رواية شيرين

موقع أيام نيوز

فعلها أبدا حتى يدفعها لتصل لتلك الحالة..
اهدي طيب يا شيرين وطمنيني عليكي الأول وبعدين فهميني ايه اللي حصل لكل ده سألها مراد بدهشة ونبرة قلقة
مفيش حاجة افهمهالك.. لو سمحت بعد إذنك بلغه بقراري اجابته بجملتها لتغلق هاتفها وأوشكت أن تدير محرك سيارتها ولكن يدها ترتعش ولا تستطيع أن تتمالك أعصابها لتعود محدثة نفسها مرة أخرى..
ليه بعيط كده هو ايه اللي بيخليني أعمل كده علشانه لا أكون حبي... أجهشت بالبكاء في هيستيرية تامة وقد وسعت عيناها من صدمة ما كادت أن تعترف به ولم تقوى على الرؤية أمامها لأ لأ مش دلوقتي عشان أتوجع واتخان تاني لأ...
جلس آدم بقصره وهو في حالة شتات تام لا يدري لماذا تركها تذهب وكيف أستطاعت هي أن تتحدث معه هكذا كيف أصابه تلك الدهشة بل وتركها تتحدث كيفما شاءت ولم ينهاها ولم يقاطعها حتى.. قټله عقله من التفكير وهو يحاول أن يجد تفسيرا لكل ما يحدث له معها 
ليه هي بالذات مش لجمالها ولا لذكائها بس.. هو بجد ممكن بعد السنين دي كلها يكون عندي مشاعر واحساس بحد فعلا أنا بحبها! مفيش تفسير تاني غير ده قدامي.. أكيد أنا بحبها.. مش عارف ازاي بس البنت ديه ملكتني في ايديها.. ملكت عقلي وتفكيري وحواسي حتى قلبي!! توجه آدم آخذا خطوات سريعة واسعة دالفا سيارته المتروكة أمام قصره منذ البارحة ليبحث عنا بعدما أعترف لتوه بحبه لها وأقر به لنفسه.
مر الوقت على شيرين ولم تشعر إلا بمن يطرق زجاج نافذة السيارة لتجد زوج من العيون الرمادية تحدق بها لتنظر له في ړعب ولم تحاول أن تتعرف على ماذا يقول فقط أدارت محرك سيارتها وأنطلقت لتجده خلفها بسيارته محاولا أن يقول شيئا ولكنها لا تدري ماذا تفعل! هي فقط لا تريد رؤيته بعد كل ما حدث.
قادت بسرعة چنونية لم تقد بها من قبل وهو لا يزال يحاول أن يلحق بها لتفتح نافذتها قليلا.. سيبني في حالي وابعد عني بقا صړخت لتنظر إليه وسط بكائها والخۏف واضح عليها
وقفي العربية وانزلي يا شيرين صاح بها ورآت بتلك الرماديتان نظرة لم تراها من قبل ولكن لم تكترث لتفسر ماذا تعني هذه النظرة
كفاية بقا وابعد عني صړخت مجددا لتجد عيناه قد توسعتا بړعب شديد لتتعالى خفقات قلبها فقط من نظرة عيناه
حاسبي!! خدي بالك! صړخ پخوف وما كادت أن تنظر أمامها حتى أصطدمت بشاحنة واقفة على الطريق بتلك السرعة الچنونية التي كانت تجمح بها وفي لمح البصر فقدت وعيها وتوقفت بها السيارة بعد أن الټفت عدة مرات.
ابعدوا عنها.. ما تلمسوهاش.. صړخ بجمع قد التف حولها والڠضب يكاد أن ېقتله ليجد جسده يرتعش من كثرة غضبه ثم أقترب وحملها بين ذراعاه وهو يحاول أن يتماسك بصلابة عكس الذي اڼفجر بداخله من ندم وشعور بالذنب لأنه السبب في تلك الحاډثة..
حملها وهو يمنع نفسه عن البكاء من ذعره بأن تكون تلك الډماء التي لا يعرف من أين آتت تدل على إزهاق روحها للأبد احتضنها أثناء حمله اياها وهو يحاول أن يبحث عن الأمل بداخله ويخبر نفسه أنها لن تذهب وتتركه مثلما فعلن الآخريات.
توجه لأقرب مشفى ولم يستمع للناس من حوله فقط يتطلعها كل ثانية بنظرة قلق سيطرت عليه ليهمس وسط صمته أنا السبب..
ايه ده.. أنت آد..
لو ملحقتيهاش ھقتلك.. فين الطوارئ هنا صړخ بعاملة الإستقبال ليقاطعها عن تلك الأسئلة التي لا يتوقف الجميع عنها والشرار ينطلق من عينيه حاملا شيرين لتشير له
من هنا.. من هنا اتفضل معايا اجابته پخوف وإرتباك
توجه آدم معها ليصل بها لغرفة الطوارىء وما إن وضعها على السرير حتى شلت جميع حواسه فقط نظر لها كانت مغطاة بالډماء وفاقدة وعيها لا يعلم ماذا بها هي.. هي ھتموت وتسيبني لأ مش ممكن تضيع من ايدي هي كمان.. مش هسيبك تبعدي عني يا شيرين تمزق بداخله مفكرا ليخلل شعره بيداه ليجد دمعه انهالت على وجهه ولم يفيقه من شروده إلا صوت إمرأة ليلتفت ناظرا لها وقد أدرك أنها من طاقم الممرضات
أنا آسفة بس لازم تتنقل أوضة العمليات حالا.. بعد إذنك محتاجينك تمضي على موافقة ونخلص شوية إجراءات.. ممكن تتفضل معايا
توجه خلفها تابعا اياها بالمشفى ليجد نفسه يوقع على أوراق لا يدري ما بها هي.. هي هتكون كويسة مش كده سأل هامسا وقد تغيرت ملامحه من الڠضب الشديد إلي الخۏف.
الدكاترة هيكمنونا بعد ما يخلصوا واضح أنها كانت حاډثة صعبة بعد إذنك الحق أبلغهم
مر الوقت عليه وهو يكاد أن يجن من ملامحها ودمائها التي كست مواضع متفرقة من جسدها وجهها وحالتها التي كلما تذكرها تهشم قلبه بداخله ليصبح فتات حاول التواجد معها ولكن كان ممنوعا أن يتواجد مع الأطباء بعد ساعتين أدرك أن هاتفه لم يتوقف عن الاهتزاز ليجد مراد قد اتصل به أكثر من عشرون مرة ليجيبه الحقني
تم نسخ الرابط