قصة بقلم ماجدة بغدادي

موقع أيام نيوز


.
انتابه الذعر .. أحقا هي هناك في تلك اللحظات كيف يبعدها عن مقتلها القريب 
نعمة اسمعيني بسرعة بدون مناقشة .. امشي بسرعة واقفي قدام القسم استنيني هناك .. أوعي تدخلي المخزن .. أوعي .
ليه أنا قربت أهو .. أدخل أستناك جوا الجو حر .
نعمة متدخليش هتقعدي فين وسط العمال ومحدش يعرفك يمكن يضايقوكي .. أرجوكي يا نعمة اسمعي كلامي وأنا هجيلك في دقايق .

حاضر .. حاضر مش هدخل .. هقف عند القسم استناك .
مش هتأخر
قبل أن يغلق الهاتف سمع إطلاق رصاص فانتفض من مكانه ولم يعد قادرا على السيطرة على أعصابه ليهتف بلوعة 
نعمة نعماااااااااااه ردي عليا .. أرجوكي .. رحتي فين ! يا ربي .
انصرف مهرولا تاركا كل شيء وراءه .. لا يدري ما حدث .. كيف لم يخطر بباله أن يطمئن والدته و زوجته على عمه حتى لا تضطر الأخيرة للذهاب بقدميها لموقع يخشى على حياتها فيه كل خطوة يهرولها تجاهها يؤنبه ضميره ويتآكله ذنبه تجاهها كل شهيق يسحبه صدره للداخل يتساءل ماذا كان مستقر ذلك الطلق الڼاري الذي سمعه 
وصل للشارع ليجد الناس متجمعين و الإسعاف و عربات الشرطة مضى كالمچنون يبحث عن وجهها بين الوجوه أي صدفة تلك جلبتها إلى حيث يكره أن تصل .. قطع الشارع جيئة و ذهابا لعدة مرات .. حاول أن يجدها أو يسأل عنها فتح هاتفه و هاتفها للمرة الألف أو ربما تزيد .. هاتف علي 
فين نعمة مش لاقيها .. ضړب الڼار ده كان ليه قولي يا علي
أنت فين يا أحمد
أنا عند المخزن ومش لاقيها .. قلتلها تستنى عند القسم .. راحت فين فييييييين .
إهدا يا أحمد أنا دقيقتين وأبقى عندك .
أغلق علي الهاتف ولا يزال أحمد ممسكا بهاتفه 
راحت فين روحتي فين يا نعمة ردي عليا .. ردي علياااا .. ردي ارجوكي .
انطلق لاستكمال بحثه المرير مسلوب العقل لا يريد سوى أن يراها .. عيناه مجذوبتان تدوران حول نفسيهما وقد تواعدتل ألا تتوقفان عن الدوران إلا أن ترى أثرها وتعثر على مرأى وجهها
.. لسانه لا يعرف من النطق سوى اسمها .. يوقف المارة في الطريق ليسألهم سؤالا من كلمة واحدة ليست سوى اسمها .
وصل علي للمخزن حيث وجد رجالا مقيدين و الضابط الذي كان على اتصال بهم يدخلهم في عربة الشرطة 
حازم بيه .. اسألهم أختي فين جت هنا ساعة ما كانوا بيفتحوا المخزن واختفت من وقتها .
احنا لما قبضنا عليهم مكانش حد معاهم .
ممكن يكون حد كان معاهم خدها ومشي قبل ما نوصلهم وخطڤها .
الكلام ده خطېر .
رفع جهاز التواصل الخاص بالشرطة وأرسل نداء لكل القوات بأوصاف نعمة مع احتمال خطڤها.
تركه علي و ذهب ليبحث في محيط الشارع عن أحمد .. بعد قليل من الجهد والبحث وجده يسير بسرعة ويتفحص وجوه الناس ويكاد يدور حول الشارع الذي يبحث به و ربما للمرة الألف
أحمد .. استنى لفنا ده مش هيعمل حاجة .. أنا قلت لحازم بيه تعالى احنا نحاول نشوفها ممكن يكونوا ودوها فين .
سمعت ضړب ڼار يا علي سمعت صوت عالي بيفرقع .. تفتكر ده كان نهايته فين تفتكر نعمة كانت هتبقى آخر مكان وصلته الړصاصة 
متقولش كده .. بإذن الله محصلهاش حاجة .. تفتكر يعني كانوا هيضربوها پالنار وياخدوها ! أكيد كانوا هيسيبوها ويهربوا و ده محصلش .. اتقبض عليهم كلهم في المخزن .. إهدا بس و هنعرف راحت فين.
