امرأة العقاپ بقلم ندى محمود
المحتويات
حتى لا تزعجها ويتابعها بعيناه المترقبة حتى انزلت الكأس من فمها وقد ظهر على ملامحها هدوء أنفاسها قليلا سألها بخفوت مهتم وقلق ممسكا بكفها
_ هااا احسن دلوقتي
هزت رأسها بالإيجاب في أعين ضعيفة وقسمات وجه بريئة تسرق القلب .. تنهد بارتياح واستطرد بحزم يوبخها في عڼف بسيط وبإبهامه يملس على ظهر كفها الذي يحتضنه بين قبضته .. كأن نبرته وقمساته الغليظة تقسو ولمساته تحنو ! .
جلنار بخفوت رقيق
_ أيوة
عدنان باستياء من إهمالها
_ الإهمال ده ميتكررش تاني ياجلنار .. المفروض إنك عارفة أن إنتي مش بتستحملي الارتفاع والطيارة وعندك رهاب منها وبتجيلك النوبات دي يبقى مش محتاجة حد يفكرك أو يقولك خدي المهدئ
اقتربت هنا من أمها ووقفت بجوار مقعدها تقول بنظرة مرتعدة ونبرة طفولية حزينة بعدما تابعت بعيناها حالة والدتها المريبة وزعر والدها وهو يحاول تهدئتها
نظرت لها بعين كلها دفء وحب ثم انحنت بجزعة من على مقعدها وحملتها على قدميها تلثم وجنتها بحنو متمتمة بابتسامة ساحرة
_ أنا كويسة ياروح مامي مټخافيش
ابتسمت لها هنا بارتياح بسيط ظهر على ملامحها الصغيرة بينما هو فظل نظره معلقا عليها يتفحصها بنظراته جيدا كأنه يتأكد من انتظام أنفاسها وعودتها لطبيعتها وبعد ثواني من التحديق بها وهي منشغلة بالحديث مع ابنته ومداعبتها انتصب في وقفته ووجد نفسها بتلقائية ينحني على رأسها ويطبع قبلة على شعرها بلطف ثم يبتعد عنهم ويتجه نحو حمام الطائرة .. رفعت هي رأسها عن ابنتها بدهشة بعدما أحست بقبلته والتفتت برأسها للخلف إليها تتابعه بنظراتها المتعجبة وهو يتجه نحو الحمام فزمت شفتيها بحيرة ولم تشغل عقلها بالتفكير كثيرا حيث سرعان ما عادت بنظرها إلى ابنتها تستكمل حديثها المرح معها ! .
لن تترك أرث إمبراطورية الشافعي لابنة الخادمة أو لابنة ذلك الحقېر نشأت .. لقد صبرت وتحملت فريدة لسبع سنوات بل وتظاهرت بالود والحب معها فقط حتى لا تخسر ابنها لكن الآن هي على يقين أنها إن لم تتخلص من الأفاعي المحيطة به فبالتأكيد ستخسره بالفعل ! .
انتشلها من شرودها صوت توقف سيارة بالاسفل فهبت واقفة واقتربت من النافذة تنظر منها وإذا بها تجد فريدة تخرج من الباب الخلفي للسيارة وهي ترتدي نظارة شمس وملابسها الفخمة وتتجه نحو الداخل فابتسمت أسمهان بمكر وهي تهمس
ثم دخلت إلى الداخل مجددا والتقطتت هاتفها تحاول اجراء اتصال بابنها المختفى منذ أيام وبعدما أتاها نفس الصوت الذي يخبرها بكل مرة أن الهاتف مغلق .. تأففت بقوة وصاحت في سخط امتزج بالقلق
وصلت زينة إلى منزل خالتها بعدما طلبت منها أن تمر عليها وهي ذاهبة للمنزل .. لبت طلب خالتها على مضض حينما توقعت نوع الحديث الذي تريد مشاركتها فيه فهي منذ أيام تحاول التعافي من مشاعرها الوهمية وليست في حالة تسمح لها بالانخراط مجددا في أوهامها أو مجرد لمعة أمل بسيطة تدفعها إليها خالتها بكلماتها التي لا فائدة منها .
خرجت أسمهان من غرفتها فور رؤيتها لابنة أختها واستقبلتها بحرارة وحب كعادتها بينما زينة فكانت جامدة لا تظهر أي معالم حتى أنها لم تتجول بنظرها في المنزل بحثا عنه ككل مرة تذور منزل خالتها فيه .. مما أثار الشك في نفس أسمهان التي جذبتها من ذراعها واجلستها على
الأريكة وسألتها بريبة
_ مالك يازينة !
_ مليش ياخالتو مرهقة شوية بس
سكتت أسمهان لبرهة من الوقت وهي تمعن النظر في ملامحها تحاول توقع سبب ضيقها وبؤسها فهتفت بترقب
_ آدم زعلك في حاجة !!
رمقتها زينة بيأس وتمتمت لأول مرة بصوت مبحوح دون خجل أو ارتباك كعادتها
_ خالتو بليز متكلمنيش عن آدم .. أنا وإنتي عارفين إنه مبيحبنيش ومش هيحبني
تنهدت أسمهان وقد ظهرت القوة على ملامحها فقالت بنظرة جانبية لئيمة
_ ومين قالك إنه مبيحبكيش !
وقع أثر جملتها على أذنها وقع الرعد .. حيث حدقت بخالتها في صدمة امتزجت بالفرحة الداخلية والأمل الذي سرعان ما عاد يلمع في عيناها وهي تهتف بتلهف
متابعة القراءة