رواية بقلم ميمي عوالي

موقع أيام نيوز


كان مهندسا للبترول بنويبع وبعد سفره وأثناء عمله سقط فوقه انبوب ضخم تسبب بۏفاته فورا لتدفع الشركة تعويضا كبيرا لأخيه وابنته ومعاشا ليس بالضئيل لابنته ليقوم عمها بوضع كل ماتقاضوه بحساب شخصى باسم أمانة تحت وصايته وتكفل هو بكل احتياجاتها مع انقطاع اى خبر قد يكون خيرا او شړا عن أمها
لينمو شعور بالغيرة من نوح تجاه ابنة عمه التى استحوذت على اهتمام والديه لصغر سنها ويتمها ولكنه لم يستوعب سوى أنها قد أخذت جزء من نصيبه فيهما

حتى ماټ عمها هو الآخر وهى ما زالت فى أول عام بالثانوية العامة ولكن نعمة لم تجعلها تشعر باليتم للمرة الثانية فاحتوتها وجعلت من كل منهما سندا للاخرى
وعند ظهور نتيجة أمانة يتفاجئ الجميع بحصولها على ترتيب من العشر الاوائل لتكرمها الوزارة والإعلام أيضا عندما استضافتها إحدى البرامج بالتلفاز لتفاجئ الجميع بارتدائها النقاب والذى كانت تعارضه نعمة فى البداية لصغر سنها ولكنها بعد ذلك وافقتها عندما كانت تخاف عليها وقتما كانت ترى نظرات الإعجاب من الشباب والرجال 
ورغم تهكم نوح الدائم عليها إلا أنها كانت تقابل تهكمه بابتسامة من تحت نقابها عندما تتذكر قول زوجة عمها بأنها لن تكون إلا زوجه لنوح
واستطاعت أمانة الدخول الى كلية الهندسة مثلما نوح الذى كان دائما ما ينظر إليها بتجاهل
ثم حدث أن جاء يوم وهى بالعام الثانى بالجامعة ليدخل نوح وهو يصيح كعادته على امه ويقول انتى فين يانعمة
نعمة من غرفتها انا فى اوضتى يا نوح تعالى
ليدخل نوح مسرعا إليها وهو يقول بسعادة انا مسافر
لتزوى نعمة مابين حاجبيها باستغراب قائلة وعلى فين العزم أن شاء الله
نوح بسعادة دبى يا ام نوح ...دبى الشركة رشحتنى انى اتنقل هناك
نعمة ببهوت تتنقل يعنى هتفضل هناك على طول يابنى
نوح دى فرصة ماتتعوضش يا ماما خبرة وفلوس ومستقبل وكل حاجة وبعدين كلها كام سنة وارجع تانى
نعمة وهتقدر على الغربة يابنى وانت لوحدك ياريتك يا أمانة كنتى مخلصة يابنتى كونتوا اتجوزتوا واخدتها معاك
ليتهكم وجه نوح قائلا أمانة مين دى اللى اتجوزها
نعمة پغضب وانت تطول جمال وأدب واخلاق ودين هتعوز ايه اكتر من كده
نوح يتهكم جمال فين ده
نعمة بذهول فين ده لاهو انت نسيت شكلها فى السنتين دول واللا دلوقتى اللى ماشاء الله كل مابتكبر كل مابتحلو زيادة
نوح بجمود بقولك ايه ياماما شيلى الموضوع ده من دماغك خالص لو سمحتى انا يوم ما اتجوز مش هتجوز غير عن حب واكيد مش هتبقى أمانة
كانت أمانة فى تلك اللحظة بخارج الغرفة تستمع إلى كل كلمة لتنهال دموعها فى صمت وتتجه إلى غرفتها لتختبئ بداخلها
ويسافر نوح ويتركها مع أمه على مدار ثمان سنوات انتهت فيهم أمانة من دراستها بتفوق لتلتحق بشركة مقاولات عملاقة يمتلكها والد إحدى زميلاتها لتثبت كفائتها فى وقت قصير
عودة
أمانة وهى لازالت تنظر بصورتها بالمرآة من زمان وانتى عارفة أنه مابيحبكيش ويمكن يكون كارهك كمان زعلانة ليه بقى .انسيه وشيليه من قلبك وبصى لحياتك بقى ..كفاية كده
.
باليوم التالى قبل اذان المغرب بساعة واحدة كانت أمانة ترتدى نقابها وتقوم بتحضير بعض العصائر فى حين كانت نعمة تعد الطعام وهى متجهمة لا تتحدث الا اللمم حتى قالت لها أمانة انا غالية عندك 
نعمة باستغراب شديد انتى جاية تسألينى السؤال ده النهاردة يا أمانة
أمانة أنامش بسألك أنا بس بفكرك
نعمة بتفكرينى بإية يابنتى
أمانة انى غالية يا مراة عمى وعشان خاطرى ..بلاش ترخصينى
نعمة وقد فهمت مقصدها عمرى ما اقدر يابنتى ماعشت ولا كنت
