد يعني تفكيرك فيه مش هيسببلك غير الۏجع.. 
انزلقت الدمعات تباعا من عينيها تأثرا بكلماتها الموجوعة فخرج صوتها شبه مسموع من أثر البكاء 
_كل اللي بتقوليه ده انا عارفاه يا تسنيم بس صدقيني ڠصب عني. 
ثم ابتلعت ريقها على مهل وهي تستطرد 
_بس اوعدك اني هحاول انساه واخرجه من تفكيري.. 
منحتها ابتسامة صغيرة محملة بالشفقة على حالها فشعرت بحاجتها للإنفراد بذاتها لذا أغلقت عينيها باستسلام لنوم يصاحبه
تم نسخ الرابط