رواية شيرين
المحتويات
يلاحظ أنها تختنق غير من شهقاتها المتوالية للبحث عن الهواء فأخفض يده عن جيدها لتتنفس هي وتسعل ولكنه لم يهتم!
دلوقتي هسيبك ټشتمي زي ما أنتي عايزة هتتحايلي عليا إني ابطل وابعد عنك ومحدش هيقدر يلحقك مني وابقي وريني بقا هتمشي وتسبيني ازاي أخبرها بخبث وقسۏة ثم احتدت رماديتاه تماما التي تقتلاها خوفا وقد لمعتا ببريق مرعب
هو ازاي بيبقا عصبي ومفتري كده وبعدين فجأة يبقا شخص مسالم! تنهدت بعمق لتجد حلا كي تستطيع أن تنجو معه على الأقل للفترة القادمة رفضت فكرة أن تخضع له لأنها حتى بعد أن توسلت له لم يبالي بها ولم يكترث لدموعها واڼهيارها أمامه تذكرت عندما أستيقظت لتجده ببروده وغموضه المعهود فلم تعلم ما هي خطوته القادمة ولا بماذا يفكر..
انهالت دموعها رغما عن إرادتها وتعالت أنفاسها وشعرت بلين ذراعيه حولها وتحركه بجانبها مما أعطاها المساحة لتطلع لملامحه التي تعشقها ورآت تقاسيم وجهه تصرخ بالآلام منزعجا وجبينه يتعرق
سامحني يا حبيبي بالكاد همست كي لا يسمعها ثم توجهت نحوه أكثر لتمسح على شعره الأسود الفوضوي وقد التصقت بعض الخصلات بجبينه بسبب تعرقه لتبعده وتجفف عرقه بيديها ليبدأ بإدراك أنها بجانبه.
مش هامشي يا آدم.. أنا جنبك تحدثت بجانب أذنه ثم نظرت له لترى رماديتاه الصافيتان يحدقان بها ورآت الذعر بهما
نهض مبتعدا عنها بعد أن أمعن النظر لوجهها لثوان وهو يشعر بشيء غريب قد اعتراها توجه للحمام كي يخبأ مشاعره التي قد تضاربت بداخله فجأة لا يدري ماذا يعني الحلم الذي رآه بمنامه ولا لما تحدثت شيرين هكذا وعانقته هل تعني ما قالته حقا أم ستعود لتغادر مرة أخرى إلي أين تريد أن تذهب بمعاملتها له بهذه الطريقة الآن أتريد خداعه أتريد أن تفقده عقله
مش انا اللي هتقدري تخدعيه بسهولة أنا عارف إنك مخبية عليا حاجة وهاكتشفها.. هنشوف يا شيرين!! وهو يفكر كيف سيتصرف معها فبعد ما أخبرته لتوها ليس هناك سببا كي يعاملها معاملة سيئة أو أن يظل محاصرا اياها هنا كره ما فعله بها أمس وشعر بالندم لما قد رآه وما تعرضت له بسببه وبسبب غضبه وفقده لسيطرته..
بدأ في تخليل شعره الأسود بيداه الاثنتان مغمضا عيناه بهدوءه المعتاد ولكن بداخلة زوبعة من التفكير والأسئلة التي لم ولن يجد لها اجابات.. حاول السيطرة على نفسه قليلا ونفض تلك الأفكار من رأسه ولكن دون جدوى! تذكر كل شيء منذ يوم مغادرتها إلي يوم أن رآها بعملها.. تذكر كيف أهمل حياته وأعماله من أجلها ليشعر بالآلام تنغز صدره كالسکين الحاد جرحت بداخله كبرياء الرجل الذي عمل على أن يصبحه منذ سنوات.
تذكر أنه لم يغلق باب الغرفة مساء أمس بعد مغادرة الطبيب لتتوسع عيناه من الفكرة واڼفجرت بداخل رأسه تخيلات لمغادرتها وتركها اياه مرة أخرى ولم يتذكر الحراسة أو أي شيء أعده كي لا تغادر لم يشعر بالخۏف مثل ما شعر به الآن..
هرع للخارج
متابعة القراءة