ميراث الندم
المحتويات
هيئته المتوحشة أمامها ولكن ماذا بيده الان فقط اصبح يخشى على نفسه من ذبحة صدرية بسببها
سحب شهيق كبير ينظم أنفاسه المضطربة قبل أن يتابع امرا لها بحزم
بلاش خوف مني انا واد عمك ومش هاكلك يعني
اضطرت مذعنة لطلبه ان تعاود الجلوس ليستطرد كاظما غضبه المتصاعد داخله سائلا لها حتى يعيدها للحوار
الناس دي كانت بتضغط عليكي ازاي وكملي على طول عشان مضطرش ازعج فيكي تاني وانتي ما بتتحمليش
بالحديث حتى تنتهي من هذا التحقيق
كانوا بيزنوا عليا عشان اوافج بسرعة ونجهز الاجرءات جبل العدة ما تخلص وكل ما كنت ارفض كانو دايما پيخوفوني بعم فايز انه ممكن يتخلص من ولدي عشان هو الوحيد المستفيد
يا ولاد ال
زمجر بها بصوت واضح أمامها ومخالب قاسېة نشبت بقلبه تحفر چروحا غائرة هذا أكبر من تحمله لقد رأى الطمع في عيون الجميع وتوقع اي شيء الا ان يتم قهرها بأكبر مخاوفها وهو حياة طفلها وبهذه السرعة وهو بعيدا عن حمايتها عاجز عن الزود عنها ليس أمامه الان سوى التصرف كمسؤل
ما هي مش مستاهلة
هي إيه اللي مش مستاهلة
اخفت ارتياعها تجاهد ألا تتأثر بهذه النبرة المتحفزة منه نحوها وملامح وجهه التي تزداد اظلاما كل دقيقة لتوضح شارحة
يعني انا كنت فاكراهم هيسكتوا لما يلاجوني رافضة بس اللي حصل هو العكس كان كل يوم بيزيدوا مع ان جولتلهم والله الاتنين خواتي سند ولا عيسى في واحدة تتجوز اخوها
طال صمته وهذا التحديق الذي يربكها حتى اعتلى ملامحها عدم الارتياح فكانت تتهرب بعينيها عنه حتى استشعر من نفسه حرجها ليخرج حمحمة خشنة يتبعها قوله
أومأت له بهز رأسها وقد بدا انها تأثرت بذكر زوجها الراحل لكن سرعان ما استفاقت على صوت صغيرها الذي دلف الغرفة بندائه
اشرق وجهها برؤيته تبصره يلج بصحبة والدتها التي كانت تخطو خلفه برعاية له تحمل الصنية التي وضع عليه كأسين من العصير همت أن تنهض لتحمله لكنه سبقها بأن خطڤ انتباه الطفل يشير بيده اليه قائلا
تعالى تعالي يا حلو انت
ضحكت جليلة لتسحبه معها نحوه حتى رفعه اليه ليحمله على ذراعه القوي ومشاعر صاخبة تتماوج داخله لا يعرف لها اسم ان كانت فرح او ابتهاج شديد
داعب وجنته الناعمة بسبابته ليسألها بمشاكسة
اسمك ايه ولا مبتعرفش تتكلم
تدخلت جليلة بالنيابة عنه
لا كيف هو معظم كلامه مش مفهوم بس بيعرف اسمه وكام كلمة تانية زي ما جال ماما من شوية جوله اسمك يا واد
توجهت بالاخيرة تخاطب الصغير الذي اذعن لطلبها يجيبه
محتز
محتز
ردد بها من خلفه ليطلق ضحكة رجولية صاخبة خرج صداها لخارج الغرفة حتى وصلت لعزيزة زوجة شقيقها الأكبر عزب والتي كانت تتابع عن قرب تنتظر خروجه وقد ازدادت تعجبا لهذه الزيارة المفاجأة بدون انذار بالإضافة لطول الجلسة والتي استمرت لفترة من الوقت بعد ذلك بحديثه الودي مع جليلة ومداعبة الطفل الذي اعتاد عليه سريعا حتى فعل ما كان يفعله مع والده قبل ذلك ليضع كفه الصغيرة داخل فتحت الجلباب في الأعلى وكأنه يبحث عن شيء ما انتبهت عليه والدته لتهتف به محذرة
واد يا معتز
التف لها الصغير ولكن غازي منعها عن التكملة مشجعا له
ملكش دعوة بيها يا واد كمل زي ما انت عايز
ذهلت جليلة وهذا الوجه الذي تقابله لأول مرة من كبيرهم لتتنقل بنظرها منه والى ابنتها التي تخضب وجهها بحمرة الانفعال الشديد تطلب منها العون بهمس كان يصل إليه كدغدغات محببة لأذنيه
يا مراري يا الكسوف خديه ياما الواد ده
اصبح يقهقه بالضحك دون مواربة مستمتعا بخجلها الشديد لفعل الطفل المشاكس والذي اخرج سلسلة المفاتيح وريموت السيارة يتلاعب بهما وكأنه وجد كنز ليزيد من سعادته بينهم لقد أتى منذ قليل بحال وسوف يخرج بعد ذلك بحال أخرى وقد أشبع عينيه من رؤيتها وهذه اللمحات القريبة عن شخصيتها
وفي الخارج وحينما يأست من خروجه العاجل كعادته في الزيارات الودية استلت هاتفها لتتصل بزوجها
بجولك بجالوا أكتر من ساعة جاعد جوه معاهم ما انا كنت هتصل بيك يا عزب بس امك
متابعة القراءة