امرأة العقاپ بقلم ندى محمود
المحتويات
ببعض الاضطراب
_ هو إيه ده اللي ميستاهلنيش !
_ اللي مضايقك
رمقته بنظرة طويلة .. نظرة عاجزة ومنطفئة وعينان دامعة تتحدث عن الآم قلبها المعذب بڼار الهوى .. هذه المرة لم يبعد نظره عنه كالعادة بل ظل مثبتا عيناه عليها يحاول إخبارها من خلالهم أجل أنا هو الذي اقصده .. لا استحقك بل تستحقين الأفضل مني .
_ عرفت إزاي إني هنا !
آدم ببساطة
_ تخمين
عندما لم تجب عليه استكمل هاتفا بجدية
_ مامتك كانت ھتتجن من القلق والخۏف عليكي كان على الاقل ردي عليها وطمنيها يازينة
_ أنا فاكرة إنها لسا في المعرض أو راحت عندكم عشان كدا عملت الفون صامت
_ طيب يلا قومي عشان نروح البيت وتطمن عليكي
زينة بصوت رقيق ورفض خاڤت دون أن تنظر له
_ امشي أنت يا آدم وأنا هروح وحدي متقلقش عليا
لم تسمع منه أي رد فقط ظل واقفا بصمت واضعا قبضتيه في جيبي بنطاله وحين رفعت نظرها إليه ورأت نظرته الصارمة .. تنهدت بيأس وفهمت أن لا مجال للجدال معه فجذبت حقيبتها واستقامت واقفة ثم سارا معا للخارج .. وعند وصولهم أمام السيارة توقفت والتفتت له بنصف جسدها هاتفة باعتذار لطيف
قاطعها مبتسما في تفهم وبدفء وهو يفتح لها مقعد السيارة الأمامي المجاور لمقعده
_ ولا يهمك أنا متفهم الوضع .. يكفي وقفتك معايا طول التجهيزات
طالعته وشفتيها مالت لليسار قليلا في ابتسامة عابسة قبل أن تستقل بالسيارة ثم اغلق هو الباب والټفت من الجهة الأخرى وفتح باب مقعد القيادة واستقل
في صباح اليوم التالي ......
عدة طرقات منخفضة على الباب بفعل يدها الصغيرة لكن لا يوجد إجابة من والديها ! .. ظلت واقفة أمام الباب وهي تزم شفتيها بعبوس وتفكر بتردد اتفتح الباب وتدخل أم تستمر في الطرق إلى أن يستيقظوا لكن بفطرة الأطفال في عدم الصبر قررت أن تدخل .. وقفت على أطراف أصابع قدمها ومدت يدها لمقبض الباب وفتحته ببطء وحذر .. أدخلت رأسها فقط من خلف الباب تلقى نظرة عليهم فوجدتهم نائمين بعمق في الفراش .. والدها ينام على ظهره واضعا كفه أسفل رأسه بوضيعة نومه المعتادة وأمها تنام على آخر الفراش مولية ظهرها لأبيها .. ابتسمت بخبث طفولي واندفعت نحو الفراش وصعدت عليه واستقرت في المنتصف بينهم ثم اقتربت من والدها وقالت بصوت منخفض
لم يستيقظ فمدت كفيها الصغيرتين ووضعتهم فوق صدره تهزه برقة متمتمة
_ بابي .. بابي اصحى
فتح عيناه تدريجيا وبمجرد اتضاح صورتها كاملة أمامه ابتسم بحب واعتدل في نومته ثم انحنى عليها لاثما وجنتها متمتما بصوت مازال يحمل أثر النوم
_ صباح الورد يا هنايا
ضحكت لأبيها بحب مماثل وقالت
اتسعت ابتسامته وفغر عيناه بدهشة مصطنعة واردف
_ بجد هي الساعة كام !
التقط هاتفه وتفقد الساعة فوجدها السابعة صباحا عاد يجيب عليها غامزا
_ لسا بدري يالئيمة إنتي عايزة تمشيني ولا إيه !
هزت رأسها بالنفي واقتربت منه تهمس في أذنه مبتسمة في دلال طفولي
________________________________________
لا يقاوم
_ خدني معاك يابابي
_ اخدك معايا الشغل !!
اماءت له بالموافقة وهي تطالعه بعينان لامعة كلها تشويق وحماس فرد عليها بحنو ابوي
_ مش هينفع ياملاكي .. أنا هكون مش فاضي ومش هعرف اخد بالي منك
هتفت هنا مسرعة بتوسل وعينان تحاول اتسعطافه من خلالهم
_ هسمع الكلام وهفضل قاعدة ساكتة جمبك
اطال النظر إليها فزمت هي شفتيها بحزن ويأس إلى أن وجدته يضحك ويقول مستسلما بغمزة مشاكسة
_ بتعرفي تثبتيني إنتي ياقردة .. خلاص من غير زعل هاخدك
وثبت فوق الفراش بسعادة غامرة صائحة وهي ترتمي على أبيها عاقدة ذراعيها الصغيرة حول رقبته
_ هييييه يعيش بابي
تعالت صوت ضحكته الرجولية وهو يلف ذراعه حولها ضاما إياها إليه .
فتحت جلنار عيناها على أصواتهم وقبل أن تلتفت بجسدها ناحيتهم نزلت بنظرها تلقائيا إلى الفراش النائمة فوقه كيف جاءت هنا هي تتذكر جيدا أنها ليلة أمس نامت بجوار ابنتها في غرفتها حتى لا تكون معه بغرفة واحدة .. ثم رفعت جزء من الغطاء ونظرت للداخل فإذا بها تجد أن حتى ملابسها ليست التي كانت ترتديها بالأمس ! اشتلعت عيناها بعد جالت بعقلها عدة أفكار جعلتها تتحول لجمرة من النيران الملتهبة .. وثبت جالسة فجأة والتفتت نحوهم صائحة بغيظ
_ عدنان
ابتعدت هنا عن أبيها وحدقت بأمها في استغراب بينما هو فلم يستغرق الموقف أكثر من ثانية ليدرك سبب اشتعالها أجابها ببرود مجاهدا في إخفاء ابتسامته
_ صباح الخير يارمانتي !
.........
_ الفصل الرابع عشر _
اتساع عيناها كان ردا كافيا على جملته المغلفة بالهدوء المستفز .. صباح الخير يارمانتي !! يالك من مستفز .. كيف يمكنك التحدث بهذا البرود وكأنك لم تفعل شيء ! .
نظرت لابنتها التي تحدق بها بتعجب من
متابعة القراءة