امرأة العقاپ بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز


ويهمس أمام وجهها باسما بعاطفة جديدة 
_ وكيف يتخلى العقاپ التائب عن زهرته الحمراء !
تطلعت في عيناه مدهوشة .. لم تكن أبدا تتخيل أنه مازال يتذكر تشبيهها له بطائر العقاپ .. هي لا تذكر أساسا أنها أخبرته بذلك سوى مرتين أو ثلاثة فقط .. فانطلقت فوق شفتيها شبه ضحكة خاڤتة امتزجت ببعض الخجل لتجيبه هامسة 

_ لسا فاكر !
هز رأسه بالإيجاب واتسعت ابتسامته أكثر .. طال اقترابهم ووضعهم هكذا لثلاث دقائق تقريبا كل منهم يستشعر دفء
الآخر ويستنشق أنفاسه الدافئة .. علق نظره على ابتسامتها الساحرة برغبة .. تجاهل ذلك الصوت الذي يلح عليه بأن لا ينفذ ما يدور بمخيلته .. فمؤكد أن النتيجة لن تكون محببة .. ډفن الصوت ولم يبالي به وتدريجيا تلاشت ابتسامته وهو يميل عليها حتى ينل ما يرغب به .
هامت ووهنت فاللحظة كانت ستسقط رايتها وتعلن انهازمها إلا أنها استعادت وعيها المفقود باللحظة الأخيرة ودفعته ثم وثبت واقفة من الفراش تصيح به بغيظ 
_ مستغل وعايز تستغل كل فرصة بس بعينك تطول حاجة .. في حدود بينا متتعدهاش .. ومتنساش إني لسا مسامحتش ويمكن مسامحش 
تعجب من انفعالها المفاجيء وثورانها لكنه مسح على وجهه متأففا يستغفر ربه بخنق .. ليجدها تسحب وسادة وټحتضنها إلى صدرها وتسير لخارج الغرفة .. حدجها بغيظ وهتف بحدة 
_رايحة فين !! 
_ هنام مع هنا في اوضتها 
هتف مغتاظا بلهجة ساخرة ومرتفعة بعد أن انصرفت 
_ مش عايزة تاخدي البطانية معاكي كمان !
لم يسمع رد منها وفقط سمع صوت باب ابنته المجاور لغرفتهم وهو ينغلق .. فتأفف بنفاذ صبر وتمدد على الفراش يعدل من وضيعة وسادته في عڼف ويهتف وهو يمد ذراعه ليطفيء الضوء 
_ خلصنا من متلمسنيش دخلنا في الحدود !! .. اووووف
وصل إلى طابق شقتها ووقف أمام الباب ثم رفع كفه يطرق بقوة .. ثم ينزل يده وينتظر للحظات وحين لم يجد رد يعود ويطرق من جديد حتى انفتح الباب فجأة على غرة .. ووجدها تتطلع إليه بابتسامة خبيثة ترتدي ثوب أزرق قصير يصل فوق الركبة ومن الأعلى يظهر من جسدها أكثر مما يخفي .
لاحظت تسمره وهو يتفحصها بنظراته فقبضت على ذراعه وجذبته للداخل ثم أغلقت الباب .. وقبل أن تهتف بكلمة كان هو يهتف بعصبية 
_ ايه اللي عملتيه مع زينة ده وازاي تتكلمي معاها أساسا 
اقتربت منه بدلال ثم مدت أناملها تعبث بلياقة قميصه متمتمة بسخرية 
_ قولت لازم اباركلها ياحبيبي 
رائد پغضب وهو يزيح يديها عنه 
_ملكيش دعوة بيها خالص 
أعادت أناملها مرة أخرى ولكن هذه المرة تمررها بمكر وحركات مدروسة 
_ طيب متعصبش نفسك كدا .. متخفش مش هقولها على اللي بينا أكيد .. بس لعلمك البنت دي ذكية وهتكتشف وحدها 
رائد بلهجة محذرة 
_ مش هتعرف لوحدها ولو عرفت يبقى مفيش غير حاجة واحدة بس وهي أن حد قالها وصديقني لو ده حصل ه ......
_ الله ما قولتلك مش هقولها .. هو إنت جاي عشان تحذرني وبس يعني ! 
لمس الغنج واللؤم في نبرتها فابتسم بمشاكسة وعيناه تدور على كل جزء بجسدها ثم تمتم 
_ على حسب 
تدللت أكثر ورفعت نفسها لمستواه تطبع قبلة ناعمة فوق وجنته هامسة 
_ طب وكدا 
انحنى وحملها فوق ذراعيه يستدير ويسير بها تجاه الغرفة وهو يقول بابتسامة لعوب 
_ لا كدا نبقى نفكر جوا بقى 
انطلقت منها ضحكة وضيعة بصوت مرتفع .. بينما في تلك الأثناء كان صوت رنين هاتفه يرتفع ولكنه لا يهتم له دون حتى أن يعرف هوية المتصل الذي كان زينة !! .
في صباح اليوم التالي ........
خرجت مهرة من مقر الشركة بعد انتهاء دوامها اليومي في العمل .. وكانت تسير وعيناها في حقيبتها تعبث بها بيدها بحثا عن الخاتم الخاص بها بعدما نزعته من إصبعها والقت به في الحقيبة دون اهتمام .
اخرجت يدها أخيرا ومعها الخاتم وهي تبتسم بانتصار وبتلقائية اعتدلت في سيرها ورفعت رأسها تنظر للطريق أمامها لكنها تجمدت بأرضها وفرت الډماء من وجهها بزعر يقف على الجانب الآخر من الطريق وينظر لها بشيطانية ووعيد حقيقي .. لطالما كانت تخشى تلك النظرات ومازالت حتى الآن لا تغادر ذاكرتها ازدردت ريقها بړعب وقد بدأت يدها ترتجف وبحركة تلقائية تقهقهرت للخلف حين رأته يقترب ليعبر الطريق ويصل إليها .. فالتفتت هي إلى الشركة الآن ذلك المكان هو الملاذ الوحيد لها هرولت ركضا تعود للداخل دون أن تتلفتت برأسها للخلف حتى من
________________________________________
فرط رعبها .
دخلت الشركة واسرعت تركض فوق الدرج .. وبتفكيرها لا يوجد شيء سوى أنه يلحق بها الآن .. تخشي أن تلتفت برأسها فتجده بوجهها .
وصلت إلى الطابق الثالث الذي تعمل به وبدون تفكير لا تعرف لما قادتها خطواتها المتعثرة تجاه مكتب آدم .. أسرعت إليه وفتحت الباب ثم دخلت واغلقته خلفها ووقفت تلتصق بالباب وتلهث بقوة ويداها ترتجف فوق المقبض .
ضيق آدم عيناه مدهوشا من دخولها المفاجيء دون أي أذن
 

تم نسخ الرابط