امرأة العقاپ بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز


وجري
رفعت فوزية حاجبها مستنكرة كذبتها السخيفة بينما الأخرى فكأنها وجدت الفرصة لټنفجر بالبكاء حيث انهمرت دموعها وهي تبكي بصوتها المرتفع .. فاردفت فوزية 
_ إيه العياط ده !! .. امال كان فيها ملايين ! 
ردت عليها من بين بكائها وهي تخرج منديل من جيبها 
_ لا كان فيها ملبساية كنت ھموت عليها 

صاحت فوزية بها بغيظ 
_ بس .. محفظتك موجودة جوا على التسريحة يامهرة
توقفت عن البكاء فورا وأدركت مدى سذاجتها ثم نظرت لجدتها ورمشت بعيناها عدة مرات بدهشة لتقول بسرعة محاولة تفادي كذبتها وهي تجفف دموعها بظهر كفها كالأطفال 
_احلفي !
لم تجد الرد من جدتها فقط طالعتها بنظرة مشټعلة بينما مهرة فسكتت للحظة وقالت وهي تهب واقفة بابتسامة تصنعتها بمهارة 
_ حيث كدا بقى اروح اشوف الملبساية بتاعتي .. لاحسن واكلة دماغي من الصبح 
ثم هتفت وهي تتجه نحو الغرفة في أسلوب ساخر منها 
_ جيالك ياغالية
منكمشة في فراشها .. ترفع ساقيها إلى بطنها متطورة كالجنين في رحم أمه وتأن بصوت منخفض من الألم الذي ينهش معدتها وبيدها تضغط على بطنها في محاولة بائسة منها لتخفيف الألم .. باتت عيناها حمراء كالدم وشفتيها تورمت بشكل مثير للقلق أما جسدها فكل لحظة والأخرى تجتاحه هزة عڼيفة تنفضها في فراشها نفض .
التزمت الصغيرة الفراش
بجوار أمها وأخذت تملس على شعرها في خوف بريء ونظرات مضطربة لا تفهم مالذي يحدث لكن ما تراه أن أمها ليست بخير فهي ملتزمة الفراش منذ دقائق طويلة وهي تتلوى من الألم وأصبح وجهها اللطيف متورما بشكل مثير للړعب .
أدمعت عيني هنا پخوف عفوي على أمها وسرعان ما وثبت من الفراش وهرولت لتجلب هاتف والدتها ثم عادت به إليها وتمتمت في صوت مبحوح 
_ كلمي بابي ياماما 
_ أنا هبقى كويسة ياحبيبتي 
لم تكمل كلماتها وإذا برنين الهاتف يرتفع بين يدي هنا فنظرت فورا إلى شاشته وتمكنت من معرفة هوية المتصل إنه أبيها من خلال صورته التي علت شاشة الهاتف مرت بأصبعها الصغير على شاشة اللمس لتفتح الاتصال ووضعت الهاتف على أذنها تهتف 
_ بابي ماما تعبانة
كان عدنان يقود السيارة في طريقه إليهم بالفعل لكنه أراد أن يتصل أولا ليسأل إن كانوا يحتاجون لشيء وبمجرد سماعه لجملة طفلته وصوتها المتلهف فضيق عيناه بتعجب وقد تحولت نبرته من الهدوء إلى القوة 
_ ماما مالها ياحبيبتي 
تململت جلنار في الفراش عندما اشتد ألم معدتها ودون أن تشعر خرجت منها آه مټألمة وصلت لأذنيه من الهاتف فقال فورا بقلق 
_ ادي التلفون لماما ياهنا 
مدت هنا يدها بالهاتف لأمها وقالت بنظرات حزينة 
_ خدي ياماما 
كانت توليها ظهرها فرفعت كفها في إشارة لعدم قدرتها ورغبتها بالحديث فعادت هنا بالهاتف على أذنها وقالت بتلقائية 
_ مش عايزة 
عدنان بصوت غليظ 
_ طيب اقفلي يابابا .. وأنا جاي دلوقتي 
انزلت هنا الهاتف من على أذنها ووضعته على المنضدة الصغيرة المجاورة للفراش وقالت محدثة أمها في بريق أمل واطمئنان انبعث من عيناها الجميلة 
_ بابي قالي جي .. أول ما يجي هيجيب الدكتور وهتبقى كويسة ياماما 
ابتسمت لها جلنار بنظرات دافئة وأشارت لها بسبابتها أن تنحنى عليها وبمجرد انحنائها اقتربت من وجنتها ولثمتها بعاطفة جياشة متمتمة 
_ ربنا يخليكي لماما ياحياتها
بقت الصغيرة ملازمة أمها في الفراش حتى صك سمعها صوت فتح الباب فوثبت من مكانها وهرولت إلى الخارج لترى والدها .. وجدته دخل وأغلق الباب ثم اندفع إلى الداخل مسرعا نحو غرفة أمها فلحقت به مجددا إلى الداخل .
دخل والقى نظرة سريعة على جلنار المتكورة في فراشها وتوليه ظهرها ممسكة ببطنها وجسدها ينتفض
________________________________________
تحرك نحوها وجلس بجوارها على الفراش هاتفا في قلق ملحوظ في نبرة صوته 
_ جلنار إنتي كويسة !
هزت رأسها بالإيجاب وهي تحاول جاهدة في إخفاء وجهها عنه حتى لا يرى تورم شفتيها واحمرار عينيها .. خشية من تعنيفه لها .. سيعرف فورا سبب التعب إذا رأى وجهها ولن تسلم من توبيخه وسيغضب بشدة .
شعرت بكفه الذي رفعه وملس على شعرها ثم امتدت أنامله إلى خصلاتها المتمردة وأبعدها عن وجهها متمتما بصوت لين 
_ بصيلي ياجلنار وقوليلي إيه اللي تاعبك .. اتصل بالدكتور عشان يجي طيب
تنظر له !! تعترف أنها تخشى من غضبه هذه المرة إذا عرف أنها أكلت الموز وهي لديها حساسية مفرطة منه ويسبب لها أعراض قاسېة كالتي تحدث لها الآن ستكون ردة فعله عڼيفة .. فمن أهم القوانين التي تسير بالمنزل منذ زواجهم هو عدم دخول فاكهة الموز مطلقا بعدما تناولت منه ذات مرة وأصابتها أعراض قد تكون أشد وأعنف من هذه وتتذكر حتى الآن كيف كان وجهها يعتليه الزعر الحقيقي لأول مرة وهو يراها أمامه لا تتمكن من التقاط أنفاسها حتى وجسدها يرتعش پعنف ووجهها كله تورم وتتألم من ألم معدتها منذ ذلك اليوم وهو منع دخوله إلى المنزل وكانت تحذيرياته صريحة وقاسېة إذا حدث واخترقت تعليماته .
لا تنظر له ولا تجيب فقط ټدفن وجهها في الوسادة
 

تم نسخ الرابط