الدهاشنه
المحتويات
أمنياتها ولحسن حظها بأنها لم تخفي عن والدتها أمر عملها بمصنع عائلة الدهاشنة فبات أمر خروجها من المنزل أمرا عاديا وأخيرا بعد طريقها الطويل وصلت أمام البوابة الضخمة التي تحمل لقبهم باعتزاز وكأنه شيئا ثمين لعقت شفتيها بلعابها بارتباك ومن ثم فتحت البوابة لتدلف للداخل غمرها الاسترخاء وهي تتأمل المساحات الخضراء التي تحد هذا المنزل الضخم الذي على الرغم من ثراء أهله الا أنه مازال من الطراز القديم وكأن أهله يسعدون بقدم طرازه كتذكار بأعمدة عائلة الدهاشنة وأصولها التي تمتد للجد الأكبر ليليه الابن ومن ثم فزاع الدهشان وصولا لفهد ولاحقا بالآسر..
ستجده بالداخل ظنت بأنها ستجد فلة أو قصرا يميل لطراز البندر انتبهت تسنيم لذاتها الشاردة فاستكملت طريقها للأعلى حتى طرقت الجرس العالق على الحائط الجانبي وانتظرت قليلا حتى فتحت أحدى الخادمات حيث كانت كبيرة بالعمر ويبدو عليها الوقار فتساءلت باستغراب لرؤية تلك الفتاة للمرة الأولى فعلى الرغم من الصداقة القوية التي تجمعها بحور الا أنها لم تفكر بزيارتها يوما بمنزلها
أساعدك في حاجه يابتي
أجلت صوتها قائلة بارتباك
_أنا من قسم المحاسبة الخاص بالمصانع وعندي معاد مع بشمهندس آسر..
أومأت الخادمة برأسها عدة مرات وهي تجيب بتذكر لما قاله
_آيوه ايوه يا الف مرحب بيكي يا حبيتي اتفضلي عما أدي البشمهندس خبر.
اتبعتها على استحياء فأشارت لها على غرفة بالأسفل ففطنت بأنها غرفة المكتب لم تتردد كثيرا وفتحت بابها ثم ولجت للداخل لتختار الجلوس على المقعد المقابل للباب الذي تركته مفتوحا على مصراعيه انتبهتتسنيم لامرأة فاتنة الجمال على ما يبدو بالعقد الرابع من عمرها تدلف من الباب الخارجي من المنزل وعلى ما يبدو عليها الإرهاق الشديد مما تحمله من أكياس ثقيلة فرفعت صوتها تنادي
لم تجيبها الخادمة فكانت بالأعلى تنادي آسر لم تتردد تسنيم في مساعدة أحدا عاجز يحتاج لها فأسرعت تجاهها لتحمل الأكياس التي كادت بالتساقط أرضا رفعت رواية رأسها لتشكر من عاونها فانكمشت معالمها بذهول من تلك الفتاة الجميلة ابتسمت تسنيم من تعجبها الشديد ثم قالت
_أنا تسنيم بنت عم فضل وبشتغل في قسم المحاسبة اللي تبع بشمهندس آسر.
_يا أهلا وسهلا بيك يا حبيبتي..
ثم وضعت الأكياس التي تحملها على الأريكة لتجذب الأغراض من يدها قائلة بحرج
_طب والله فيك الخير عنك دول تقال أنا خلاص شلت الأكياس من إيدي.
تراجعت بجسدها للخلف وهي تجيبها بتصميم
_لا مش تقيلة خالص قوليلي بس أحطهم فين وأنا مع حضرتك.
_طيب مدام مصممة المطبخ من هنا وأنا وراكي أهو.
منحتها ابتسامة صغيرة ثم اتجهت بالاتجاه الذي أشارت لها عليه فحملت رواية باقي الأغراض ثم لحقت بها بالطرقة الطويلة حتى وصلوا سويا للمطبخ فوضعت الأغراض من يدها على الطاولة لتصيح بضيق شديد لمن تقفن أمامها
نهضت ريم عن الأرض لتجفف يدها من بقايا صلصة الأرز المحشي الذي تعده بذاتها ثم أسرعت لتحمل الاغراض من يدهما وهي تبرر لها بلهفة
_والله يا حبيبتي ما سمعتك معلشي.
استدارت نادين تجاهها بيدها المتسخة بالصابون لتخبرها بسخرية
_ورحمة الرغوة الطاهرة دي مسمعناكي يا غالية..
تعالت الضحكات فيما بينهما حتى تسنيم ابتسمت هي الاخرى وهي تتايع حوارهما بمحبة سلطت انظار نادين تجاهها فتساءلت بدهشة
_مين المزة الجامدة دي
وضعت تسنيم الأكياس من يدها بحرج من تعريفها عن كناياتها لأكثر من مرتين فعرفتهم بها رواية بالنيابة عنها تبادلت نادين السلام الحارق معها أما ريم فقالت بابتسامة هادئة
_كان ودي أسلم عليكي يا حببتي بس زي مانتي شايفة اكده ملبوخة بالمحشي والوكل لازمن يبقى جاهز قبل المغرب..
بتذكر أضافت رواية
_يا خبر هو انتوا لسه مخلصتوش
أجابتهانواره وهي تدنو من المطبخ
_أنا أهو خلصت المعمر والفراخ شويتها برة بالفرن..
قالت ريم
_لا انا لسالي شوية بس في أمل الحلتين اللي على الڼار قربوا يستوا..
اضافت نواره
_طب اني هجهز العصاير قبل ما الضيوف يوصلوا..
اقتربت تسنيم من ريم ومن ثم انحنت لتجلس مقابلها ثم شرعت بمساعدتها فقالت الاخيرة باعتراض
_بتعملي ايه يا بتي ميصحش.
ردت عليها بابتسامة لطيفة
_حضرتك زي والدتي ولو اتحطت بالموقف ده اكيد هساعدها وبعدين انا بستنى البشمهندس لما بنزل هسيبك تكملي وهخرج.
ابتسمت ريم باعجاب شديد
_شكلك بنت أصول يا بنتي والله.
قالت رواية بثناء
_ومش هتبقى بنت اصول ليه وهي بنت عم فضل الراجل الطيب اللي العيبة مبطلعش منه.
ثم أضافت قائلة وهي تهم بالخروج
_ هطلع أغير هدومي وأجي أساعدكم.
وبالفعل اتجهت للأعلى فرددتنادين بتعب
_ربنا هيتوب
متابعة القراءة