امرأة العقاپ بقلم ندى محمود
المحتويات
ينقلوها مستشفى تاني خاصة عشان تكون تحت عناية واهتمام افضل
رفعت أناملها الواهنة تجفف دموعها وتتطلعه بلمعة مشاعر مختلفة وابتسامة ممتنة هامسة
_ متشكرة أوي بجد يا آدم أنا مش عارفة اشكرك إزاي على وقفتك جمبي
ضغط على كفها متعمدا يبتسم بعبث بسيط ويغمغم في مداعبة جميلة
_ أنا مش بعمل كدا عشان تشكريني .. ومكنتش هقدر اسيبك أصلا في الظروف دي الصراحة .. معرفش ليه بس أول ما عرفت إنك في المستشفى جيت فورا
_ مكنتش اعرف إني مهمة أوي كدا !!
رفع يده يحك عنقه بتفكير ثم يسير خلفها متمتما بمداعبة لطيفة حتى يخرجها من مود الحزن قليلا
_ لا مش اوي يعني .. ممكن تعتبريها جدعنة مني
اكتفت بتلك الابتسامتها المنطفئة التي تظهر فوق ثغرها دون أن تجيب وفتحت الباب حتى يغادروا وفور خروجه أغلقت الباب جيدا ثم نزلوا واستقلت بالسيارة معه من جديد ليعود بها لجدتها ! ...
كانوا جميعهم حول طاولة الطعام أخيرا بعد غيابه لسنوات عنهم هاهو يعود ويشاركهم الطعام من جديد والحديث والضحك وكل شيء كما اعتادوا .
لكن منذ أن عاد بالأمس واستقبلته أمه وشقيقته بالسعادة والعناق والترحيب الحار وسط بكائهم وفرحتهم بعودته لهم إلا أنهم شعروا بأن به شيء غريب وكأنه شيء عكر مزاجه وانتشل البهجة من على وجهه .
_ هشام ياحبيبي مش بتاكل ليه !!
لم يرفع نظره عن الصحن إلا حين أجاب على سؤالها بسؤال آخر كان له أثره عليهم هم الاثنين
_ خبيتي عليا ليه أنها اتخطبت يا ماما !
_ محبتش ازود همك ياحبيبي احنا عارفين كويس إنت سافرت ليه أساسا فمكنش ليه داعي اقولك وازيد ۏجع قلبك
هشام پغضب بسيط وصوت مرير
_ أنا راجع عشانها .. كنت هسيب كل حاجة ورايا ومش ههتم بأي شيء .. وكنت ناوي اطلب أيدها .. وامبارح لما عديت عليهم وشوفتها شوفت الدبلة في أيدها .. فكرك كدا إني ارتحت بالعكس حسيت بسكاكين في قلبي ياريتك قولتيلي قبل ما آجي
_ آه اقولك عشان تغير رأيك ومتجيش .. إذا كان إنت بنفسك بتقول رجعت عشانها .. مقولتلكش ياهشام وخبيت عنك ولو رجع بيا الزمن هعمل كدا تاني
ثم استقامت واقفة وهرولت مسرعة للداخل
________________________________________
بينما ألاء فاخذت تنقل نظرها بين أخيها وبين أثر أمها بالخلف التي اختفت داخل الغرفة وتلوى فمها بضيق وحزن .. أصابتها وغزة بسيطة بجسدها حين شعرت بصوت الشوكة الشديد يرتطم بالصحن ثم يهب أخيها واقفا هو الآخر ويتجه نحو باب المنزل ليغادر تماما !! ....
بينما تقف بالمطبخ تقوم بتحضير كوب لبن صباحي لها وعقلها شارد به وأين قد يكون ذهب .. انتفضت بفزع
على أثر صوت صفع باب المنزل فسقط من يدها كوب اللبن لينسكب على الأرض وتتناثر جزئيات الزجاج الصغيرة في الأرض بأكملها ولسوء حظها أنها لم تكن ترتدي الشبشب المنزلي فضغطت بالخطأ فوق قطعة زجاج .
انطلق من بيت شفتيها تأوها مرتفعا پألم كان أشبه پصرخة ودقيقة بالضبط فور ما حدث رأته يدخل المطبخ ويقف على مسافة بسيطة منها هاتفا باستغراب
_ حصل إيه !
لم يحصل على الرد منها فكانت تمسك بقدمها وتأن پألم مغمضمة عيناها بقوة ويسقط من قدمها قطرات دماء اندفع نحوها مسرعا بقلق وحملها فوق ذراعيه فورا هاتفا في حدة ولهجة صارمة
_ ادي نتيجة إنك واقفة من غير الشبشب !!
صاحت به پغضب ممزوج بتأوه صدر منها
_ متتعصبش عليا
لم يجيب عليها وتجاهلها تماما حتى وصل للغرفة فأجلسها فوق الفراش واتجه نحو الحمام يجلب منه المعقم واللاصق الطبي والقطن ثم يعود إليها ليجثى أمامها على الأرض ممسكا بقدمها ويمد أنامله لكي يسحب قطعة الزجاج فشعر برتعاشتها البسيطة في خوف .. لانت نظراته وكذلك نبرته ليغمغم في حنو
_ هتوجعك لازم معلش استحملي
أغلقت على عيناها بقوة وبعد ثواني انطلقت منها آها عاليا پألم عندما شعرت به يسحبها ثم بدأ بتعقيم جرحها ومسح الډماء برفق ورقة شديدة .. وهي تتأمله دون حركة رأته منزعجا وربما سيتعمد تجاهلها والابتعاد عنها اليوم
متابعة القراءة