ميراث الندم
المحتويات
أتاريك بتعمل كدة بس عشان تتحداه وتبين جوتك جدامه
وكأن الكلمات لم تخترق اذنه تجاهل ليعود لغفوته غير ابها بأي شيء
وفي داخل غرفته
دلفت اليه لتصطدم بنظراته القاتمة نحوها واجما يعتلي الهم قسماته ليزيده كبرا فوق سنوات عمره
إنت رجعت يا سبعي دا انا افتكرت واحدة من البنتة جات من الدرس لما سمعت صوت الباب
جيت بدري من الشغل يعني
ظل على صمته لتتابع قاصدة فك جموده
بقوله
انتي جاية تبلفيني زي ما جالك ولدك يا شربات
على الفور اشاحت بوجهها عنه تعوج شفتيها على زاوية واحدة وقد تأكدت بسماع حديثها مع ابنهما مالك دار ذهنها سريعا لتتذكر ان كانت أخطأت هي الأخرى أم لا حتى تأكدت من سلامة موقفها لتعود اليه سريعا بتبرير
مال بوجهه نحوها مرددا بملامح مشتدة وقد ذهب عن وجهه الهزل
يعني هو يجل ادبه عليا عشان معرفش يعبر يا شربات بذمتك انتي مصدجاها دي طب حتى جولي بحاجة تدخل العجل
لا يا خوي مش هكدب عشان هو ده اللي حازز في نفس الواد ومدمره من جواه انت فين حدك يعني لما عيل كدة طالع على وش الدنيا يلاجي ابوه مش عارف يجيب حجه من ناس حاطة يدها عليه وهو زي العاجز ومش عارف يلاجي صرفة
عرفت جيدا انها وصلت لهدفها حينما رأت الوجوم الذي کسى ملامحه مع هذه النظرة التي تعرفها جيدا منه لتزيد عليه قائلة
قالتها لتنهض من جواره وقد نجحت في صرف حقده عن ابنها بعد أن وجهته للجهة الأخرى التي تريدها
على المائدة الكبيرة والتي ارتصت عليها العديد من أصناف الطعام تجمعوا جميعا لتناول وجبة الغداء التي أعدتها روح مع باقي العاملات في المنزل بطاقة عالية من النشاط ابتهاجا بحضور رفيقة لها وقد عزمت داخلها أن تزيد من صلة القرب بينهما
هتفت بها تضع قطع أخرى من اللحم امامها لتزيد من خجل الأخرى والتي تخضب وجهها بالحمرة الشديدة بعد أن كشفتها وهي اللي اتخذت إطعام ابنها حجة
انتبهت عليها جليلة تتدخل بينهم
هاتيه منها يا روح هي طول ما هي جاعدة توكل الواد مش هتعرف تاكل
وانا روحت فين يا خالة
قالتها تضحك موجهه نظرتها بمرح نحو نادية بعد ان اجفلتها بخطڤ الصغير منها تأمرها بحزم محبب قبل أن تجلس وتضعه بحجرها
كلي يا بت كلي
حاولت أن تتجاوب معها بابتسامة ظهرت وقد غلبها خجلها لتهمس لها بنظرة محذرة
خلاص يا روح
زادت الأخيرة بمشاكساتها
معندناش خلاص احنا والكلام الفاضي ده اسمعي الكلام بجولك
تدخلت الجدة بحزم هي الأخرى
ما تاكلي يا بتي خلي البت دي تهمد على حيلها دا اكنها اتجنت بجيتك النهاردة
ضحك الجميع على مزحة الجدة إلا فتنة فقد اجبرت نفسها على الابتسام بصعوبة وڼار ټحرقها برؤية ما يحدث امامها يعيدها لنفس العادة القديمة بخطڤ الانظار نحوها والتسابق للإهتمام بها ضغطت ټلعن زوجها فقد كان ينقصها إعادة احقاد الماضي الان
أما هو فقد كان في عالم اخر يدعي الحديث مع عزب ويوزع اهتمامه بالصغيرات يخطف النظرات نحوها كل دقيقة وقد وضعت همها بالطعام حتى تتخلص من إلحاح شقيقته وورود الوجنتين نتيجة حيائها الشديد تدعو المتيم لقطافها تفتح الشهية برؤيتها يشعر بلذة الطعام بحلقه وكأنه يتذوقه لأول مرة
مساء الخير عليكم
اغمض عينيه وقد علق الطعام بوسط حلقه بمعرفة جيدة لصاحب الصوت تلتقط اسماعه حركة تقدمه نحوهم
دون أن يلتف إليه ولو برأسه ولا حتى يجيب التحية التي ردد بها معظمهم ليفاجأ بفعل زوجته التي نهضت عن مقعدها تدعوه بلهفة
تعالى يا ناجي تعالى كل معانا دا انت باين حماتك هتحبك
تقبل دعوتها ممازحا
شالله يارب يسمع منك يا فتنة يا اختي انا فعلا والله جعان
قالها ليجلس على الكرسي الذي اشارت نحوه بحركة كشفتها امام زوجها الذي امتقع وجهه يناظر سماجة الاخر والذي قصد ان يجلس امامها ويخاطبها بالحديث مباشرة
وانا اجول السرايا منورة ليه عاملة ايه يا نادية
أومات رأسها تجيبه بصوت خفيض خرج على مضص
زينة والحمد لله تشكر
واصل بالحديث متلهفا وكأنه قاصدا قفل شهيتها
تشكريني على ايه بس والواد معتز جاعد على حجر روح عامل ايه يا واد طلعت عينيا باللف واحنا ندور عليك امبارح رجالتك لجيوه فين يا غازي
تمالك بصعوبة الا يسبه فخرج صوته على مضض
ما تاكل يا ناجي مش وجت حكاوي دلوك كل
اه والله عندك حج
تفوه بها ليهجم على الطعام يتناول قطع اللحم بنهم وابصاره منصبة
متابعة القراءة