الدهاشنه

موقع أيام نيوز

مبرر ممكن يعصبني اكتر أنا هسافرلك النهاردة بإذن الله.. 
وأغلقت الهاتف سريعا ومن ثم نهضت لتجذب حقيبتها ثم اعدتها ولجت والدتها بتلك اللحظة لتخبرها بصوتها المرتفع 
_يا تسنيم بنادي عليكي من الصبح يا بنتي يالا الفطار جاهز. 
انعقد حاجبيها بذهول حينما رأته تعد حقيبتها فقالت باستغراب 
_أنتي بتعملي أيه! 
حملت بعض الثياب ثم وضعتها بالحقيبة وهي تجيبها 
_لازم انزل القاهرة حالا. 
اقتربت منها ثم قالت پصدمة 
_انتي لحقتي! وبعدين لسه على امتحاناتك اسبوع بحاله! 
قالت والدموع تسبقها 
_ حور الشاي وقع عليها وحړق ايدها ورجلها لازم انزل عشان اطمن عليها.. 
لطمت على صدرها بفزع 
_يا خبر لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم...
ثم استرسلت بسؤالها المتلهف
_ طب طمنيني يا بنتي هي عاملة ايه الوقتي. 
قالت وهي تغلق حقيبتها الصغيرة 
_معرفش يا ماما لما هروح هبقى أطمنك بالتليفون. 
أجابتها بتفهم 
_ماشي يا حبيبتي ومتقلقيش عليها ان شاء الله هتبقى كويسة. 
تعلم جيدا ماذا تعنى حور بالنسبة لابنتها الصداقة التي استمرت
لثمانية عشر عاما تجعل من حولها يكن لهما احتراما وتفهم لمشاعر الخۏف والقلق لكلا منهن ارتدت تسنيم ثيابها ثم جلست على المقعد وهي تتحدث لذاتها بتوتر 
_طب المفروض دلوقتي أعرف بشمنهدس آسر أني نازلة القاهرة ولا أعمل أيه!.. 
ثم عادت لتردد 
_مهو أكيد لازم يعرف عشان يتابع شغله بنفسه أو جايز يكون عايز يبعت معايا حاجة لمصطفى السكرتير اعمل ايه بس يا ربي!
لم تجد حل يخرجها من تفكيرها العميق سوى الذهاب إليه لتخبره بأمر رحيلها ولتكن صادقة مع نفسها كان هناك شيئا بداخلها يشجعها على قرار الذهاب لتتمكن من رؤيته فبرؤياه تشعر بأمان تفتقده حتى وهي وسط عائلتها والأغرب بأنها باتت تؤمن بذلك! 
كان من الصعب أن تظل معه بغرفته كسابق وهو يعلم ذلك جيدا ولم يشعر بالضجر لذلك يكفي انها تقبلت وجوده لجوارها من جديد وبالرغم من ذلك شدد يحيى بتعليماته على الهام بمراقبة ماسة جيدا فما يساور شكوكه جعله يفارق النوم طوال الليل حتى الصباح خرج يحيى من غرفته ثم طرق على غرفتها ففتحت الخادمة لتواجه صوته المضطرب 
_ماسةكويسة 
إن تكن تشعر بالغرابة لإهتمامه الزائد بحالتها ولكنها أجابته باحترام 
_كويسة بحضرلها الحمام وخارجة. 
أومأ برأسه بتفهم ثم عاد ليجلس بالخارج ينتظرها دقائق محدودة واستمع لدقات قدميها السريعة تقترب منه فسلطت نظراته تجاه تلك الفاتنة التي تقترب منه بفستانها الأزرق الطويل وخصلات شعرها التي تتدلى من خلفها بإنسياب للحظة ظنها زوجته التي فقدها منذ أعوام ولكن حينما هزت رأسها وهي تحدثه بطفولة جعلته يعد لأرض واقعه سريعا 
_هنخرج تاني يا يحيى 
ابتسم وهو يمسك يدها ليخطو بها تجاه الطاولة التي تضم طعام الفطور والعصائر الطبيعية ثم جاوبها ويديه تلامس تلك الخصلة المتمردة على عينيها 
_لا يا روح قلب يحيى أنا لازم انزل المصنع النهاردة لكن بكره إن شاء الله هنخرج. 
أدلت شفتيها السفلية بحزن ومن ثم رددت باستياء 
_وعد 
قال بتأكيد 
_وعد يا روحي يالا بقا إفطري عشان تاخدي أدويتك. 
هزت رأسها باستسلام ومن ثم التقطت الخبز لتغمسه بالعسل الابيض كما تعشقه لتتذوقه بابتسامة هادئة جعلت الراحة تتسلل لأعماقه فذهبت شكوكه للچحيم وبات الامر منطقي بالنسبة اليه فإن ما حدث لها من دوار وتقيء كان عائد للأرجيحة التي صعدت لمتنها. 
رائحة الشاي الساخن عبقت المنزل لتناشد ذاك الصباح النشيط وخاصة على الطاولة العتيقة المطولة جلست العائلة تتناول الطعام بجو من السکينة والهدوء حرصترواية على اعداد كوب القهوة لزوجها ومن ثم جلست على مقربة منه لتستكمل طعامها فسألها عمر وهو يبحث بين الوجوه باستغراب 
_أمال فين آسر 
ردت عليه بضيق شديد 
_بالاسطبل مش بيتحرك من هناك خالص ياعمر ومفيش فايدة من الكلام معاه. 
تدخل فهد بالحديث

قائلا 
_همليه يقعد مكان مهو حابب ده مضيقك في أيه 
استدارت تجاهه ثم قالت بعدم تصديق لسؤاله الذي بدى لها غريبا 
_مضايقني طبعا مهو أغلب وقته بعيد عني حتى لما يجي هنا مستكتر يقعد معايا. 
ابتسم سليم وهو يخبرها 
_كلتها أيام وكلهم هتلاقيهم اهنه يا مرت أخوي. 
همست بحنين 
_يارب يعدوا بسرعة نفسي أشوف روجينا وحشتني اوي.. 
قطع الحديث المتبادل بينهما صوت نادين الباكي وهي تهم بالهبوط للاسفل مسرعة حتى كادت أن تتعثر وصوتها يرتفع بندائه 
_سليم. 
انقبض قلبه وهو يراها بتلك الحالة التي بدت صدمة للجميع الذي اعتاد رؤية الابتسامة لا تفارق وجهها نهض سليم عن الطاولة ثم أسرع بالاقتراب منها متسائلا بلهفة 
_في أيه يا نادين 
قالت والدموع تلاحق صوتها المذبذب 
_انا لازم انزل القاهرة حالا الشاي وقع على ايد حور وحرقها.. 
أمسك بيدها وهو يهدء من روعها قائلا 
_يحيى طمني وقالي اصاپة بسيطة متقلقيش نفسك. 
هزت رأسها بالرفض وهي تردد بإصرار 
_انا لازم اشوفها واطمن عليها بنفسي مش هستنى لأخر الاسبوع لما
تم نسخ الرابط