امرأة العقاپ بقلم ندى محمود
المحتويات
لداخل المعرض وتقول
_ تعالى هقولك جوا
دخل خلفها وهو يبتسم بحيرة فوجدها تجلس فوق أحد المقاعد وتجذب الطاولة الصغيرة أمامها ثم تبدأ بإخراج علبة بلاستيكية صغيرة شكلها رقيق وتضعها على الطاولة وهي تقول بحماس
_ عملت ورق عنب وقولت لازم تدوقه فجبتلك معايا منه عشان تدوقه وتقولي رأيك
قهقه بصوت عالي على طريقتها وقال
بنظرات مشتهية
_ طال والله انتي بنت حلال .. تعرفي كان نفسي فيه
_ يلا ياعم عد الجمايل بقى
اقترب وجذب مقعد آخر ليجلس قبالتها ويفتح العلبة ثم يلتقط الشوكة الموضوعة بالداخل ويغرزها في واحدة ثم يرفعها لفمه ويأكلها ظهر الإعجاب على وجهه بعد أن تذوق طعمه ثم القى بالشوكة على الطاولة وقال ساخرا
لا شوكة ايه بقى ده مش عايز شوكة
خرج صوتها الرقيق وهي تقول برقة
_ عجبك
أجابها وهو يأكل بنهم واستمتاع
_ اممم جميل أوي يازينة .. انتي اللي عملاه
ابتسمت باستحياء وقالت بخفوت
_ أيوة
_ تسلم ايدك
اتسعت ابتسامتها وبقت تتأمله وهو يأكل وعيناها تطلق شرارات العشق وبذهنها تعصف أفكار منحرفة .. لكم تود معانقته الآن وتقبيله لكن لو قتلوها لن تفعلها بالتأكيد لماذا لا يفعلها هو !! .
_ ب .. بالهنا والشفا
هز رأسه بابتسامة بسيطة ثم قال بجدية
_ اخبار كليتك إيه
_ أهو فاضل شهرين وامتحن واتخرج واخلص خالص
آدم بنبرة رزينة ورائعة
_ هانت خلاص شدي حيلك واستحملي الشهرين دول
_ الله جميلة أوي اللوحة دي يا آدم
الټفت برأسه للخلف ينظر إلى ما تنظر إليه ثم عاد برأسه إليها مرة أخرى وقال بغمزة
_ اعتبريها هدية مني ليكي في احتفالية المعرض
_ بتهزر !!
_ لا طبعا مش بهزر .. طالما عجبتك يبقى حلال عليكي
وثبت واقفة ومن دون أن تشعر وجدت نفسها ترتمي عليه ونعانقه وهي تهتف كالمتغيبة عن الواقع
_ ميرسي أوي يا دوما بجد
فور انتهائها من جملتها علت الصدمة الحقيقية لمعالمها وهي لا تزال متعلقة برقبته فعلتها .. عانقته كيف !! يبدو أنني فقدت عقلي .. ارتدت للخلف بسرعة وقالت بنظرات زائغة وصوت مرتبك ومتلعثم
ابتسم آدم بطبيعية وقال بعذوبة ومرح محاولا امتصاص خجلها رغم أنه هو أيضا اندهش من فعلتها ولم يكن يتوقعها أبدا
_ في إيه عادي يابنتي .. تعالي هفرجك على بقية اللوح اللي جوا
هزت رأسها بالنفي وقالت بتوتر ملحوظ
_ لا لا أنا همشي عشان متأخرش
_ مټخافيش أنا هوصلك
_ خليني امشي افضل احسن أنت عارف خالتك لما بتتعصب وأنا قولتلها إني مش هتأخر
تنهد بهدوء وقال بلطف
_ طيب براحتك يلا هوصلك
هتفت برفض سريع ولهجة خجلة وقد ارتفعت الحمرة لوجنتيها
_ لا مش عايزة اتعبك أنا هروح وحدي
آدم بصوت رجولي خشن وحاد
_ مش هسيبك تمشي وحدك طبعا يازينة يلا بلاش كلام كتير وشكرا على ورق العنب
لانت نبرته في جملته الأخيرة لتظهر بشائر الابتسامة على ثغره وهو يقولها فتبادله الابتسامة بأخرى مضطربة دون أن تجيب ! .
استقامت جلنار واقفة من على الأريكة بعدما سمعت صوت طرق الباب جففت دموعها التي لم تتوقف منذ مكالمتها مع عدنان .. حملت ابنتها النائمة على قدميها وذهبت بها إلى غرفتها لتضعها على فراشها برفق ثم دثرتها بالغطاء وعادت للخارج في اتجاه الباب .
فتحت الباب وهي تقف بثبات لتواجه أمامها حاتم الذي كان يبتسم باتساع ولكن تلاشت ابتسامته تدريجيا عندما رأى وجهها الشاحب وعيناها المنتفخة من أثر البكاء ودخل فورا ثم اغلق الباب وقال بزعر
_ مالك ياجلنار
تكلفت الابتسامة وقالت بصوت جاهدت في إخراجه طبيعيا
_ مفيش حاجة مرهقة شوية بس ياحاتم .. تعالى نتكلم جوا
ثم سبقته هي بالسير إلى الداخل وكان هو خلفها ثم جلس بجوارها على الأريكة وقال باهتمام ونبرة حانية
_ احكيلي في إيه !
تنفست الصعداء بخنق وقالت بخفوت
_ عدنان كلمني
قطب حاتم حاجبيها باستغراب فكيف اتصل بها ورقمها تغير منذ أن جاءت هنا .. هتف بحيرة
_ اتصل بيكي إزاي يعني !!
_ على الانترنت شاف صورنا في عيد الميلاد وكلمني واټخانق معايا
رمش بعيناه عدة مرات في عدم فهم ثم اعتدل في جلسته وقال بهدوء ونبرة بدأت تتحول للغلظة
_ واحدة واحدة ياجلنار .. صور إيه اللي شافها وإزاي شافها وعرف يكلمك على الانترنت إزاي أصلا !!!
أحست بأن دموعها على وشك الانهمار مجددا فشدت على محابسهم وقالت بثبات مصطنع
_ واضح إن في حد اخدلنا صور ليا أنا وأنت وبعتها ليه وهو اټجنن طبعا لما شافها وافتكرني بخونه
ظهرت الغيرة في عينان حاتم الذي قال پغضب
_ ما يتنيل يفتكر اللي يفتكره .. إنتي زعلانة ليه مش هتطلقي منه لما ترجعي إيه اللي مضايقك
جلنار باستياء
_ لازم اضايق ياحاتم .. لما يتهمني بحاجة زي كدا يبقى لازم اضايق أنا من ساعة ما اتجوزته ومبصيتش
متابعة القراءة