الدهاشنه
المحتويات
عينيها بتأمل الخضرة مبدعة الجمال المنثورة على الجانبين أثناء تحرك العربة بين الحقول والمزارع بطريق عودتها للمنزل وليتها تمكنت من السيطرة فمازالت كلماته المرحة تضحكها بين الحين والآخر حتى أصبحت تتساءل عن كناية شخصيته الغامضة بالنسبة إليها!.
هل هو هذا الشخص الحازم المتفاني في عمله... أم هو ذاك الشخص الذي يمتلك قلب أبيض وروح من ذهب تتبع تلك الإبتسامة التي لا تفارقه أينما كان.. بالطبع هو مختلف كليا عما قد تظن به أنها تعلمه..
الضيوف عوضا عن الأعلى الخاص بغرف النوم وتابعت بندائها وهي تضيف بحنق
ارتعشت اطرافها وهي تواجه ما هو أسوء من المۏت بالاستدارة للخلف لرؤية ملامحه التي قد تسوء حالتها الغير مستقرة ومع ذلك ضغطت على شفتيها السفلية واستدارت وهي تردد بابتسامة مصطنعة
_أهلا يا خالو... نورت.
لوى فمه الغليظ وهو يعدل أطراف شاربه الكبير مشيرا بإصبعيه لشقيقته بحزن مصطنع
التهبت عين وولدتها پغضب لا وصف له فصاحت بها بعصبية شديدة
_ما تنزلي يا بت هنا وتسلمي على خالك أيه المياعة دي..
انقبض قلبها وهي تستمع لكلمات والدتها القاسېة فإن كانت لا تعلم ما الذي تواجهه ابنتها او ربما لم يستعب عقلها الطبيعي ما أخبرتها به سابقا فهي بنهاية الامر تمتلك الف عذر ومع كل خطوة خطتها تسنيم تجاهه وكأنها تجني الشوك بين يدها فتدلى ليلامس بطن قدميها حتى انتهى بها الحال امامه فمدت يدها المرتجفة من امامه وهي تبتسم بۏجع
احتضنها بصورة مفاجئة ومن ثم مرر يدها على ظهرها وكأنه يحتضنها بشوق وبأنفاس كريهة ردد
_وحشتيني يا بنت الغالية..
ابتعدت عنه تسنيم وهي ترتجف دون توقف فمنحها نظرة دانيئة جابت كل أنحاء جسدها وهو يردد بشھوانية مريضة
_كبرتي وبقيتي عروسة وعايزة الجواز اهو.
تعالت ضحكات والدتها وهي تجيبه بحنان
انتقلت نظرات تسنيم الغاضبة تجاهها ومن ثم قالت بصوت يحبس الدموع
_ويسلمني هو ليه وأبويا عايش.. ربنا يديه طولة العمر ويباركلنا فيه.
ولم تترك المجال لسماع اللازع منهما فصعدت للأعلى سريعا وما أن ولجت لغرفتها حتى أغلقتها بالمفتاح لتسقط من خلفه باكية منكسرة محطمة الفؤاد... عادت تلك الحالة الشنيعة تهاجمها من جديد فينخر البرد عظامها وكأنها في فصل الشتاء وليس الخريف دقائق مضت عليها قاسېة وهي تحاول بها استجماع شجعاتها للسيطرة عما يحاربها ولكن ماذا بيدها وهو أقوى منها ومن طاقتها الضيئلة بالمحاربة!.
_خدي ماسة وخليها ترتاح وأنا هطمن على حور وهجي وراكم.
أومأت الأخيرة برأسها ثم جذبتها للأعلى فقصد يحيى الشقة الخاصة بالفتيات طرق عدة مرات ففتح عبد الرحمن الباب ثم قال
_لحقت... ادخل.
ولج وهو يتمتم بغيظ
_يعني هعرف اللي حصل ومش هرجع!
اتبعه ثم أشار له على غرفة الضيافة فوجد أحمد بالداخل هو الأخير فقال
_طمنوني حور عاملة أيه دلوقتي
رد عليه أحمد بحزن
_أحسن... بترتاح جوا في أوضتها فسبناها على راحتها وخصوصا لأن الچرح في رجليها.
تفهم يحيى الوضع فتغاضى عن فكرته بالدخول للإطمئنان عليها فتساءل باهتمام
_هي جوه لوحدها مفيش حد معاها
أجابه عبد الرحمن بهيام مع نطق حروف إسمها
_تالين جوه معاها.
أومأ يحيى برأسه ثم عاد الصمت ليختزل معالمه من جديد والأخير يراقبه بتمعن ولدقائق طالت لتكسر بسؤاله
_أنت كويس حصل حاجه ولا أيه
اتجهت نظرات أحمد تجاهه ليستكشف الأمر فور سماع عبد الرحمن ابتلع يحيى ريقه بارتباك من أن تسوء العلاقة بينه وبين أحمد مجددا بعد سماع الشكوك التي تراوده وبالأخير يظل مجرد شك فمن الممكن أن يكون أصابها دور برد عادي لذا كان حريصا حينما أجابه
_مفيش الواحد حزين بس على حور طول عمرها جدعة وبتخدمنا من غير ما نطلب منها ده.
أجابه عبد الرحمن بتأييد
_ومن سمعك كلنا زعلانين عشانها بس الحمد لله الدكتور طمنا وقالنا الچرح مش عميق يعني أسبوع أو إتنين وهتبقى زي الفل.
هز رأسه وهو يردد
_ إن شاء الله.
الخروج من هذا المنزل الذي أصبح يسكنه هذا البغيض بات من أسمى
متابعة القراءة