الدهاشنه
المحتويات
تيجي..
ربتت ريم على ظهرها وهي تخبرها بحزن
_طب اهدي بس يا نادين لو كانت حاجة كبيرة لا سمح الله كان زمان أحمد أو بدر اتصل وقالنا هتلاقي الموضوع بسيط.
هزت رأسها بانفعال فنهض فهد عن الطاولة ثم قال بثبات
_خد مرتك وانزل مصر يا سليم مش هترتاح غير لما تطمن عليها..
أومأ برأسه ثم دفعها برفق لتمضي معه للأعلى ليستعد كلا منهما للسفر فاقتربت رواية منه ثم قالت
أجابها بصوت منخفض بعض الشيء
_روجينا ورؤى بسكندرية تبع جامعتها..
عقدت حاجبيها باستغراب
_وأنا معرفش ليه!
حدجها بنظرة مطولة أنهاها ساخرا
_والله أسألي بنتك..
وتركها وصعد للأعلى والأخرى تقف محلها يكاد الحزن ېقتلها مازالت تعاقبها بالابتعاد عنها فحينما تراسلها لا تجيبها أبدا تخفت رواية عن الاعين حتى لا يرى أحدا دمعاتها ولكنها لم تشعر بنواره التي تلاحقها حتى أصبحوا منفردين بالغرفة فقالت بحزن
وكأنها كانت بحاجة للحديث فقالت پانكسار
_مش عارفة بنتي لسه بتعاقبني على أيه يا نواره هو أيه واجب الأم غير أنها تشوف المناسب لمصلحة بنتها ومصلحتها كانت بجوازها من أحمد.
حينما تحدثت رواية عن ذاك الموضوع السري المرتبط بينهما أغلقت نواره الباب سريعا حتى لا يستمع اليهما احدا ومن ثم جلست جوارها على الاريكة الخشبية فربتت على فخذيها وهي تردد بحكمة
هزت رأسها باستياء هي الاخرى وهي تخبرها
_حقيقي مش عارفة انا بقالي ٨شهور بحاول أخليها تقتنع والغريبة كل ما الفرح بيقرب معاده بتصمم اكتر.
_طب محاولتيش تسأليها عن السبب اللي مخليها عايزة تسيبه.
ردت على الفور
_سألتها ولو كنت لقيت منها سبب مقنع كنت هتكلم مع فهد وهوقف الجوازة دي بس اللي قالته سبب تافه انها عايزة تتجوز واحد من القاهرة لانها پتكره العيشة في الصعيد.
ضيقت عينيها پغضب
_ماله الصعيد أهلها وناسها..
_هو أنا بأخد رأيك في اللي قالته يا نواره!..
اشفقت على حالتها فربتت بيدها على ظهرها وهي تردف بحنان
_متزعليش يا رواية يمكن عيشتها وسط اهل البندر خلتها تتعود عليهم و أن كانت حابة القعدة هناك نخلي احمد ياخدها معاه هناك زي ما يحيى ولدي عمل.
ثبتت تفكيرها بأكمله على تلك النقطة فوجدت ذاتها تائهة ضائعة لا تعلم إن كانت نقطة البقاء بالصعيد او القاهرة هو ما يهم ابنتها فعلا أم انها مجرد حجة تتحجج بها لتبتعد عنه وخاصة بأن أحمد وباقي الشباب ينتقلون بين القاهرة والصعيد فبات الأمر محيرا بالنسبة لها وكأنها عادت لنفس النقطة من جديد..
_يا أهلا بيك يا بنتي نورتي الدنيا كلتها.
استدارت للخلف ببطء فوجدت فهد يجلس على أريكة خشبية موضوعة وسط الحشائش الخضراء ومن جواره عدة أرئك يتوسطها طاولة صغيرة دائرية الشكل موضوع عليها عدد من المشروبات الساخنة اقتربت منه على استحياء ثم قالت بخجل
_منور بكبيره وأهل بيته.
بدت له لابقة باختيار كلماتها ونال هذا إعجابه كثيرا فقطع نظراته الثابتة كالسهم الذي يعلم الطريق لمستقره حينما قال باتزان
_عايزة ولدي
اربكتها كلمته كثيرا
وإن كانت منطقية بعض الشيء لعملها المرتبط به ولكن رغما عنها توردت وجنتها فأومأت برأسها وهي تتابع بارتباك
_أيوه لازم أبلغه حاجة ضروري.
شبح ابتسامة ارتسمت على طرفي شفتيه فدارت عينيه على نعمة التي تحمل المياه وتقترب لتضعها على الطاولة كان من الممكن ان يجعلها تستدعي آسر ولكن تعمق تفكيره وضعه بمنطقة حيادية فقال بمكر مختبئ خلف ثبات نبرته
_بالاسطبل انتي مش غريبة البيت بيتك..
وأشار لها على الإتجاه الصحيح للاسطبل بللت شفتيها بلعابها وهي توزع نظراتها بين الاتجاه المشار اليه وبينه ومن
ثم رسمت ابتسامة صغيرة قبل ان تردد بحرج
_عن إذن حضرتك.
قال وهو يتابعها تبتعد بخبث يشمل لهجته
_إذنك معاك يا بنتي.
ابتعدت عنه رويدا رويدا وهي تبحث بعينيها حائرة بتلك المساحات الشاسعة فحينما ذهبت معه للاسطبل سلكوا باب جانبي من مكتبه فما هي الا مسافة صغيرة حتى وصلوا إليه وهي الآن تخطو بين مساحات كبيرة للغاية لا تعرف طريق قد يودي بها اليه استمعت لصوت صهيل خيل قادم من الاتجاه الذي تسلكه فتأكدت بأن وجهتها صحيحة فوجدت من أمامها مساحة شاسعة تحفها سرداب من الخشب ليصنع مساحة خاصة للخيل رفعت صوتها وهي تتفحص المكان باحثة عنه
متابعة القراءة