أمانة بصدق الف بعد الشړ عنك افرحى بجواز ابنك وباركيله وشيلى اى حاجة تانية من دماغك وماتفكريش غير فى سعادته وبس وادعى ربنا أن مراته تطلع بنت حلال تحبيها وتحبك
لتومئ نعمة برأسها قائلة التسأهيل على الله يابنتى ربنا يكتب لنا الخير من عنده
ليستمعوا إلى جرس الباب لتذهب أمانة لاستقبالهم وما أن فتحت الباب حتى لجمت الصدمة لسانها
عندما تفتح أمانة الباب تجد أمامها فتاة ترتدى بنطالا يكاد يكون طبقة جلد ملونة فوق جلدها وبالأعلى سترة قصيرة وتضع وشاحا صغيرا يكاد يخفى نصف شعرها وتضع الكثير من مستحضرات التجميل والتى لا تتناسب ابدا مع الصيام والعبادة لتشهق أمانة فى تعجب وهى تقول سهر !!!
ليدخل نوح وهو يدفع سهر أمامه برفق قائلا بتعجب ايه ده ! انتو تعرفوا بعض
سهر انتى مين
أمانة انا المهندسة أمانة من شركة عبد الراضى
لتتجاهلها سهر وهى توضح لنوح بسرعة أيوة قابلتها فى الشركة اللى بتشتغل فيها ..لما نزلت مصر السنة اللى فاتت عشان المشروع بتاعنا
ليزوى نوح مابين حاجبيه قائلا هو انتى بتشتغلى مع حاتم عبد الراضى
أمانة أيوة
نوح باستهجان ووصلتيله ازاى ده
أمانة بهدوء شركته اخدوا أوائل دفعتنا كلها وكمان نيرة أخته تبقى صاحبتى
نوح بسخرية امممم ..قلتيلى ..صاحبتك
لياتيهم صوت نعمة من الداخل انتو عندكم كل ده ليه ماتدخلوا
ليدخل نوح إلى أمه وهو ممسك بيد سهر التى ما أن رأت نعمة مظهرها الا و حل عليها حالة من الصدمة الشديدة ولكن نوح يذهب إليها ويحتضنها مقبلا رأسها ثم يجذب سهر لتقف أمامها وهو يقول دى سهر مراتى يا ماما ثم يوجه حديثه الى سهر قائلا ودى بقى أعظم ام فى الدنيا دى كلها يا سهر عاوزك تعتبريها مامتك من هنا ورايح
لتقع جملته على قلب أمانة كخنجر مغموس بالسم فكم نهرها وهى لا زالت طفلة عندما كانت تنادى نعمة بأمى فكان ېصرخ بها ناهيا إياها عن تكرارها ويذكرها بأن امها قد فرطت فيها وتركتها لهم دون أن تتذكرها يوما واحدا لسنوات طوال لتفيق أمانة على صوت سهر وهى تقول بود مصطنع طبعا يا نوح ..مامتك زى مامتى بالظبط
لتقول نعمة بهدوء اهلا يابنتى اتفضلى
ليجلس نوح مع سهر وأمه بينما تذهب أمانة إلى المطبخ وتبدأ فى وضع الطعام على مائدة الطعام لتلتفت سهر إليها وهى تضع قدما على الأخرى وتقول باستعلاء بس هو انتى برة وجوة كده على طول يا أمانة
أمانة كده اللى هو ازاى يعنى
سهر باستعلاء يعنى .بخيمتك دى
لتعتدل أمانة بوقفتها وهى تقول بهدوء شديد وكأنها تنتقى كلماتها حتى لا ېخونها ڠضبها الداخلى طالما انى موجودة مع حد مش محرم ليا ببقى كده يا مدام سهر
نوح بامتعاض ايه مدام دى ماتتكلمى عدل
أمانة كده احسن يا ابن عمى عشان مانشيلش الألقاب واتعود على كده واغلط وانا بتعامل معاها فى الشغل
نوح مش فاهم
أمانة مدام سهر من يوم ما اشتغلنا سوى وهى بتحب تتعامل برسمية فلسانى اتعود اقولها يا مدام مش هينفع دلوقتى أشيل الألقاب
نوح ببعض الڠضب ياللا ياماما المغرب خلاص هيأذن
لتنهض نعمة وهى تراقب أمانة بحنو شديد حتى وصلت إلى جوارها لتقبلها على وجنتيها من فوق نقابها قائلة تسلم ايديكى يا أمانة ربنا مايحرمنيش منك ابدا يابنتى
أمانة بامتنان ولا منك يارب يا مراة عمى
ليتحلقوا حول مائدة الطعام بانتظار آذان المغرب ليبدأوا افطارهم
وبعد أن فرغوا من طعامهم واحتساء المشروبات قامت أمانة بترتيب المكان وتنظيفه وجلى الصحون ثم تركتهم للاتجاة للمسجد لصلاة العشاء والتراويح وبعد ذهابها
نوح والأستاذة بتتأخر
 

تم نسخ الرابط