رواية شيرين
المحتويات
يا مراد.. شيرين.. شيرين هتضيع مني هي كمان وهتسيبني
ايه اللي حصل يا آدم دي لسه مكلماني وبتقولي إنها هتسيب الشغل أنت فين دلوقتي وبتعمل ايه وايه اللي حصل أصلا
أنا.. أنا
في المستشفى معاها.. عملت حاډثة ارتعشت نبرته وحاول مقاومة تلك الغصة بحلقة ولكنه لم يستطع ليتحدث لمراد ثانية.. هتضيع مني.. أنا السبب في كل ده أجابه وسط قلقه ولهفته عليها وانكساره ليصدم مراد بما سمعه وسكت قليلا
بعد أقل من نصف ساعة آتى مراد لينظر لآدم وقد ذهل لما رآه.. ايه ده ده بجد آدم اللي قاعد قدامي ده فكر قبل أن يقول أي شيء لينظر له ليجد وجهه شاحب كالمېت.. لا يرمش بجفناه حتى.. جالسا في شرود تام وملامحه خالية من الحياة ملابسه تحمل آثار دمائها ليشعر بالهول من المنظر وازداد قلقه على ما قد يردي بها لأن ټنزف مثل تلك الډماء فأقترب منه ثم وجد على شفتاه القليل من الحمرة قد تركت أثر عليها ليعقد حاجباه
حبيتها وهتضيع من ايدي.. ده اللي حصل .. زي ما بيحصل كل مرة اجابه بصوت خفيض بدون أن ينظر له وهو يبدو كالتائه المشرد الذي لا مأوى له
أرجوك مش وقت ألغازك! قولي جملة مفيدة وفهمني ايه اللي حصل سأله مراد بنفاذ صبر ليطلق آدم زفرة طويلة ثم أغلق عيناه وبدأ بالتحدث..
ها.. بقت كويسة سأل آدم في قلق وملامحه المتلهفة المرتعدة لم تغادره
بصراحة الحاډثة كانت صعبه اوي وعندها چروح كتيرة وكسر في الإيد اليمين وكمان رجليها الشمال وكمان رئتها كانت على شفا حفرة من ان يحصلها أختراق بس الحمد لله جت سليمة
أهدا يا آدم مش كده صاح مراد ليحرر الطبيب من قبضتاه ليبتعد هو مخللا يداه بشعره بإهتياج وسخط لكل ما يحدث لها وخاصة أنه السبب بكل ما أدى بها لذلك
لسه مش عارفين ممكن خلال ساعات وممكن أيام.. الجراحة اللي في الرئة كانت صعبة جدا والإرتجاج في راسها بسبب الحاډثة ممكن يصعب إنها تفوق بسرعة
سمع آدم هذا ليهرع للداخل كالطلقة المنطلقة من فوهة سلاح ڼاري ولم يكترث لموافقة الأطباء من عدمها فلن يستطع أحد أن يمنعه على كل حال وكانت موافقة الطبيب مجرد كلمات تفوه بها لحفظ ماء وجهه وفقط للمحافظه على مظهره العام ليس إلا!.
أنا آسف.. حقك عليا.. أنا عارف إن أنا السبب في كل ده.. فوقي يا شيرين وقومي تاني وكل حاجة هتكون كويسة.. هاعملك كل اللي أنتي عايزاه وهارضى بكل اللي تقولي عليه بس اصحي ومتسبنيش أرجوكي همس آدم وجلس بجانبها طوال الوقت ولا يشعر كم مر عليه دقائق أم ساعات أم أيام لم يعد يشعر بأي شيء حوله وكل ما أكترث له هو ذلك النفس الضعيف الذي تتنفسه بمنتهى الوهن..
حاول مراد أن يخبره أن يعود لمنزله وليأتي بالصباح ولكن لم يستطع أن يذهب ويتركها.. فقط مكث بجانبها بشرود تام.. مر عليه مراد مجددا ولكن لم يلحظ أنه يرتدي شيئا آخر ليحاول إقناعه مرة ثانية ولكن دون جدوى!
آدم أنت قاعد كده بقالك يومين! روح البيت حتى غير هدومك وناملك ساعتين وتعالى تاني أخبره مراد بضيق ولكن أجابه آدم بنظرة غاضبة وقد فهم مراد منه أنه لن يستطيع أن يغير رأيه ماشي براحتك!! أنا ماشي.. محتاج حاجة مني سأله مراد ليهز رأسه له في إنكار كإجابة ليتوجه مراد مغادرا.
تفقدها برماديتاه النادمتان وهو يتذكر كل لحظة جمعتهما منذ أن رآها بمكتبه عندما استمع لصوتها وقت ما دلفت منزله كل ما تفعله من مناقشات حادة وجدالات وقرارات اتخذتها بشجاعة دون خوف وبجرأة متناهية لا تغيب أيا من التفاصيل عن رأسه بالرغم من أنه لم يعرفها لكثير من الوقت ولكنه أدرك أن عشقها قد تسلل لقلبه وفقد السيطرة على يد تلك الفتاة التي لا يصدق إلي الآن كيف دلفت لحياته بين يوم وليلة لتغيره بهذا
متابعة القراءة