امرأة العقاپ بقلم ندى محمود
المحتويات
تقولي لآدم ومتقوليش ليا
_ أنا مقولتش لآدم هو اللي صمم إني اقوله لأنه كان شاكك في تصرفات فريدة زيك وزي وزينا كلنا ولما حس إني عارفة حاجة أصر إني اقوله
أخذ نفسا عميقا محاولا السيطرة على انفعالاته واجابها بشبه ابتسامة ساخرة ظهرت على شفتيه
_ طبعا إنتي شمتانة فيا دلوقتي !
هزت رأسها بالنفي بعد لحظات عابرة من الصمت وهدرت
رمقها بنظرة مطولة وآخر كلماتها تردد في أذنه بقينا متعادلين .. ألقت الغاز بتلك الكلمات وكان يتوجب عليه هو إيجاد الحل .. هي من أعطته الخير ولم تأخذ سوى الشړ .. منحته الحب وحصلت على الكره .. وحين لجأت لأبيها طعنها بظهرها وسلمها له عقدوا اتفاقيات دنيئة بينهم حتى يحصل هو عليها ويحصل أبيها على أمواله ومكانته .. هم الآن في خط التعادل فعليا ولكن الحقيقة أنها هي الرابحة ! .
_ أنا آسف
........
_ الفصل الخامس والعشرون _
لأول مرة تسمع تلك الجملة منه .. هل حقا يعتذر منها !! .. والآن !!! .. رغم أنه اعتذار ليس بوقته تماما وأنه كان عليه أن يفعله منذ وقت طويل إلا أنها تطلعت في عيناه فرأت الحزن والأسف الصادق نبرته العذبة لا تزال تتردد في أذنها .. طالت النظرات بينهم حتى قطعت هي اللحظة وهمست بهدوء
كان ذراعه لا يزال حول خصرها وبيده الأخرى أمسك بكف يدها يحتضنه بين كفه الضخم هامسا في ندم
_ على كل حاجة .. انتي عندك حق أنا فعلا أناني ودلوقتي بدفع تمن انانيتي دي
لمسة يده اذابت الكثير وأثرتها بسهولة لا تصدق أن من يقف أمامه هو عدنان صاحب القلب المتحجر .. هل يعترف لها بخطأه حقا ! .. يبدو أن حقا الخړاب الذي خلفته تلك المشؤومة لم يكن هينا .. لمعت عيناها بالعبارات وردت عليه في ابتسامة تحمل القليل من السخرية مع الكثير من الألم
عدنان بصوت خاڤت وجميل
_ عارف إني اتأخرت بس حبيت أوضح ليكي ندمي حتى لو بمجرد كلمة .. كنت زي الأعمي ودلوقتي فتحت عيني وبدأت اشوف حجات كتير مكنتش شايفها
رغم سعادتها بكلماتها لكنها لن تخنث وعدها مع ذاتها .. ستستمر في تنفيذ العهد حتى يحين الوقت المناسب تفهم جيدا ألمه وندمه أنه فضل الأخرى عنها .. لكن ماذا إن كانت هذه مجرد مشاعر زائفة خرجت منه بلحظات عجزه وحزنه عندما شعر بحاجته لها .. هل سيتراجع ويتخلى بعد أن يستعيد رباطة جأشه أم سيستمر أثر الكلمات في الوجود والتجديد .. لا تعرف ويأسفها الاعتراف أنها تخشي الوثوق به ! .
_ فاهمة ياعدنان .. بس أنا من وجهة نظري ياريت نأجل الكلام في الموضوع ده بعدين .. إنت دلوقتي مرهق وتعبان وأنا كمان عايزة أنام
ليس أحمق حتى لا يقرأ في عيناها نظرات الحزن وعدم الثقة .. لا تثق بكلامه وربما لا تصدقه حتى ولن يلومها فلديها الحق .. وكيف تأتي الثقة بين علاقة مبنية على اتفاقيات ورقية منذ البداية ! .
لم يضغط عليها ولم يتفوه بحرف آخر فقط ابتسم بدفء وانحنى عليها قليلا يطبع قبلة رقيقة على جانب جبهتها هامسا
_ تصبحي على خير
بادلته الابتسامة لكن بأخرى باهتة وابتعدت من أمامه بعد ثلاث ثواني بالضبط واتجهت إلى فراشها تسطحت عليه وتدثرت بالغطاء وهي توليه ظهرها وتحدق بالفراغ أمامها في سكون تام .. تشعر بحركاته وهو يرتدي ملابسه دون أن تراه وبعد دقيقتين بالضبط سمعت خطوات قدمه تتجه نحو الباب وباللحظة التالية كان يفتح الباب
متابعة القراءة