رواية شيرين

موقع أيام نيوز

حدث بمنزل تقى باللحظة التي دلفته لم يكن هينا أبدا!
طب وبعدين.. أنا مشيت عشان ارجعله تاني ولا مشيت عشان أهرب وخلاص! ليه حاسة بكل ده مكنتش أتخيل أبدا إن قلبي يدق لراجل تاني عمري ما حسيت بالسعادة في حياتي زي ما حسيتها معاه ولا عمري خطړ ببالي إني هاحس بالوحدة دي كلها لما يمشي ويسبني هو عمل فيا ايه!
ما أنا طول عمري كنت وحيدة من غير أهلي ومن يوم ما ماتوا عمري ما حسيت بالوحدة بالشكل ده ايه اللي اتغير بالظبط أنا فعلا بحبه أوي كده ومش هاقدر أكمل حياتي من غيره طب لو كده أنا مرجعتش ليه ليه الحيرة دي كلها والمليون سؤال اللي بفضل أسألهم لنفسي كل يوم ليه أنا خاېفة اوي كده تاني
آخر مرة كان فيها معايا كان عامل زي الحلم الجميل اللي نفسي مصحاش أبدا منه ليه بقا بخاف تاني خاېفة مثلا إنه يرجع يهددني ويتعصب عليا ويخوفني خاېفة إني لو رجعتله وفضلت معاه فترة يخونني خاېفة إنه يرجع لبروده وقسوته معايا أنا كمان قرفت من نفسي أنا ليه جبانة وضعيفة اوي كده!
تسائلت شيرين محدثة نفسها بعد مرور شهر كامل منذ أن ودعته قدمت على إجازة وتوقفت عن الذهاب للكلية التي تدرس بها وأصبحت مشتتة أكثر

لم تتوقف عن التفكير ولو للحظة لا تعلم ماذا تنتظر ولم تنتظر كل يوم تحث نفسها على المغادرة ولكن هناك شيئا يعيقها شعور بالخۏف لأنها تعلم بمجرد العودة له لن يكون هناك فرار.
ليه يا حبيبتي ليه مرجعتليش كلميني حتى ولو مرة وفهميني ايه اللي موقفك حاسس وشايف حبك ليا في عينيكي لكن أول ما رجعت كل حاجة بقسۏتها رجعت تاني نفس البعاد والحيرة والۏجع!
قلبي واجعني وچروحه بتزيد كل ثانية أنتي فيها مش جنبي بحارب عشان أتنفس وكأن الهوا اللي بتنفسه بإيدك أنتي آآه يا شيرين لو تعرفي اللي بيجرالي يا ريت لو يجرالك زيي يا ريتك تعرفي أنا عامل ازاي من غيرك يا شيرين!! تشتت أفكاره هو الآخر ولم يستطع أن يتظاهر أنه بخير بعد الآن.
تدهورت أحواله كثيرا ظن أنها ستعود بمجرد عودته وظن أنها تحبه بالفعل ولكن كل ما فعلته كان عكس إعتقاده مرت الأيام الأولى بعد عودته بخير ولكن الآن هو لا يفعل أي شيء غير الإختفاء وامتهن العزلة.
آدم يا ابني.. أستاذ مراد وصل! نادته فاطمة من وراء الباب
قوليله يجي بكرة أخبرها لتعود لمراد وتخبره ولكن لم يتقبل مراد رده لقد سأم من إنتظاره يوم بعد يوم فقرر الصعود له رغما عنه.
أيه مش عايز تشوفني تحدث مراد في حزن لينظر له آدم نظرة خاطفة وشرد بنظره بعيدا وقد بدت ملامحه مريبة للغاية تبعث القلق لكل من يراه
كفاية يا آدم.. انسى يا آدم كل حاجة حصلت وأنساها وأرجع آدم رأفت أخويا الصغير وابن عمي اللي أعرفه متفضلش كده قاعد هنا وقافل على نفسك وكأن الدنيا خلصت وانتهت ترجع هيا بقا ولا مترجعش هي حرة واديك خلصت منها أنت عملت اللي عليك ومفيش حاجة المفروض تعملها إلا وعملتها عشان خاطرها ارجع لشغلك وحياتك ده ستات الدنيا تتمنى بس ضحكة منك هي الخاسرانة متخليش حياتك توقف عليها 
حاول أن يخرجه من تلك الحالة التي لم يراه بها من قبل فهو لم يتوقف عن العمل بحياته هكذا لم
ينعزل من قبل بمنزله حتى زينة لم يعد يتحدث لها أوقف عالمه وكأنما توقف الوقت وبالرغم من أن ما قاله للتو لا يعجب مراد شخصيا ويجده درب من دروب الجنون ولكنه قد يفعل أي شيء حتى يخرجه من عزلته هذه.
انسى! همس آدم وتبسم بسخرية انسى ايه! تغيرني وتغير كل حاجة فيا وفي الآخر تمشي وتقولي امثل وانسى وأعمل نفسي مش واخد بالي وامثل إن كل حاجة تمام! عايزني اصحى من نومي والبس واتشيك واحضر الحفلات والافتتاحات وارجع تاني آدم رأفت المشهور وهي مش جنبي! عايزني ارجع اقضي ليالي مع شوية نسوان شمال واتخيلهم كلهم شيرين وأناديهم بإسمها! سكت قليلا ثم أكمل بإنكسار تعجب له مراد 
مش هاقدر أنا خلاص مبقتش قادر أكون آدم رأفت من غير وجودها جنبي أنا مبقاش إنسان غير وهي جبي وطول ما هي مش جنبي أنا مبقاش عارف أنا مين نهض آدم وتوجه له ليحدق بأعين مراد
بص لي! تقدر تعرف أنا مين.. بص لي كويس وأفتكر أي وقت أنا كنت فيه معاها وجنبها شايف إن أنا نفس الإنسان! صړخ به ليشعر بغضبه العارم وقد ظن أنه قد يعود لرشده وقد يدفعه كلامه اللاذع الذي ناقشه معه ولكنه لم يظن ما قد يحدث لم يخطر على باله إلي أين سوف يقوده هذا الحديث.
أنا وآدم اللي كان مع شيرين مش نفس الشخص مش كده الملعۏنة دي غيرتني وخلتني مش قادر اخد نفسي من غيرها تيجي..
تم نسخ الرابط