الدهاشنه
المحتويات
__
كانت رباب وهنية بالمطبخ يعدان العشاء للجميع ونوال كانت تساعدهم فقد تبدل حالها للصلاح
اما الاولاد فكان يجلس احمد بجوار روجينا
وبدر بجوار تالين
وماسة تتشبس بأسر
بالاعلي
كان يقف الكبير فزاع الدهشان ومعه وهدان وبدر
نظراته تتنقل بفخر علي عائلته التي كبرت وأصبحت تسعي الكثير بحبهم الكبير
نعم عندما تشعر بأوجاع الأخر فأنت عاشق
عندما تجرحك دموع تمسحها بيدك وتطعن قلبك فأنت العاشق
العشق حصون حطمته الحوريات الثلاث بعدما دخلوا لحياتهم
منهم القاسې
ومنهم من يرفض ملكات لعرش قلبه
أخضعهونا بالعشق .
الدهاشنة
بقلمي_ملكة_الأبداع
آية_محمد_رفعت
_
الفصل الاول.....
كسر ضوء الشمس النافذ عتمة الليل وسكونه المخيف فتسللت أشعتها بخفة لتداعب أوراق الأشجار الكثيفة التي تطوف بالاراضي الزراعية وكأنها بانتظار ذاك الإشراق الذي يحتضنها كل صباح ازدحام تلك الاماكن معتاد فالاستيقاظ باكرا من أسمى صفات أهالي الصعيد الأغلب يتجول بائعا والبعض يذهب لعمله ومن بين المارة تجد مجموعة من الأشخاص مجتمعون على صينية دائرية الشكل يتوسطها الفطير الشهي والعسل الصافي وقطع الجبن القريش يجلس عليها أهل هذا المنزل البعيد عن تلك الارض التي يجتمع بها رجال البيت والاصدقاء الطعام بين أهل الصعيد قلة ما يتناوله أهله بمفردهما فالجود والكرم مدفون بالعروق ومن بين كل تلك المنازل منزل كبير الدهاشنة وبالاخص بحديقة منزله الشاسعة يجتمع المزارعون حول عدد من الطاولات لتناول الفطور الشهي وبالقرب منهما وبالاخص على تلك الاريكة الخشبية كان يجلس كبيرهما بوقار العصا التي يحملها بين يديه تمنحه عظمة تليق بجلبابه الاسود يجلس بسكون وعينيه تراقب الجميع باهتمام ليشير بعينيه لخادمه للطاولة التي قل الطعام منها ليزيده بالخير انتهى الجميع من تناول الطعام فنهضوا تباعا ليردد احداهم
وأضاف الأخر بامتنان
_ربنا يزيدك من وسع..
ابتسامة صغيرة تشكلت على طرفي شفتي فهد فنهض عن الأريكة وهو يردد باستحسان
_الف هنا وشفا يا رجالة تقدروا ترجعوا لشغلكم..
أشاروا بايديهم بطاعة ومن ثم انصرفوا لاعمالهم بالحقول التابعة لعائلة فزاع دهشان أسرع إليه الخادم ليخبره على عجلة من أمره
صعد الدرج القصير حتى أصبح بداخل المنزل يبحث عنها بعينيه المتلهفة لرؤياها فرغم تقدمهم بالعمر سويا الا انه مازال يشعر برؤياها وكأنه لقائهما لاول! نفس ذاك الشعور الذي يسيطر على قلبه المرهف مازال يتلبسه وكأنه ذاك الصبي الذي يبلغ خمسة وعشرون عاما بل تمكن العشق منه ليجعله يلتاع لرؤياها وحتى إن رأها يسكره حد الرغبة فيدق قلبه پعنف وكأن هناك من يضرم نيران الشوق عمدا ليفتك بهيبته التي يخشاها الجميع طلت من أمامه بردائها الابيض الفضفاض وحجابها الذي يتدلى من خلفها فأقترب لتقف هي مقابله ببسمتها المشرقة
أسرع باجابتها
_هو أنا اقدر على زعلك محطتش لقمة في بوقي من الصبح..
اتسعت ابتسامتها وهي تردد في رضا
_كنت هزعل لو عملتها يا فهد.
تطلع من حوله بترقب وحينما وجد الساحة خالية من حوله همس بغزل
_يابوي على كلمة فهد اللي بتطلع تشرح الجلب دي..
_وبعدهالك يا فهد لساك عايش في دور سي روميو .
ردد بحزم مصطنع
_سليم!
دنا منه حتى صار قريبا
_الحق عليا بنبهك أننا تحت بدل ما حد من الأولاد يطب عليك وصورتك تهتز قدامهم!
جلس فهد على المقعد الذي يترأس مائدة الطعام الكبيرة قائلا
_متخافش عليا محدش يقدر يوقعني.
أكد له مازحا
_خبرك زين يا واد عمي..
أستاذنت راوية بخجل
_هجيب بقية الاكل..
وتركتهم واسرعت للمطبخ حرجا مما حدث ولجت للداخل لتشير للسيدة التي تعاون نواره وريم
_طلعي باقي الأكل يام نعمات..
أومأت برأسها في طاعة
_أمرك يا مرت الغالي..
ثم حملت الاطباق وأسرعت للخارج حملت ريم الاطباق المتبقية لتناولها لراوية وهي تتساءل باستغراب
_مالك وشك
احمر إكده!
مررت يدها على وجهها وكأنها تخبرها بأن وجهها متسخ فتحاول تنظيفه تعالت ضحكات نواره وهي تشير إليها ساخرة
_كفياكي يا ريم هتلاجيها شافت فهد بره بس..
ذمت راوية شفتيها بعدم رضا لتصيح بهم بانزعاج
_اه ده انتوا فضيتوا ليا بقا..
حملت نواره الخبز الطازج لتسرع بالخروج قائلة
_لا انا الحق نفسي قبل ما المدبحة تقوم..
قالت راوية من وسط سيل ضحكاتها
_كبرنا ومكبرناش!.
شاركتها ريم الابتسامة بحزن ظهر على وجهها حينما تذكرت ابنتها يقال أن لكل منا نقاط ضعف أو ربما جانب معتم يستحوذ على المرء حينما تزوره السعادة فالابتسامة يتخلالها تذكار لما يؤلم وكأنها تتعهد على تذكارك دوما بما يؤلمك حتى ټقتل أي ابتسامة قد تتسلل لشفتيك!
شعرت بها راوية فاحتضنتها بذراعيها
متابعة القراءة