الدهاشنه

موقع أيام نيوز

إليها مما زادها توترا فوزعت نظراتها بين عينيه ويديه الممدودة إلى أن استوعب اشارته للاب الذي تحمله فبللت شفتيها بلعابها وهي تضعه بين يديه بارتباك فتح آسر الحاسوب وهو يشمله بنظرة متفحصة فهز رأسه وهو يردد بصوت منخفض ولكنه مسموع 
_براڤو.. فهمتي الشغل كله بسرعة أهو. 
ردت في تلعثم 
_بحاول.. 
أغلق الحاسوب وهو يجيبها بابتسامة مرحة 
_لو المحاولات هتجيب نتائج مبهرة كده استمري. 
ثم رفع عينيه تجاهها ليشير لها بهدوء حازم 
_اقعدي يا تسنيم.. عايزك.. 
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تتطلع للمقعد من أمامه جلست وهي تترقب ما سيقول بعدما التهى بهاتف المكتب لتستمع لصوته الرجولي يكسر قاعة الصمت وهو يتحدث للهاتف 
_هات عصير وقهوة يا ابني. 
وأغلق الهاتف ثم سلط نظراته عليها ليبدأ بالحديث المختار بعناية 
_أنا إختارتلك أنتي توصليلي الملفات عشان تكون فرصة ليكي إنك تكوني جنب والدك ووالدتك بالبلد وخصوصا إني عارف ظروف مرضه. 
ابتسمت بفرحة لتفكيره بهذا الشطر بالتحديد فأجلت أحبالها قائلة 
_شكرا لحضرتك بجد. 
وكأنه لم يستمع لكلماتها من الاساس فكانت حدقتيه شاردة بها إلى أن كرر البوح بما يعتريه من سؤال محير فقال 
_أيه اللي بيخليك تتنكري وأنتي نازلة الغيط أنا شايف أن اللي بتعمليه عمل عظيم نازلة بتساعدي والدك اللي ملهوش غيرك! 
رغم احساسها بالحرج للحديث عن تلك النقطة بالتحديد الا

أنها قالت 
_حضرتك أكتر واحد عارف يا أستاذآسر أن في ناس عندنا بالبلد قاعدة للكلام عن غيرها وبس وأنا كنت بحاول أرضي والدي أن محدش يتكلم عليا وفي نفس الوقت أرضي نفسي إني مسبهوش بالظروف دي فرضيت باللبس ده لو هيحميني من القيل والقال. 
ابتسم وهو يتمعن بكل حرف نطقته فتحرك لسانه ناطقا 
_الناس دي موجودة بكل مكان يا تسنيم مش بس عندنا بس لو فكروا صح هيلاقوا أن شرف ليهم أن النماذج المشرفة دي تكون واحدة منهم. 
تسللت الحمرة لتستحوذ على وجهها الأبيض فنهضت عن المقعد ثم جذبت الحاسوب لتشير له بتوتر 
_طيب هروح أنا بقا عشان ألحق أخلص قبل ما أمشي. 
ودعها بابتسامة لم تفارق وجهه يوما حينما يرآها تلك الابتسامة التي تعد ميثاق للقاء مجددا وكأنها تجدد الأمل بعودة اللقاء تاركة شرفة القلب موربة لتدفقها من جديد.. 
إعتاد كل يوم الذهاب لعمله مبكرا ولأول مرة يخالف عاداته فظل حبيس غرفته الغرفة التي كانت تتراقص طربا حينما تخطوها طرح يحيى رأسه على مقدمة المقعد الخشبي وعينيه متعلقة بباب غرفته تارة وبفراشه تارة أخرى يتذكر تلك الليلة بوضوح وزاد وجعه أضعافا حينما تذكر البشارة السعيدة منذ عامين وجد ذاته غافل على فراشه ووجدها تقترب منه على أطراف أصابعها ومن ثم انحنت لتعبث بخصلات شعره وهي تهمس بحب 
_يحيى قووم كل ده نوم يلا في حاجة لازم تعرفها وحالا. 
عبث بعينيه وهو يجيبها بنوم 
_بعدين يا ماسة النهاردة يوم اجازتي سبيني أنام براحتي. 
ابتسمت بخبث 
_ده مش هيحصل يا حبيبي لأن أنت ملكي في يوم الأجازة ده.. 
رفع جفن عينيه الثقيل وهو يمنحها نظرة عابثةساخرة 
_يعني مينفعش أخطف ساعة وأبقى ملكك بعدها! 
هزت رأسها بنفي وهي تجيبه بدلال 
_ No. 
زفر بضيق ثم جلس باستقامة على الفراش وهو يردد باستسلام 
_مفهاش نوم أنا عارف تحت أمرك يا حبيبتي.. طلباتك اللي بتكوميها ليوم الجمعة الحيلة. 
ابتسمتماسة ثم نهضت لتشير له بيدها على الغرفة 
_لا متقلقش مفيش طلبات كتير في حاجة أنا مخبياها بالأوضة والمفروض انك هتلاقيها وهتفرح بيها. 
كبت غضبه بصعوبة ثم قال 
_طيب مينفعش تطلعيها وأنا هتفاجئ وهفرح برضه. 
دفعته بغيظ 
_وبعدين بقا يا يحيى الله! 
حدجها بنظرة جافة وهو يتحرك بآلية تامة يبحث بالخزانة ومن ثم الادراج فجلس على الأريكة وهو يشير لها بنوم 
_مفيش حاجة هبقى أدور بعدين. 
جذبتهماسة پغضب ثم دفعته ليجلس على مقعد مكتبه الصغير بجانب الغرفة ومن ثم فتحت الدرج العالق من أمامه ليجد علبة مغلفة أخرجها يحيى وهو يتفحصها بدهشة 
_أيه ده 
قالت بتعصب 
_افتحها وشوف بنفسك. 
أزاح الغطاء الذي يفصله عنه ليجد زوج من الأحذية الصغيرة عبث بحاجبيه وهو يسألها بسخط 
_ده أيه! متهزريش وتقوليلي إن ده ليا ده ميدخلش في صابع رجلي الصغير يا روحي! 
نظراتها الجادة المسلطة عليه جعلته يفكر بشكل جادي اتنقلت نظراته لبطنها وقد بدت الأمور تكون أكثر وضوحا لمعت عينيه بفرحة وعدم استيعاب عظيم فتساءل بجدية 
_بجد يا ماسة! أنتي آآ... حامل 
أومأت برأسها بابتسامة جعلت وجهها منيرا كالبدر تعالت ضحكاته وهو يحتضنها بقوة وسعادة سعادة تركت أثر لطيف على وجهه الهائم بتلك الذكرى الصغيرة لتترك له ألم يختلج صدره وزوج حذاء بين يديه وضعه يحيى بالدرج ثم أغلقه وهو يحاول ان يتخطى تذكره لتلك الفرحة التي قلبت لغم لا يقوى حتى تلك اللحظة بتخطيه! 
بالصعيد.. 
رؤية غروب الشمس بهذا الوقت
تم نسخ الرابط