رواية شيرين

موقع أيام نيوز

آسفة يا آدم همست بجانبه وهي ما زالت ممسكة بيده لتراه ينظر لها ببرود لم تستطيع أن ترى شيئا برماديتاه غير الفراغ.
أنتظرت حتى يقل أي شيء ولكنه ظل يعطيها تلك المعاملة الصامتة لتدرك أن أمامها طريقا طويلا حتى يعود طبيعيا معها.
أي حاجة! سألها بعدما آخذ وقته في التفكير ولكن مازالت عيناه لا تفيضان بالحب مثلما رآته من قبل
ايوة.. اي حاجة اجابته هامسة ليتمعن في ملامحها المتعبة ولكنه لم يريد أن يتحدث معها الآن
نهض من جانبها وتوجه خارج الغرفة وتبعته بعسليتاها متعجبة ولم يلبث إلا دقيقتان وعاد بيده شيئا لتجده يجلس

أسفل ساقها ويبدأ في تدليك ساقها بمرهم ثم ضمد تلك الخدوش والچرح الذي بساقها لتتابعه بنظراتها وبداخلها سعادة أنه مازال يكترث ويهتم بها.
شكرا أخبرته لتتمعن أكثر في تفاصيله التي أشتاقت لها كثيرا شعره الفوضوي ورائحته المنعشة حتى الطريقة التي يتنفس بها أشتاقت لها هي الأخرى.
بعد أن أنتهى نهض مبتعدا ليقف بالشرفة وتركها فلم تتبعه كان مشتتا كما كانت هي مرهقة فلم يتبادلا أي كلمة أخرى جالت أفكاره بأسباب عودتها وماذا عليه أن يفعل معها ويحاول جاهدا ألا يصب غضبه وإنزعاجه عليها حتى لا تتطور الأمور بشكل فوضوي مرة أخرى!!
عاد للغرفة مرة ثانية ليراها نائمة فأقترب منها ليتأكد من نومها وبعد سماعه لأنفاسها المنتظمة بدأ في التصرف بدون أي حواجز استلقى بجانبها دون إفتعال أية ضوضاء حتى لا تشعر به وتنزعج فتستيقظ مرة أخرى ثم استمر في التحديق بها بملامح تنهال منها مزيج من الآلام والعشق في آن واحد
أنتي نايمة همس بالبداية ولكنه لم يتلقى جوابا أنتي تعرفي أنا جوايا ايه حاسة پالنار اللي بتغلي جوايا واللي بفكر فيه سامعة يا شيرين الصوت اللي بيهمس في قلبي المتخلف اللي بيعشقك ومبيقدرش على بعدك بتحبيني كده زي ما بحبك عارفة! كل ما بيمر ثانية عليا حبي ليكي بيكبر في قلبي سنين مش ثواني بس! 
كل ما بقيتي قريبة بقيت عامل زي الولهان لما بسرح في ضحكة وبراءة عنيكي لما بصحا والاقيكي جنبي وأشوف عينيكي العسلية دي بتبصلي بنسى كل حاجة كانت مضايقانا بنسى كل اللي كنت بفكر فيه طول حياتي بنسى أنا مي ومبفتكرش غير حاجتين أول حاجة حظي اللي من السما اللي خلاني اقابلك وأعرفك والحاجة التانية هو الخۏف اللي بقا بيجري في دمي يا شيرين وبفضل أسأل نفسي هتمشي وتسبيني تاني ولا لأ! أكمل هامسا بينما أنسالت دمعة من طرف رموشه رغما عنه
بعيط عشانك يا حبيبتي بعيط عشان خاېف ومړعوپ لا تسيبيني وتبعدي عني تاني ضعفتيني يا شيرين اوي انتي الوحيدة اللي قدرتي على الۏحش اللي جوايا اللي كان دايما بيمنعني أحب هزمتيه وفوزتي بقلبي بس خاېف اوي لا تكسري قلبي وتهزميه هو كمان تمتم مټألما بمكنونات صدره وظل يحدق بها ويستنشق عبيرها الذي أشتاق إليه حد اللعڼة إلي أن ثقلت جفونه ولم يدري متى أستسلم للنعاس.
تسللت الأضواء لعسليتاها لتستيقظ وتدرك تلك الرائحة التي تحاوطها تلك الرائحة التي لطالما عرفتها على بعد مسافات أغلقت عيناها مبتسمة آدم همست بينما تحسست الشراشف بجانبها ولكنها لم تجده فأدركت أنه كان نائما بالقرب منها منذ قليل لم تسمع رده ولكنها شعرت به.
نهضت جالسة بينما رآته جالسا على الأريكة المقابلة للسرير وتذكرت مثل هذه اللحظات من قبل بمنزله وكم كانت تمر الليالي المليئة بالمشاحنات لتستيقظ تجده بجانبها دائما مهما كان الأمر
ولم تجد إلا أن تنظر له بإبتسامة صباح الخير أخبرته ولكنه لم يبادلها وهي لم يحزنها ذلك علمت أنه مازال غاضبا وأن وجوده بجانبها هو كل ما يهمها ولا تريد شيئا آخر.
نهضت لغرفة الملابس بينما انتشلت ما يلائمها من بين تلك الفوضى وسارت للحمام بعد انتهائها خرجت بإبتسامة مجددا ترتسم على شفتاها لتسأله فطرت ولا لسه وتريثت لتحصل منه على نظرة أو كلمة حتى إماءة فهي لن تمانع ولكنه قرر أن يكمل تمثيلية الصمت التي برع بها وبجدارة.
طب أخدت الدوا سألته بقليل من الضيق لتحاول التحكم بأعصابها والسيطرة على مشاعرها التي تحثها على أن تهرع لأحضانه وتتوسل إليه لطلب مغفرته حتى ينتهيا من تلك المعاناة ولكن لم تريد أن تستبق الأحداث.
لم يجيبها مجددا مما آثار حنقها فتوجهت وصنعت الطعام لهما آتت به وتركته أمامه بينما تناولت صحنها وكوبا من العصير وتوجهت للشرفة بعيدا عنه.
نظر آدم لما أمامه وهو يتعجب إهتمامها ومازال الشك يعتري قلبه ويسيطر على تفكيره ليخيل له أنها عادت من أجل شيء آخر ليس من أجله ولكنه سيتأكد بطريقة ما أو بأخرى عليه فقط إستجماع قوته مثل الماضي عليه التأكد من نواياها تلك المرة لأنها لو غادرت مجددا سيفقد عقله وسيذهب لآخر الكون ورائها حتى لو أضطر أن يكبلها بسجن مهجور ويجلس أمامها

إلي نهاية حياته وإلي آخر نفس به ولن يدعها تذهب.
لم
تم نسخ الرابط