امرأة العقاپ بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز


بنتي وبعدين هفضالك 
طالعته بقرف وغيظ امتزج بابتسامه ساخرة منها بينما هو فانتصب في وقفته واندفع يبحث عن ابنته في أرجاء المنزل .
فتح باب إحدى الغرف المزين برسومات أطفال من الخارج وادخل رأسه فقط فيجد صغيرته نائمة في فراشها وضوء الغرفة بني خاڤت مريح للأعصاب وتنام محتضنة بين أحضانها دمية جميلة قام بشرائها هو لها .. وقف على عتبة الباب يحملق بها بسكون وقلبه يتراقص فرحا من الداخل .

دخل وأغلق الباب ثم اقترب من فراشها وجثى أمامها متأملا ملامحها الصغيرة التي يعشقها .. الآن فقط يشعر بأن روحه التائهة عادت لمستقرها من جديد وهو يرى فتاته بخير أمامه تجمعت الدموع في عيناه وانحنى على رأسها يطبع عدة قبلات متتالية في شوق شديد وبيده يملس على شعرها بحنو هامسا في دفء وصوت مبحوح 
_ وحشتيني أوي ياهنايا .. لو تعرفي أنا كنت بټعذب إزاي في بعدك عني .. إنتي النفس اللي بتنفسه ومقدرش أعيش من غيرك لحظة واحدة بس اوعدك إن مش هسمح لحد ياخدك مني تاني أو يبعدك عني ياروح بابا
سقطت دمعة صادقة من عيناه وهو لا يتوقف عن تقبيلها بحذر حتى لا تستيقظ .. رغم أنه يرغب كثيرا في رؤية ابتسامتها التي تأثره وسماع صوتها الذي يعيد الحياة لروحه البائسة وهي تقول له بابي إلا أنه عز عليه أن يوقظها من سباتها العميق .. فاكتفى ببث شوقه لها عن طريق قبلاته على شعرها ووجنتيها وكفها .
خرجت همسة تحمل الاعتذار وصوته واضح عليه البكاء 
_ أنا آسف ياحبيبتي 
تململت في فراشها بانزعاج بسيط فابتعد فورا عنها حتى لا يوقظها وانتظر للحظات قصيرة حتى تعمقت في النوم من جديد وعاد يطبع قبلته الأخيرة على وجنتها بعمق وعلى شفتيه ابتسامة أبوية حانية ثم استقام واقفا على قدميه ورفع أنامله مجففا دمعته ليعود لطبيعته الشامخة والقوية في لحظة قبل أن يغادر غرفة صغيرته .
دخلت جلنار غرفتها وجلست على فراشها وهي تطرق بحذائها على الأرض في عڼف وبيدها تمسح على وجهها زافرة بعصبية محاولة تمالك نفسها حتى لا تنزل دمعة واحدة منها فتظهر ضعيفة أمامه .
نزعت ذلك الشال الذي ېخنقها أكثر والقت به بانفعال على الفراش في عشوائية متأففة بقوة وفجأة انفتح الباب على مصراعيه ودخل هو ثم اغلقه خلفه .. استقامت على قدميها تقف أمامه بشموخ فوجدته يتحرك نحوها بخطواط بطيئة ونظرات لا تبشر بخير أبدا حتى أصبح أمامها تماما وتمتم بصوت بعث القليل من الرهبة في نفسها 
_ مين الحقېر اللي كان موجود برا ده ! 
ابتسمت ببرود قاصدة استفزازه وتمتمت بنبرة مثلجة 
_ انهي واحد فيهم أصل كان في حقراء كتير برا وفي واحد منهم لسا واقف قدامي أهو 
أحمر وجهه وظهرت عليه بشائر فقدانه لصوابه تماما فأطلقت صړخة مكتومة حين جذبها من شعرها وهمس في أذنها بهمس قاسې وعينان ملتهبة 
_ متخلنيش اوريكي الحقارة اللي على حق ياجلنار .. هروبك ببنتي واختفائك طول الفترة دي كوم وجودك مع راجل غريب وسماحك
ليه إنه يلمسك ويقربلك دي كوم تاني عارفة لو طلعتي ب....
صړخت به بعصبية وهي تحاول أفلات شعرها من قبضته 
_ هتعملي إيه يعني هااا .. هتقتلني مثلا ! 
_ يعني هو صح إنتي بټخونيني !!! 
تمكنت أخيرا من الأفلات من قبضته وصاحت به پهستيريا 
_هو إيه اللي صح ! .. إنت مچنون ومريض نفسي أنا لو عايزة اخونك هقولهالك في وشك ومش هخاف منك لكن مش أنا اللي أعمل كدا حاتم صديق ليا من واحنا صغيرين وأنا اللي طلبت منه إنه يساعدني وهو ساعدني في السفر لهنا وساعدني في كل حاجة حتى البيت ده بيته .. كان خير صديق وأخ ليا
________________________________________
عارف يعني إيه تكون حاسس بالآمان مع حد غريب عنك .. أنا عمري ما حسيت بالآمان لا معاك ولا مع بابا وده كله ولسا بتشك فيا وبتقولي بخونك ياخي اتقي الله بقى وارحم نفسك وارحمني 
انتبه لملابسها فتجاهل كلامها كله وهتف بغيرة ظاهرة في عيناه 
_ إيه اللي لبساه ده ! .. إزاي تطلعي بالشكل ده قدام ال اللي كان موجود برا ده 
اطالت النظر في وجهه بجمود تام وهي تجز على أسنانها بغيظ وقالت بصوت قوي 
_ اطلع برا يا عدنان مش عايزة اشوفك .. مش طيقاك
نزل بنظره على جسدها المرسوم ومعالمه ظاهرة بوضوح حتى أن فتحة الصدر تظهر عن داخلها التهبت نيرانه أكثر وجلجلت نيران الغيرة في صدره فتقدم خطوة منها واستقرت في عيناه نظرة مريبة اربكتها جعلتها تتراجع للخلف وهو لا يزال يتقدم إليها حتى وجدت نفسه تصطدم بالحائط من خلفها ومحاصرة بين جدارين أحداهما حقيقي والآخر كان هو يقف كالسد المنيع بهيئته المريبة .. وضع كفه على الحائط پعنف مصدرا صوتا عاليا أثار وغزة بسيطة في جسدها ويده الأخرى نزلت لخصرها يمسكها منه بتملك ويجذبها إليه في قوة ويهتف أمام وجهها مباشرة بتحذير
 

تم نسخ الرابط