رواية شيرين

موقع أيام نيوز

لمن رأته أول مرة بمكتبه شعرت بإنزعاجه بعد أن حاول أن يخبرها بما يكنه صدره إليها ولكنها غضبته كثيرا وبالرغم من هذا علمت شيرين ما عليها فعله جيدا.
توجهت حتى تواجهه ونظرت لرماديتاه ثم أقتربت منه وهو لا يحرك ساكنا فقط ينظر لها نظرات باردة وقد اسودت رماديتاه 
متقلقش دقني لسه معانا وقت كتير وأنا مش هاروح النهاردة بدري أخبرته ببسمة عذبه ثم قبلت وجنه بلطف وكوبته بيدها الرقيقة يالا تعالى معايا همست برقة ثم أمسكت بيداه كي يعودا للداخل وأخذت سترته وساعدته في إرتدائها مرة أخرى ثم أخذت ربطة عنقه ونظرت له بخجل بينما تعقدها له وهي تلاحظ نظراته بدأت أن تلين ويعتريه التعجب مما تفعله. 
امسكت بيده ثم توجها للخارج وبعد محاولات من زينة كثيرة حتى يشرع في تقطيع كعكة ضخمة جعلته يفعلها حاول التظاهر بأنه طبيعي وبخير ولكن زينة تعلم أن هناك شيئا ما به وكذلك شيرين كانت متأكدة أن هناك شيئا ليس بخير..
حاول آدم الوقوف بجانب الحضور كي لا يفتعل أية جدالات مع زينة وكان مراد بجانبه ولكن لم يستمع لأحد كان شاردا طوال الوقت حتى عندما علت الضحكات لم يستطع ملاحقة الحديث فقرر أن يتوارى عن الأنظار مرة أخرى.
شعر بالاختناق مثلما لم يفعل بحياته لا يعلم ماذا يقول لأحد كيف سيتحدث معها لا يدري ماذا يحدث له كل شيء غير مرتب بعقله مثلما تعود دائما يشعر أن هناك

شيئا ما سيحدث ولكن لا يعلمه فكر بجواز السفر التي كانت ممسكة به عندما كان يراقبها ما زال أيضا متعجبا كيف قبلته هكذا لماذا أصبحت لطيفة للغاية معه وإذا تغيرت تجاهه لماذا أيضا لم تجيب عليه هذا الصباح
تمزق عقله مفكرا في كل شيء متعلق بشيرين ولم يدري منذ متى كانت تقف أمامه بغرفته وبماذا تتحدث
أنت كويس سألته برقة فنظر لها ولم يدري بم يجيبها فابتسمت له ثم توجهت نحوه وسألته ممكن أطلب منك حاجة فأومأ لها بالموافقة عايزة اتمشى معاك شوية ممكن أخبرته بينما الخجل يبدو عليها فتبسم لها ثم توجها للخارج وساد بينهم الصمت.
كان الوضع هذا جديدا عليهما فهي لم تراه هكذا من قبل صمت تام بدون ڠضب بدون نقاش أو جدال الخۏف يمزقها من أن يعلم شيئا عن خطتها التي كانت تعد لها منذ شهور ولا تفصلها عنها إلا ساعات قليلة. 
آدم لم يشعر هكذا من قبل تملؤه الحيرة والإحباط في آن واحد ولكنه لن يتحدث لها بشيء مرة أخرى سينتظرها هي أن تبدأ بالحديث بعد تفكيره بما حدث صباح اليوم وما حدث منذ قليل قد كان هذا كافيا كي يجرح كبرياء آدم رأفت!
حاولت التفكير كيف عليها أن تتحدث له وكيف تبدأ بالحديث عجبتك الحفلة حمحمت ونبرتها متوترة فلم تجد منه إلا إماءة بالموافقة وصمته المعهود مازال قائما.
ممم.. ولكنك مسألتنيش انا جيبتلك ايه! أخبرته بعد برهة من التفكير لكسر هذا الصمت
مش عايز حاجة أخبرها ببرود
بس النهاردة عيد ميلادك وفيه حفلة و..
أنا عمري ما اهتميت بالحاجات دي.. قاطعها ولكنها كانت مصممة
عموما أنا جبتلك حاجة ونفسي تعجبك بالرغم من بروده الذي تعودت عليه أخرجت صندوق هدايا صغير ثم قدمته له فتناوله منها ثم وضعه بجيب سترته بعد اهتمام 
مش هتشوف جواه ايه سألته بعفوية بينما توقفا عن السير ولم تجد إلا رماديتها تخترق عيناها پغضب فبدأت بالتوتر والقلق من رد فعله الغريب وتعالت أنفاسها لا تعلم لماذا بينما اقترب منها ولم تستطع
ملاحظة ماذا يفعله.
تناول الصندوق الصغير من جيبه بعصبية مبالغ بها ومزق الغلاف وما زال ينظر لها وهي لا تدري لماذا أصبحت خائڤة هكذا وتمنت أن ينظر في اتجاه مخالف حتى نظر لهديتها فحاولت استجماع قوتها ثم تحدثت 
أأنا عارفة إن أكيد عندك ولاعات كتيرة بس أنا كان نفسي اجيبلك حاجة تفضل معاك على طول ففكرت أنك دايما مبتستغناش عن ولاعة معاك و.. ممم... أنا بحب الدهب الأبيض وعملتها مخصوص ليك أخبرته وأطلقت زفرة بتوتر وقلق بينما ينظر هو للقداحة المحفور عليها اسمه من الوجهان قد أعجبته كثيرا ولكنها لا تدري ما الدافع وراء غضبه هذا من الهدية وظنت أنها لا تعجبه فنظر لها مرة أخرى ثم وضعها بسترته ووجه له ظهرها وكاد أن يذهب ولكنها صاحت عن بعد
أيه معجبتكش! سألته بحزن بينما هو توقف بمكانه لدقيقتان ولم يلتفت إليها محاولا السيطرة على نفسه 
ليه كل العصبية دي ليه بتعاملني كده عملتلك ايه عشان المعاملة دي منك أنا بحاول على قد ما أقدر إني معصبكش ولا أضايقك بحاول أشوفك مبسوط ليه يا آدم مصمم على طريقتك دي معايا! صاحت به بعصبية هي الأخرى بنبرة امتلئت بالنحيب وبدأت في البكاء بعد أن أحست أنها لن تستطيع أن تتحمل أكثر من مزاجيته التي لم تستطع تفسيرها مما جعله يغضب هو أكثر ولكنه يكره أن يراها هكذا
تم نسخ الرابط