رواية بقلم سهام العدل
المحتويات
الناعم ورموشه الطويلة المماثلة للون شعره...
فاقت من شرودها علي صوته وهو يتكلم بنبرة حزينة منكسرة إن شاء الله هشوف ظروف شغلي وأقرب فرصة هننزل مصر بس عايزين نعمل معاهدة صلح.
تعجبت ميار من حديثه فقالت متسائلة يعني ايه مش فاهمة.
ابتسم آدم علي فطرتها النقية يعني يادكتورة نتصالح وتنسي اللي فات و تعتبريني سندك واخوكي وصاحبك حتى لو نزلتي مصر نتواصل واطمن عليك..وكده.
مسحت ميار الدمعتين اللتان نزلتا رغما عنها وقالت بصوت موجوع أصل كان نفسي حد من أهلي يقولي يادكتورة اتمنيت أفرح أبويا واخليه فخور بيا بس هو ولا مرة حسسني انه فخور باجتهادي وتفوقي حتي أمي تراكم الهموم والمشاكل عليها كان دايما شاغلها عني حاسة اني حتي نجاحي عمري مافرحت به.
شعرت ميار بارتياح شديد في حديثها معه وكانها بحاجة أن تتحدث وتخرج ما بداخلها قالت بحماس كان نفسي أكمل واعمل بحث علمي واحضر فيه ماجستير واخد دكتوراه وبعديها اشتغل في التدريس والأبحاث العلمية. ثم انطفأ الحماس في عينيها واستدركت قائلة
شعر آدم أنها بدأت تتحدث معه فيما يخصها بحرية فأراد دعمها بس علي حسب علمي ياميار انك لسه مخلصة جامعة يعني احنا لسه فيها حضري وكملي وحققي كل اللي بتتمنيه واوصلي له مهما كان حلمك اتعلقي فيه.
ميار ماانا قولتلك بابا هيرفض واستحالة يخليني اكمل طب بس هو يسيبني في حالي.
نظرت له نظرة غامضة ثم قالت أنا حاسة أنك إنسان تاني.
آدم إزاي إنسان تاني
ميار إنسان غير اللي جه أخدني من بيت أهلي وكأنه بينفذ فيا حكم الإعدام.
آدم أنا فعلا كنت وقتها إنسان تاني أعمته الإنتقام لكن من حسن حظي إن الڼار دي حړقت قلبي عشان تفوقني
آدم أنا بابا انفصل عن أمي وأنا عندي 15 سنة وقتها كانت أروي 12 سنين وأيتن 8 سنين روحت له وطلبت منه انه يرجع والدتي عشان اخواتي البنات اللي طول الوقت بيسألوا عليه وأنا فعلا كنت محتاجه معايا ومع اخواتي بس هو رفض وقتها وكسر قلبي
قاطعته ميار طب ليه ساب والدتك
بفرح بفرحتهم كأنهم بناتي مش أخواتي ودخلت الكلية اللي اتمنيتها الحمد لله بس وانا في اخر سنة والدي اټوفي انتهت دراستي وفيه دكتور في الكلية كان يعزني اوي عرض عليا اني اسافر معاه هنا لان فرص العمل في هندسة البترول هنا أفضل بكتير وقتها وافقت وسافرت لأنها فرصة آلاف غيري بيحلم بها بس كنت ھموت علي أمي وأخواتي.. عملت المستحيل وجبتهم معايا هنا بعد شهور من سفري كل واحدة كانت بتكبر حبي وتعلقي بها كان بيكبر بلع غصة مريرة بس أروي كانت مميزة عندي مميزة عندي كنت بحبها بزيادة يمكن عشان كانت عاقلة وفاهمة وناضجة وبتاخد الأمور بسلاسة ومرونة...كانت بتفهمني من غير مااتكلم كل واحدة فيهم كان لها ميول وأحلام وكان واجبي ناحيتهم اني اقف جمبهم اما يحققوا احلامهم ويثبتوا ذاتهم بس ياريتني ماوافقت علي رجوع أروي مصر ياريتني قالها وتحشرج صوته بالبكاء
حياتك هو أخويا اللي من لحمي ودمي.
عندما ذكرت أخاها تملك الڠضب منه وشعر بالډماء تفور في رأسه ولكنه حاول السيطرة علي نفسه تنهد ثم قال لها أنت متتأسفيش ياميار ملكيش ذنب حقى هاخده من الحيوان ده ولو بعد سنين مش هسيبه.
اخفضت ميار بصرها ونظرت أرضا هو أخاها ولكن فعلته أكبر من أن تدافع عنه أو تحزن لأجله.
أردف آدم حديثه أنا اللي آسف إن حطك القدر في طريقي و تسببت لك في الچرح والمهانة اللي شوفتيها صدقيني انا مش انسان وحش زى ما انتى متخيلة وفعلا اتمني نفضل أصحاب علي طول حتي بعد ما تنزلي مصر...يمكن أقدر أغير الفكرة اللي انطبعت في ذاكرتك عني.
ميار أكيد هنفضل أصحاب وأيتن كمان أخت غالية ليا.
آدم وأيتن كمان بتحبك جدا
ميار ممكن اطلب طلب صغير.
آدم اتفضلي.
ميار عايزة أكلم ماما اطمن عليها.
آدم أنا مش معايا غير رقم والدك لو حابة تكلميه أنا معنديش مانع ولو حافظة رقم والدتك اطلبيها.
ميار للاسف ماما مش معاها تلفون وطبعا مقدرش اكلم بابا دلوقتي خلاص مش مشكلة... تصبح علي خير
آدم وأنتي من أهل الخير.
في اليوم التالي عندما عرض علي
مديره في العمل أنه يريد إجازة صغيرة للنزول رفض بشدة بحجة
متابعة القراءة