امرأة العقاپ بقلم ندى محمود
المحتويات
الغالية
خرج من الحمام الملحق بغرفته وقد ارتدى ملابسه كلها أسرعت إليه ووقفت أمامه تهتف باستياء بسيط
_ عدنان إنت لسا تعبان ومينفعش تطلع من المستشفى .. الدكتور قالك إن حالتك بقت كويسة الحمدلله بس كمان قال لو هتخرج من المستشفى يبقى لازم يكون في اهتمام في البيت وترتاح تماما والأفضل كمان إنك تكون هنا تحت رعاية الدكاترة
_ قولتلك أنا كويس يا جلنار .. وبعدين أنا مبحبش المستشفيات ولا
________________________________________
جو الدكاترة ده وإنتي عارفة ده يعني في بيتي هرتاح اكتر
جلنار بعصبية شديدة
_ اشك إنك هترتاح الصراحة .. لازم يكون في اهتمام بنوعية الأكل وبعلاجك وكمان راحتك التامة وإنت في البيت مش هتلتزم بأي حاجة من دول
_ طيب ما إنتي موجودة وهتهتمي بيا أنا واثق
تجمدت معالم وجهها وطالعته بعينان تطلق علامات استفهام في عدم فهم ثم رفعت سبابتها تشير لنفسها بحيرة
_ أنا !!!
_ أيوة إنتي !
جلنار بتعجب ملحوظ في نبرتها ونظرتها
_ طيب ما أنا مش هكون موجودة .. إنت هتروح تقعد مع مامتك في البيت !
_ مين اللي قال كدا .. أنا هقضى فترة تكملة علاجي مع رمانتي وبنتي
لحظات أخرى مرت من السكون التام المهيمن عليها .. لكن هذه المرة كانت تتطلع إليه بذهول فخرج صوتها بازدراء وعدم تصديق
_ يعني إنت هتسيب فريدة وتقعد معايا أنا !!!
اختفت الابتسامة من على وجهه فور ذكرها لاسم فريدة وتحول من المرح والمشاكسة إلى الحزم وهو يجيب عليها
استدار وسار مبتعدا عنها فهرولت خلفه وامسكت بذراعه تديره إليها وتهدر بجدية واستغراب
_ استنى هنا .. إنت امبارح تقولي أنا مش عايز جلنار القديمة وبتتصرف بطريقة غريبة من امبارح وبليل تعالي نامي جمبي عشان مش هترتاحي على الكنبة ودلوقتي هقعد معاكي إنتي .. هو في إيه بظبط !!
_ مفيش حاجة إنتي شايفة إن تصرفاتي غريبة لكن في الواقع هي طبيعية جدا
ضحكت بصوت عالي وردت عليه مستهزئة بانفعال
_ لا والله طبيعية !! .. ولما هي طبيعية مكنتش بتتصرف معايا من بدري زي كدا ليه !
_ إنتي غاوية نكد على الصبح يعني !
احتدمت نبرتها بشدة ولا تعرف لماذا شعرت بوغزة ألم في قلبها فردت عليه بثبات وقوة
خرج عن إطار هدوئه المزيف وصاح بها منفعلا پغضب هادر
_ محامي وطلاق إيه ده على الصبح اللي طب في دماغك .. وبعدين احنا مش هنخلص من الزفت الطلاق ده !! أنا صبري ليه حدود
غامت
عيناها بالعبارات وظهر الألم فيهم فكلماته لا تزال تتردد في أذنها حتى الآن تشعرها بكسرة النفس والعجز .. سقطت دمعة حاړقة على وجنتيها وهي ترد عليه بصوت مبحوح
_ وأنا كمان صبرت واستحملت كتير بس عشان ....
توقفت للحظة عن الكلام دون أن تكمل جملتها وعادت تكمل كلامها
_ بس حتى أنا صبري ليه حدود ياعدنان .. وإنت عارف كويس أوي إيه اللي وصلني للحالة دي وخلاني اطلب الطلاق .. فبلاش تمثل عليا دور الاهتمام والحب المزيف ده لأنه مبقاش يفرق معايا
انهت كلامها واندفعت إلى خارج الغرفة بأكملها وتركته .. فمسح هو على وجهه متأففا بضيق يقسم لها أنه حاول أكثر من مرة أن يلبي رغبتها في الانفصال عنه .. لكنه يفشل في كل المحاولات لسبب قد لا يعرفه .
وصلت أمام باب غرفة أسمهان وطرقت عدة طرقات خفيفة حتى سمعت صوتها يسمح للطارق بالدخول ففتحت الباب ببطء ودخلت رأتها قد ارتدت ملابسها وتستعد للخروج فابتسمت فريدة وسألت بخبث
_ رايحة لعدنان في المستشفى
أسمهان دون أن تنظر لها
_ أيوة
تحركت فريدة بخطواتها المتريثة نحوها وهي تهتف بعينان ناقمة
_ بس عدنان طلع من المستشفى وراح عند بنت الرازي
ردت أسمهان بعصبية
_ نعم !! .. يعني إيه راح عند جلنار وليه مجاش هنا
_ من وجهة نظرك ليه ياترى !
كانت جملة مدروسة تماما من افعى تسير على خطا ثابتة لتحقيق نوياها .. بينما أسمهان فصاحت بغيظ وغل
_ وهي فاكرة إني هسيبلها ابني الحقېرة دي
قررت فريدة بالقاء ورقتها النهائية والرابحة وهي تقترب أكثر من أسمهان وتهمس بصوت يقارب إلى صوت فحيح الأفعى
_ أنا عارفة إنك عايزة تخلصي مني وإنك طول السنين اللي فاتت بتمثلي الحب قدامنا بس أنا كمان كنت عارفة إنك مش طيقاني ومستنية الفرصة اللي تخلصي فيها مني .. بس لو فكرتي بذكاء اكتر شوية هتشوفي إن مش أنا خالص اللي عدوتك بالعكس احنا الاتنين عندنا نفس الهدف .. إنتي عايزة ابنك وأنا عايزة جوزي يرجعلي وعلى الأقل أنا مكنتش باخده منك لكن
متابعة القراءة