الدهاشنه

موقع أيام نيوز

للداخل أما هو فاقترب من الباب ليطرق وهو يردد بصوت عذب 
_ماسة إفتحي الباب أنا يحيى! 
لم يستمع لأي ردا منها حتى تلك اللهفة التي تحاوطها حينما تعلم بعودته لم تعتريها بتلك اللحظة ارتبك للحظة وهو يفكر بكسر الباب فخشى أن تتدهور حالتها مجددا فلم يكن بوسعه الا التحلى بالهدوء فعاد ليناديها مجددا 
_ ماسة حبيبتي إفتحي عشان تشوفي أنا جبتلك أيه النهاردة وأنا جاي 
لم يستمع تلك المرة أيضا لأي رد منها فعاد ليناديها مرة تلو الأخرى دون ملل من عدم استجابتها له.. 
بالداخل. 
كانت تجلس أرضا خلف باب الحمام تضم ساقيها معا لصدرها ونظراتها تتوزع على الډماء التي القابعة بفستانها الأبيض فتلامسها ذكرى غريبة لم ترأها من قبل وكأن هناك شاشة بيضاء تنير بلقطة غير واضحة ترى بها نفسها ببطن منتفخة وفجأة ترى سيارات كثيرة

ومن ثم صړاخ عاصف ومن ثم دماء انسدلت من أسفلها كعمق من البحر
لتستمع كلمة غريبة على مسمعها 
فقدت الجنين!..
لم يستوعب عقلها الصغير مواجهة تلك الذكريات الغريبة فكان جسدها يتخشب خوفا مما ترأه وفجأة وسط تشتتها التقطت آذنيها صوت نجدتها آمانها القابع من خلفها لا يفصلهما سوى باب صغير سمعته يناديها فنهضت عن الأرض وهي تردد بسعادة 
_يحيى! 
ومن ثم حررت المفتاح القابع بجسد الباب لتزداد ابتسامتها حينما وجدته يقف مقابلها بالفعل ركضت ماسة إليه متشبثة بأحضانه كالغريق الذي يتمسك بقشة تنجده مما يواجهه أغلق يحيى عينيه بقوة وقد عاد الهواء لينعشه من جديد حينما وجدها تقف أمامه فرفع أصابعه ليقرب رأسها من صدره لدقائق تحيه مجددا ثم أبعدها عنه وهو يتفحص ملابسها بهدوء ليشير لها بحكمة 
_شوفتي ماسة رجعت تعبت تاني عشان مبتسمعش الكلام ومش بتأخد ادويتها. 
ورفع صوته لإلهام قائلا 
_خديها غيرلها هدومها واديها أدويتها وأنا هستناها هنا. 
أومأت المربية برأسها في طاعة ثم اصطحبتها لغرفتها لتنفذ ما قاله لتو. 
بشقة الفتيات. 
علمت حور من أخيها بأن آسر وأحمدبطريقهما فولجت لغرفة روجينا لتوقظها كي يتمكنوا سويا من إعداد بعض الطعام المناسب لإستقبالهم من سفر طويل هكذا تفاجآت بالغرفة فارغة فعلمت بأنها غادرت كعادتها دون أن تخبرها بذلك بيأس تام تحركت حور تجاه المطبخ لتعد ما أمكن من الطعام الشهي ساعة تصطحب الأخرى حتى خيم الليل ومازالت روجينا لم تعد بعد اړتعبت حور من وصول آسر قبلها وحينها لن يمرر ذاك الأمر بخير فحاولت الوصول إليها عبر الهاتف وحينما فشلت بذلك رددت پغضب 
_كالعادة قافلة تليفونها! ربنا يستر. 
أتاها صدق حدثها حينما طرق بدر الباب وحينما فتحته وجدت آسر وأحمدمن أمامها استقبلتهم بابتسامة صغيرة انقلبت لتشتت عظيم حينما التقت نظراتها بعينيه لا تعلم ما الذي يحدث معها حينما تراه وفي كل مرة تحاول بها أن تقتنع بأنه إن لم يكن ابن عمها فهو خطيبة ابنة عمها والتي تعد بمثابة شقيقة لها أفاقت من شرودها على صوت آسر الذي قال بانبهار 
_أيه كل الأكل ده انتي عازمة حد ولا أيه يا حور 
أتاه الرد من خلفه حينما قال يحيى 
_إحنا أهم من المعازيم يا سيدي! 
الټفت خلفه ليردد بفرحة 
_يحيى! 
تعانق كلا منهما بمحبة ليعاتبه الأخر 
_إتاخرت كده ليه 
أجابه آسر ساخرا 
_وأنا لحقت مش لسه سايبك من يومين يا ابني! 
قطع أحمد الحديث المتبادل فيما بينهما حينما قال 
_فككوا من جو السلامات ده وتعالوا كلوا الأكل طعمه يجنن. 
ثم التفتت تجاهها ليشير لها بابتسامة ساحرة 
_تسلم أيدك يا حور. 
على استحياء قالت 
_الف هنا. 
جلس بدر لجواره بيديه على رقبته قائلا بسخط 
_طول عمرك همك على بطنك. 
قال بحدة أطاحته 
_همي على بطني أحسن ما أكون مدورها مع مزز خلق الله نسيت ماضيك ولا أيه يا دنجوان 
حدجه بنظرة قاټلة فردد آسرفي يأس 
_رجعنا تاني لنقطة الصفر. 
ابتسم يحيى وهو يتابع الحوار المشاكس فيما بينهما فتمسكت ماسة به لينتبه لهبوطها فجذبها لتقف جواره تعلقت عين آسر بها فكلما يرآها يحزن على الحالة التي أصبحت بها وعلى الرغم من العشق الذي احتفظ به لها منذ الصغر ولكنه تناسى كل الشيء في اللحظة التي أصبحت بها زوجة ابن عمته نهض أحمد ليقترب منها سريعا فضمھا لصدره وهو يخبرها بشوق 
_ماسةوحشتيني أوي 
لوت شفتيها وهي تبعده عنها مرددة بسخط 
_مفيش حد بيحضن ماسة غير يحيى. 
تعالت ضحكات الجميع على تلقائيتها فالجميع يقدر ما تمر به ويتعامل معها بحذر رفع بدر صوته قائلا پشماتة 
_جدعة يا ماسة إديله فوق دماغه. 
جذب أحمد يحيىمن تلباب قميصه وهو يلكزه بغيظ 
_بتعصي أختي عليا مكنش العشم يابو نسب. 
تعالت ضحكاته وهو يحاول تخليص ذاته قائلا 
_يعني أسيب اللي يسوى واللي ميسويش يحضنها! 
جز على أسنانه ليعود لكمه من جديد جلسآسرعلى طاولة الطعام بملل من تغيرهما فاستغلت حور انشغالهما واقتربت منه
تم نسخ الرابط