رواية شيرين

موقع أيام نيوز

كانت تبحث عنه أم تخاف منه هل تريده بجانبها أم ستفر وتهرب مرة أخرى ذهبت بعدها لتتأكد أن الباب موصدا جيدا وبعدها لسريرها لتحاول النوم ولكن دون جدوى!
وقف تحت منزلها قلبه بداخله مشتتا لأشلاء لا يعلم أين نافذتها أين شرفتها بأي طابق تكون! أراد أن ېصرخ اسمها حتى تسمعه وتواجهه ولكنه لم يستطع بيده الكثير كي يفعله ولكن ليست شيرين من يفعل بها ذلك! هو علم جيدا أنها لو عادت معه بتلك الطريقة ستفر هاربة مجددا ولن تتوقف عن هروبها ومحاولة البعد عنه وقد أرهقته لن يعطي لها الفرصة مرة أخرى كي تألمه بإبتعادها
فين آدم رأفت دلوقتي واقف زي المتشردين تحت شباك حبيبته زي المراهقين ومفيش بينه وبينها إلا كام دور ومش قادر يروحلها!! فين بقا الناس اللي مبتقدرش تفتح بوقها قدامي ولا تقولي لأ على حاجة! رجل الأعمال والممثل المشهور واقف هنا بيعيط زي العيال عشان بس يلمح خيالك وأنتي معدية صدفة من جنب الشباك.. طب قوليلي أعمل ايه عشان أسعدك وتحبيني وتفضلي جنبي قوليلي اعمل ايه عشان ترجعي معايا هاعملك كل اللي يخطر على بالك بس ارجعي تاني معايا يا شيرين!!
نحب كطفلا في الثالثة من عمره وفكر بكل لحظة وذكرى جمعتهما سويا وكل ما أصبح يتمناه أن يراها مرة أخرى
ولو من بعيد وظل مسلطا نظره على نافذتها..
أشرق الصباح ورغما عنه عاد للفندق وذهب مباشرة ليقف تحت المياه لتنساب

على جسده حتى يفيق قليلا وكم تمنى أن ينساب معها كل ما يشعر به من چرح وألم وتهبط مع تلك المياة إلي أن تنتهي وتختفي وألا يضطر لأن يشعر بأي شيء مجددا تمنى أن ينعدم به الشعور تمنى لو لم يحتاجها تمنى لو لم يقع بحبها..
تململت شيرين بمخدعها وهي لم تنم إلا بضع دقائق وشعرت بأوجاعا في جميع جسدها فتوجهت ثم وقفت لتوصد عيناها تحت المياة الساخنة وحاولت جاهدة أن تعتبر ما رآته صدفة ليس إلا. أعدت قهوتها ثم ذهبت لتنظر من نافذتها وبالرغم من أنهم بأول شهر نوفمبر وبجو لندن الضبابي رأت شعاع بسيط للشمس ورآت قوس قزح لتفكر
يمكن تكون مطرت تاني وأنا نايمة تمتمت مبتسمة ثم فكرت أن تذهب إلي المقهي التي لطالما ذهبت له منذ أن أتيت إلي لندن لتقضي يومها هناك أخذت ما تحتاجه ومعطفها وغادرت.
لم تراه لم تحاول حتى البحث عنه قررت أن تتناسى الفكرة لأنها علمت لن يصلها هذا الشوق إلا عنده بمنزله بجانبه وهي لا تريد أن تتعرض لعذاب غضبه وغموضه الذي لا ينتهي أرادت تعيش حياة طبيعية بعيدا عن بروده وتحكماته التي لا تنتهي حتى ولو كان يعشقها سيظل كما هو وهي لن تدع أحد يتحكم بحياتها مجددا فجبروته الذي يتعامل به لن يؤدي إلا للدمار فقط .
سارت تنظر حولها واستمتعت كثيرا برغم من برودة الجو ولكنها أحبت تلك الشوارع بضبابها وبرودها للحظة تذكرت كيف كان سيلائمه بلد كهذا فهو بارد مثله ولكنها هزت رأسها للفكرة وشبح ابتسامة ارتسم على شفتاها بينما تستكمل طريقها.
تابعها وحافظ على ألا يقترب منها فهو كان تحت منزلها منذ السابعة صباحا كم تمنى أن يذهب ويمسك بيدها حتى لا تسير وحدها ولكنه تذكر أن هذا ليس الوقت المناسب. دخلت مقهى فعلم أنه لن يستطيع أن يذهب لنفس المقهى فتطلع حوله ووجد مقها آخر مقابل للذي دخلته فوقع اختياره عليه حتى يراقبها عندما تنتهي وتخرج منه.
ظن آدم أن من حسن حظه أنها جلست بالقرب من النافذة ولكنه لم يعلم أنها دائما تحب أن تجلس على نفس الطاولة وأحيانا تتفقد المارة. وما إن جلست حتى جاء شاب وفتاة يبدوان بمقتبل العشرينات ووقفت شيرين فعانقتهما ولكنه استغرب لما تفعل هذا مع من يرتديان زي العاملين بالمقهى وڠضب من معانقتها لذاك الشاب..
أكمل متابعته لها فوجدها تضحك معهما ثم أخرجت شيئا من حقيبتها وأعطته لهم مما زاد دهشته ثم جلست وذهبا هما وأحضر الشاب القهوة وتكلم معها قليلا ثم تركها وبدأت هي في مطالعة ما كان أمامها من المراجع ثم تكتب أشياء على حاسوبها وتعيد الكرة لمرات ومرات.
أخذ في متابعة كل حركاتها.. طريقة تركيزها فيما أمامها.. كيف تزيح خصلاتها بين الحين والآخر.. لم يكن لديه الفرصة من قبل لمشاهدتها تفعل ذلك.. تعجب لضحكاتها مع ذلك الشاب والفتاة وشعر بالحقد تجاهما مفكرا
هما يشوفوها بتضحكلهم وأنا أتمنى عشر شهور اني أشوفها من بعيد بس! ماشي يا شيرين!
ظل يطالع الساعة والوقت يمر ببطأ ولا يعلم آدم ماذا تفعل كل هذا تارة يخلل شعره بيده وتارة يخلع معطفه فقد شعر بأنه سيقتل أي أحد الآن قد يمر بالقرب منه عقله لا يكف عن التفكير وغضبه يزداد كلما مر الوقت! لا يدري لما عليه أن يشاهدها من بعد وأن كل ما عليه أن يذهب ويأخذها لتعود معه.
تم نسخ الرابط