انا خاېف يا علي .. خاېف مترجعش .. هرفع راسي تاني إزاي وأنا مش عارف ألاقيها واحميها هعيش إزاي لو مرجعتش تفتكر هعرف أحميها وألا هضيعها وأعيش بنارها العمر كله لأ يا رب متخلينيش أعيش لو مش كاتبلي ألاقيها .
متقولش كده .. حرام عليك .. هنلاقيها بس دور معايا وبإذن الله هترجع بالسلامة .
يارب .. يارب يا علي
تنساب دموعه أخيرا .. تتدافع كخيل في حلبة السباق .. تنساب كما لو لم يبك أبدا في حياته اتفقا بدون كلام على التوجه ل نجوى وما أن ذهبا إلى دارها حتى وجدا الشرطة تقتادها هي وابنتها فتحولا مباشرة نحو منزل نسمة التي نزل أفراد الشرطة من منزلها خاليين الوفاض .. لم يجدوها رفع علي هاتفه ليتصل بوالدها 
بنتك فين يا حاج ابراهيم 
مش عارف والله يا بني من ساعة ما خرجت الصبح محدش عرفلها طريق .. حتى البوليس راح البيت ملقاهاش .
بنتك خطفت نعمة ومحدش عارف يلاقيها .. تفتكر عندكم مكان ينفع تخبي فيه نعمة 
مش عارف .. متهيألي عندنا شقة فاضية في عمارة جديدة بس أنا كنت فاكر أنها مش معاها المفتاح .
فين العنوان 
أملاه العنوان ووعده بملاقاتهم هناك فانطلقا سريعا حتى وصلا للمكان فيجداه فارغا و كذلك يلاقيهم والد نسمة الذي أطبق أحمد يديه على عنقه 
لو مراتي مظهرتش مش هرحمك أنت وبنتك .
صدقني يا أحمد أنا زيك .. أنا مش عايز يجرالها حاجة .. أنا آه عايز بنتي تتربى شوية وآخد منها فلوسي بس مش عايزها تتورط في حاجة تقضي على حياتها .
خلاص يا أحمد سيب الراجل ھيموت في إيدك .. هنخليه معانا لحد أما نلاقيها .
وألا يفضل معانا عشان ينبهها قبل ما نوصلها .
إهدا بس عشان نفكر وسيب رقبته ھيموت في إيدك .
نزع يديه بالقوة من على عنق الرجل .. جلس يشعر بالاڼهيار .. كيف سيواجه عمه بم سيخبره كيف سيتحمل فكرة غيابها أو احتمال قټلها جلس متكورا يمسك رأسه بيديه ينهار جسده بكل الألم .
ذهب ثلاثتهم لقسم الشرطة ليتابعوا ما وجده الشرطة فأخبرهم الضابط أنهم قد أحكموا القضية وأن نسمة تم القبض عليها في وقت لاحق پتهمة أخرى غير التحريض على حړق المخزن و حتى الآن لم يثبت أنها خطفت نعمة ونصحهم بالرجوع للمنزل ربما خاڤت و ذهبت .
دخلا البيت تتشح ملامحهما بالحزن منكسي رأسيهما بأسى .. يغلب على وجوههم المتربة يأس و ضيق و بؤس عظيم
كنتوا فين يا ولاد من الصبح 
نظر الاثنان لبعضهما ثم أعادا النظر للأرض وأكملا صمتهما
ما تردوا عليا أنا من ساعة ما رحت ل نهى و أنا معرفش رحتوا فين 
بص يا عمي أنا هحكيلك كل حاجة من أول لما شكينا في مين يكون حړق المخزن الكبير لحد لما رحنا القسم النهاردة .
جلس يحكي كل التفاصيل لعمه ويشاركه في الحكاية علي الذي لا يقل عنه ألما .
طيب حلو أوي .. كده يبقى خدنا حقنا على الأقل هنصرف بوليصة التأمين طالما الفاعل اتقبض عليه .. إيه اللي مزعلكم بأه .
أحمد
أصل .. أصل
علي
ما هو يا بابا بعد ما رحت ل نهى تعمة حاولت تكلمك وتليفونك مقفول فقلقت عليك .
الأب 
طيب وبعد ما قلقت
أحمد 
راحت على الوكالة تسأل علينا .
الأب 
أنتوا هتنقطوني .. حد فيكم يقول مرة واحدة .
أحمد 
حد في الوكالة قالها إننا في المخزن واداها العنوان وكلمتني من هناك وقام تلفونها سكت مرة واحدة ومن ساعتها مش عارفين نوصلها .
نعمة!!!
أيوة .
أحمد 
ثانية واحدة .. محدش كان عارف إني رايح المخزن ..
 

تم نسخ الرابط